حمدي رزق
بقى أن يكتب وحيد حامد عن وحيد حامد، وحيد حامد إن حكى، من الحكائين العظام، يمتلك ناصية الكلم والقلم، قلمه سيال بحب مصر، وما ينطق إِلَّا باسم مصر، ونيلها يجرى فى دمه.
تكريم مهرجان القاهرة السينمائى للكبير وحيد حامد، يضيف للمهرجان كثيرا، الأستاذ قامة رفيعة، بين ظهرانينا قامات كبار، لا تعدو عيناك عنهم، جواهر التاج المصرى، مصادر القوة الناعمة، الرابضون على الثغور الأمامية للدولة المدنية.
تحمل الكبير غرما ولا يزال، معركة التنوير ليست نزهة خلوية، ومقاومة طيور الظلام بالقلم حرب ضروس متواصلة، والإصرار عنادا على كشف المستور من مؤامرات تحاك لهذا الوطن فى السراديب المظلمة، مكلف جدا، تعب قلب وحيد حامد مرارا ولكنه لا يركن لتعب القلوب، يعود من غيابات المرض أكثر تألقا، مثل شجر الليمون، يزهر دوما.
مثل وحيد حامد مثل منارة بمصباح ترشد التائهين فى بحر الظلمات، كل حرف كتبه، كل مشهد تخيله، كل معركة فى حرب طويلة خاضها ضد الإرهاب والفساد، تشحذ عزمنا، نلوذ بالأستاذ بحثا عن ضوء فى نهاية النفق.
أهمية الكبير وحيد حامد أنه يمثل نموذج المثقف الوطنى العضوى، المثقف المنتمى، جندى مجند فى حب مصر، حالة إنسانية مدهشة، لا يكل ولا يمل من قول كلمة حق، ولا يخشى، ولا يهاب، يفرغ كلمات فى قلب رداء الكذب والزيف والرياء، يكشف الأقنعة عن وجوه زائفة.
وكم خاض الأستاذ وحيد وحيدا من معارك ضارية، أنهكته المعارك، ولكنه ظل صامدا فى وجه الكهنوت المهيمن على الحالة المصرية، التدين الشكلانى، والتدين العابر للحدود، والسلفية المراوغة، والإخوانية العقور.
المقاتل خاض المعارك كلها بعزم أكيد.. لا غرابة أن يكرهه السلفيون والإخوان والتابعون، ويجمع على محبته الطيبون من شعب مصر، حبهم زاده وزواده فى رحلة عمر، رحلة حب، يحب مصر ويتمناها كما تمناها كل المحبين، يراها قادمة من خلف السحاب، بوجه صبوح، يلتقيها كناسك فى محرابه بابتسامة صافية وهو يقرأ ورده كل صباح قبالة النهر الخالد، لا يغادر صفحة النهر يتزود منه حبرا لمحبرته الفريدة التى يملأ منها أقلاما تسطر حروف المحبة.. بوركت «أبومروان».
نقلا عن المصري اليوم