كتب – روماني صبري
شهد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم الأربعاء، ندوة الكترونية بمشاركة عدد من رجال الدين المسيحي من عدد من الأقطار العربية وذلك من سوريا ولبنان والعراق ومصر والأردن وبلاد الانتشار، وكان المطران المتحدث الرئيسي في هذا الملتقى الالكتروني حيث وجه رسالة ميلادية لكل الكنائس والاباء المشاركين في هذا اللقاء ومن خلالهم لكافة المسيحيين والكنائس في هذا المشرق وخاصة في فلسطين الارض المقدسة ارض الميلاد والتجسد والفداء .
وجاء في كلمته :
نستعد لاستقبال عيد الميلاد المجيد وقد ابتدأت الزينات تنتشر في كل مكان والأشجار تضاء هنا وهناك ، وهنا اود ان انوه بأن الحالة الاقتصادية والوبائية التي نمر بها يجب ان تجعل المشرفين على هذه الاحتفالات بأن يقوموا بالاختصار في مسألة البذخ والصرف فيمكن ان تضاء الشجرة ولكن يجب الاختصار في مسألة المبالغة في دفع الاموال من اجل هذه المظاهر الاحتفالية وبدلا من ان تدفع اموالا باهظة على زينات يجب ان تستغل هذه الاموال من اجل مساعدة العائلات الفقيرة والمحتاجة حيث ان الكثيرون يعانون في ظل الوباء من البطالة وانعدام الدخل.
لست من اولئك المعارضين للمظاهر الاحتفالية ولاضاءة الاشجار بل يجب الاختصار والاقتصاد وتوفير ما تيسر من المال لتوزيعه على المحتاجين وخاصة في ظل هذه الظروف التي نمر بها .
يطيب لي ان اخاطبكم من رحاب ارض الميلاد والتي منها انطلقت الرسالة المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها مهنئا اياكم في هذا الموسم المبارك وخاصة ونحن في فترة الصوم والذي نستعد من خلاله لاستقبال الطفل المولود من اجل خلاصنا .
ولعل رسالتنا للعالم بأسره في هذه الايام المباركة هو ان فلسطين هي البقعة المقدسة من العالم التي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر ، والمخلص من مهده الى لحده وحتى صعوده الى السماء كان في هذه الارض المقدسة منتقلا من مكان الى مكان مناديا بقيم المحبة والرحمة والاخوة الانسانية .
وبعد صعوده ابقى لنا الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية وابقى لنا الانجيل المقدس وكلماته الخالدات التي تحثنا دوما على الرحمة والمحبة والاخوة ونبذ الكراهية بكافة اشكالها والوانها .
المسيحية في هذا المشرق وفي فلسطين بشكل خاص هي ليست بضاعة مستوردة من الغرب .
نحن اليوم نستورد من الغرب الكثير من الأشياء حتى زينة عيد الميلاد بعضها يأتي من الصين او من اماكن اخرى اما قبل اكثر من الفي عام ونيف فمن بلادنا تم تصدير المسيحية إلى مشارق الارض ومغاربها ومن بلادنا انتشرت القيم الإنجيلية ورسالة المسيحية في سائر اصقاع العالم وفي هذا المشرق هنالك كنيسة القدس وانطاكية والاسكندرية وهي المثلث الروحي الايماني العريق في هذا المشرق الذي حافظ على وديعة الايمان وحافظ على الايمان القويم جيلا بعد جيل .
علموا ابناءكم بأن المسيحية انطلقت رسالتها من هذا المشرق واعرق حضور مسيحي هو موجود في بلادنا المقدسة ونحن نفتخر بذلك ، كما اننا نفتخر بانتماءنا لاوطاننا فمن احب كنيسته احب وطنه ودافع عن قيم الحق والعدالة وكان نصيرا للمظلومين والمعذبين في هذا العالم .
ما اكثر اولئك الذين يشوهون ويحرفون تعاليم الكتاب المقدس في عالمنا وما اكثر المبشرين الكذبة الذين يخدمون اجندات معادية للمسيحية وهنالك من يدعون بأنهم مبشرون بالمسيحية في الغرب وخاصة في امريكا واياديهم ملطخة بدماء الابرياء من شعوبنا واقطارنا في هذا المشرق .
انهم مجرمون وقتلة يلبسون ثوب الدين المسيحي والمسيحية منهم براء ويبثون سموم كراهيتهم وحقدهم وهرطقاتهم وتفسيراتهم المغلوطة للكتاب المقدس خدمة لاسيادهم واجنداتهم المعادية للمسيحية والمعادية لقضايانا الوطنية وفي مقدمتها قضية فلسطين.
لا تسمعوا الى هؤلاء المبشرين الكذبة بل استمعوا الى المبشرين الحقيقيين القويمي الايمان المتشبثين بالانجيل ورسالته دون ان يحرفونه ويفسرونه وفق اهوائهم واجنداتهم واجندات اسيادهم .
علموا ابناءكم الانتماء للكنيسة والانتماء للوطن فنحن في فلسطين نحب وطننا وننتمي الى فلسطين ارضا وقضية وشعبا كما ان السوري او اللبناني او العراقي او المصري او الاردني وغيرهم من واجبهم ان يحبوا اوطناهم وان ينتموا اليها وان يدافعوا عنها انطلاقا من قيمنا المسيحية ورسالتنا الايمانية .
وضع سيادته الوفد في صورة ما يحدث في هذه الارض المقدسة من استهداف لمدينة القدس ولشعبنا الفلسطيني مؤكدا ضرورة ان يُسمع الصوت المسيحي المنادي بالعدالة والحرية والكرامة الإنسانية .