بقلم / نجيب محفوظ نجيب .
كانت الشمس تنشر أشعتها الذهبية لتبعث الدفء في أرجاء المكان ... ولكن ما هى سوى لحظات حتى تحول الدفء إلى برودة ... فقد هبت الرياح ... وتجمعت السحب وتراكمت حتى أحتجبت الشمس ... وبدأ المطر يتساقط ...
أما أنا فقد كنت أجلس في هدوء ... أستمع إليه في صمت ... لم أستطع أن أتمالك نفسى ... فبدأت دموعى تتساقط .... حاول أن يهدأ من روعى ... أستجبت لمحاولته بعد أن طمأننى أنه لن يبق في المهجر طويلا ... وإنه حتماً ولابد أن يعود ... من أجلى ومن أجل الحياة التي تقاسمناها معاً ...
أنه صديقي الحبيب الذى أجبرته الظروف على السفر من أجل البحث عن فرصة عمل ... فلم يخطر على بالى يوماً ... أننا سوف نفترق ... ويترك أحدنا الأخر ... ولكنها الحياة التي ما أن تضحك لنا مرة ... حتى تعبث بنا مئات بل ألاف المرات ...
لم يتركني اليأس كثيراً فقد كانت آخر كلماته لي قبل السفر هي خير عزاء تركه لى :
" أنا أثق تماما في أن المسيح سوف يبقى معي مثلما كان موجوداً معي....فقد سلمت حياتى له ... وأعرف أنه سوف يرعانى ويعتنى بى بحسب مشيئته ... "
ودعته على أمل أن نلتقى من جديد ... ولكن حتى يحين اللقاء ... وداعا يا من علمنى كيف يكون الحب إنساناً...