في ظل مناخ من التخبط و الخوف و المشاعر المضطربة , تتوه الحقيقة و تنعدم الرؤية . 

ها قد فاز "مرسي" و أصبح رئيسنا جميعاَ شئنا أم أبينا . كان فوز مرسي متوقع جداً بعد إعلانه للنتيجة على أنه قد فاز و هذا أسلوب ممتاز جدا و أعتقد أنه تعلمه – أو تعلمته الجماعة -  من الإنتخابات الأوكرانية عام 2004 بين مرشح الثورة المدعوم من الغرب فيكتور يوشينكو، ضد المرشح المدعوم من روسيا فيكتور يانكوفيتش , حينما أعلم يوشينكو أنه الفائز و أعلنت النتيجة و كان خاسر فخرج إلى مؤيديه و قال لهم أتحدث إليكم بصفتي الرئيس الشرعي و خرجت الإحتجاجات و كانت على وشك أن تتحول لحرب أهلية و بعد سنتين عرفوا الحقيقة و أنه كان مرشح الولايات المتحدة بغرض التضييق على روسيا و أنه كان كاذباً و مرت الأمور على خير .
 
أما في مصر فمرور الأمور على خير في حالة فوز شفيق كان إحتمالها 50 % , و هو ما رفضه المجلس العسكري و كان موقفه وطني أن ينجح مرسي و تنجو مصر و إن كنت مكانهم لفعلت نفس الشىء . 
عندما قال المستشار الفاضل العظيم فاروق سلطان في المؤتمر الصحفي لإعلان النتيجة – حرفياً – " كنا نتمنى أن نفرح في هذا اليوم جميعاً و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه " كان يريد إخبارنا بأن النتيجة التي يوشك على إعلانها باطلة مزورة و أنه مجبور عليها و مُسير لا مُخير .
إذن السؤال الأهم , من الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن ؟ 
تبدأ من الثوار الذين تركوا الميدان يوم 11 فبراير و إستأمنوا العسكر على مستقبل مصر ......ها هي النتيجة .
و غالبية الشعب التي تملكها شعور بالخوف من المستقبل أما في وجهة نظري فهو جبن لأن الشعب هو من يصنع غده .
 أما المسؤل الأكبر في وجهة نظري و بكل أمانة هم المسيحيون الذين أعطوا أصواتهم "لشفيق" في "الجولة الأولى" حيث نفذوا وصية الكهنة كقطيع من الأغنام   - و أنا هنا لا أتكلم عن المقتنعين من تلقاء نفسهم فهم أحرار -  , مع أن السياسة بعيدة عن الكهنة كل البعد و هي ليست من إختصاصهم ولا من مسئوليتهم إلا إبداء الرأي و ليس التوجيه كما حدث , و لكني لا أعيب عليهم شيئاً بل على الناس الذين تبعوهم دون أن يفكروا ماذا سيحدث إن فاز شفيق ؟ أعتقد أنه لا يوجد أحد فكر في هذا و لو لدقيقة واحدة .
الداعي للتعجب أن الفريق شفيق المنتمي للنظام السابق لم يتفوه بكلمة واحدة في كل ما حدث للمسيحيين في عصر مبارك أو حتى السادات من أحداث الزاوية الحمراء حتى تفجير كنيسة القديسين . و هذا النظام سمح بكل هذا أكثر من 300 حادثة دامية للأقباط و كان هذا الإضطهاد من أركان بقاؤة . و إن لم يكن "شفيق" ينوي إستكمال تلك المسيرة المآساوية –مع إفتراض أنه لم يقابل عبد الرحيم الغول بطل مذبحة نجع حمادي و كانت مقابلة تسودها الحفاوة و الترحاب - فمن المنطقي جدا أن تكون وسيلة إحراجة الوحيدة هي إيذاء الأقباط إن فاز .
سامحكم الله على ما فعلتموه بمصر .
 
قلت ما سبق و انا في ضيق و لم أتمنى أن أقوله و لكنها الحقيقة التي عاهدت نفسي أن أكون في صفها دائماً . و الذي أريد أن أوضحه للقارىء العزيز أن الكارثة التي نمر بها الآن – ولا أعلم متى تنتهي – ليست في أخونة الدولة فحسب لا بل في الجماعات الإسلامية المتطرفة سواء معروفة أو غير معروفة أو قيد الإنشاء التي سينفك جماحها عما قريب . و قد بدأت بشائرها بمنع المسيحيين – من قِبل سلفيين -  من الصلاة في قرية البصرة بالعامرية و هددوا بحرق الكنيسة , فضلا عن سيدة مسلمة و زوجها تم ضربهما بشكل مبرح لانها غير محجبة . و هذا ليس شيئا من القادم فإستعدوا .
بإيجاز شديد ...... أرى أن الحل الوحيد فيما نحن فيه الآن يتمثل في الإنضمام إلى حزب داعي للدولة المدنية و نلتف حوله و نشكل معارضة قوية تستطيع العمل وحدها و أن نملك إعلاماً مقاوماً حيث أنكم ستشهدون الفترة "القصيرة" القادمة مجموعة من المتحولين لا حصر لهم فنحن شعب " عاش الرئيس مات الخائن " . أما عن ماهية هذا الحزب أو إسمه فأنا أؤكد لكم أنه سيظهر تلقائياً في الشهور القادمة . 
تقووا و تشددوا و إستخدموا عقولكم دائماً لأنم ستُعطون عنها حساباً, و لا تخافوا...... نحن أقوى 
يسقط يسقط حكم المرشد "العسكر سابقاً"