كتب – روماني صبري
رحل عن عالمنا الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان، مساء الأربعاء الماضي عن عمر 94 عاما، متأثرا بمضاعفات فيروس كورونا التاجي المستجد، داخل منزله الكائن بوسط فرنسا، يشتهر ديستان في العالم بأنه الرجل الذي جعل الحداثة تطغى على باريس، وتوحيد البلدان الأوروبية.
انجازاته كرئيس
كان الراحل احد أشهر سياسيين يمين الوسط، تقلد الحكم من 1974 حتى 1981، من عام 2010، وهو عضو في المجلس الدستوري في فرنسا، اتسمت فترة توليه منصب الرئيس بالليبرالية في القضايا الاجتماعية كتشريع الإجهاض، والطلاق، وكذا محاولات لتحديث البلاد ومكتب الرئاسة، وإطلاق مشاريع البنية التحتية لاسيما تلك بعيدة المدى مثل القطارات فائقة السرعة، والاتجاه نحو الاعتماد على الطاقة النووية كمصدر للطاقة الرئيسي في فرنس.
الأزمة
عصفت أزمة به جراء الانكماش الاقتصادي، بعد أزمة الطاقة عام 1973، جراء نهاية "السنوات الثلاثين المجيدة" بعد الحرب العالمية الثانية، وبناء على ذلك، واجه جيسكار المعارضة السياسية من كلا الجانبين من الطيف السياسي من اليسار الموحد حديثا من فرانسوا ميتران، وكذلك من جاك شيراك على خط المعارضة اليمينية، ما جعله يفشل في الفوز بولاية ثانية عام 1981.
قرر بعد خسارته الانتخابات، اعتزال السياسية، لكنه عاد عام 1984، ليستعيد مقعده في البرلمان وحصل على رئاسة المجلس الإقليمي أوفرن، حينذاك سعى لتشجيع السياحة في المنطقة، وإنشاء المركز الأوروبي لعلم البراكين."
لتكون أوروبا واحدة
قام بالعديد من الأنشطة داخل الاتحاد الأوروبي، وقاد لجنة إعداد اتفاقية حول مستقبل الاتحاد الأوروبي التي وضعت مسودة معاهدة لتأسيس دستور لأوروبا، كما شارك بدور بارز في مؤتمر يعقد سنويا بلدبرج خاصة، وكان مشاركا في السياسة الإقليمية أوفرن، حيث شغل منصب الرئيس في تلك المنطقة 1986 حتي 2004، وانتخب عضوا في الأكاديمية الفرنسية، خلفاً لسيدار سنغور ليوبولد.
أكد أكثر من مرة انه من الصالح لفرنسا تعزيز علاقاتها في كافة المجالات مع الولايات المتحدة الأمريكية، جيسكار ديستان صاحب فكرة تأسيس مجموعة السبع، النادي الذي يشمل الدول الصناعية الأغنى في العالم، وكانت اجتمعت المجموعة للمرة الأولى عام 1975 تلبية لدعوته، ليصبح بعدها سنويا.
لن أترشح ثانية
رفض الترشح للرئاسة الفرنسية عام 1988 وقال وقتها :" سيعاد انتخاب فرنسوا ميتران، وبعد انقضاء 7 سنوات، عدل عن الترشح أيضا بعدما توقعت استطلاعات الرأي حصوله على 2 % من الأصوات فقط، في النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي بدأ تياره السياسي الخاص يتلاشى في المشهد السياسي الفرنسي، لكن الرئيس السابق واصل السعي إلى تحقيق هدفه المطلق، أن يصبح رئيسا لأوروبا، وفي عام 2001، تولى رئاسة الاتفاقية من أجل أوروبا المكلفة صياغة دستور أوروبي سيرفض بنتيجة استفتاء 55 % في عام 2005، كما ذكرت إذاعة مونت كارلو.
عن ماذا تدور روايته ؟
له كتب من بينها رواية تصور فيها علاقة مع الأميرة ديانا، انتخب عضوا في الأكاديمية الفرنسية عام 2003 ليحل محل الرئيس السنغالي السابق ليوبولد سيدار سنكور، اتهم في مايو الماضي بالاعتداء الجنسي، حيث تقدمت صحفية ألمانية بشكوى ضده تقول انه تحرش بها أثناء اجتماع.
حصل على العديد من الجوائز منها :
جائزة إيوالد فون كلايست كارلسبريز، ميدالية روبرت شومان، جائزة نانسن للاجئين، الطوق الأعظم لنيشان الأمير هنري، وسام فرسان الفيل، طوق نيشان كارلوس الثالث، الطوق الأعظم للنيشان العسكري للقديس يعقوب صاحب السيف، وسام الصليب الأعظم الخاص من درجة استحقاق لجمهورية ألمانيا الاتحادية، نيشان الاستحقاق للجمهورية الإيطالية من رتبة الصليب الأعظم، وسام الصليب الأكبر من رتبة استحقاق من جمهورية ألمانيا الاتحادية، وسام الصليب الأكبر لرهبانية إيزابيلا الكاثوليكية، وسام صليب القديس أولاف من رتبة فارس أعظم،وسام الاستحقاق في هسن