د. محمد طه
فى هذا الباب الأسبوعى الذى يظهر كل يوم احد، يتواصل د. محمد طه أستاذ م. الطب النفسى، معكم، للإجابة على أسئلتكم واستفساراتكم فى كل ما يخص أحوال النفس، والطب النفسى، والعلاقات الإنسانية.
راسلونا
●● كل الرسائل تخضع للسرية والخصوصية التامة، والإجابات عليها تكون بطلب المُرسل وبدون ذكر أية معلومات شخصية.
- الدكتور محمد طه حضرتك ليك فضل عليا كبير انى اتعلمت منك حاجات كنير جدا من خلال قراءة مقالاتك وكتبك وحاولت تنفيذ ما استطيع منها..
مشكلتى إنى بحب شخص جدا، إحنا داخلين على خطوبه، بس هو حياته قبلى كانت فيها كل حاجه غلط، وكل حاجه حرام عملها، وبعد ما دخلت حياته كل الحاجات دى تغيرت تدريجيا.. عندى مشكله كبيره بعدم الثقه فيه وعدم الاحساس بالامان. دائما يوصلنى كلام عنه انه متغيرش وإنه بيمثل قدامى مع إنه قدامى بيكون ملاك، و يحلفلى انه ميعرفش حد غيرى، بس دايمًا باكتشف حاجات من ورايا و بيكون عليها دليل، ويرجع يقولى أنا كنت هاقولك دى حاجه بسيطه مش مستاهله. و باعدّى فعلا، بس مش قادره أرتاح، دايمًا حاسه إنه فيه حاجه غلط. دايمًا حاسه إنه بيخونى، مش قادره أصدقه و مش قادره أوصف شدة خوفى وشدة الوجع اللى جوايا. و لما بحاول امسك موبايله بيتوهنى و ياخده منى، ولما يلاقينى اتضايقت يقولى أنا بحبك ومش عايز حاجه غيرك، بطلى تفكرى كده عشان متخلنيش اعمل كده. بس أنا حاولت مش عارفه ارتاح واشيل الافكار دى، ومابقتش أعرف انام غير بمهدئ، و مش قادره أديله الثقه و خايفة جدا اتأذى نفسيا او أعرف حاجه بيعملها من ورايا..
أختى العزيزة..
عارفة إيه أخطر حاجة فى أى علاقة عاطفية؟
أخطر حاجة هى تجاهل علامات الإنذار الأولى..
فى علاقات عاطفية كتير، بيكون فى أولها بعض المواقف أو التصرفات غير المريحة من أحد الطرفين.. بعض التحذيرات الثابتة والمتكررة نحو أحد الطرفين.. بعض الملامح والإشارات الغريبة وغير المفهومة.. لكن اللى بيحصل إيه بقى؟
اللى بيحصل إن أحد أو كلا الطرفين بيغض الطرف عن كل هذه العلامات الظاهرة.. وييتناسى كل الاشارات.. ويتجاهل كل النصايح.. ويطنش كل حاجة.. ويكمل.. وكأنه مغمض العينين..
أنا باطلب منك.. وبكل إصرار يا سيدتى.. إنك تفتحى عينيكى.. وتشوفى معايا اللى انتى بنفسك كاتباه وعايشاه وبتعانى منه:
دائما يوصلنى كلام عنه انه متغيرش: مش هاقولك صدقى.. بس حاولى تستقصى وتتأكدى.
قدامى بيكون ملاك: دى لوحدها حاجة ماتتطمنش أبداً.. احنا بشر.. والمبالغة فى الملائكية تنبئ بما هو أخفى.
دايمًا باكتشف حاجات من ورايا و بيكون عليها دليل، ويرجع يقولى أنا كنت هاقولك، دى حاجه بسيطه مش مستاهله: يعنى فيه حاجات من وراكى فعلا، وهو معترف بيها، ومش ملاك ولا حاجة..
لما بحاول امسك موبايله بيتوهنى و ياخده منى: وانتى عارفة انه بيتوهك.. وشايفة انه بياخد الموبايل منك..
لما يلاقيني اتضايقت يقولى أنا بحبك ومش عايز حاجه غيرك، بطلى تفكرى كده عشان متخلنيش اعمل كده: رغم إن الكلام ده على المستوى النظرى ممكن يكون صحيح.. لكن فى ضوء كل اللى بتقوليه ده، فهو علامة خطر جديدة على إنه بعد شوية ممكن يقولك: «انتى السبب.. انتى اللى خليتينى أعمل كده.. مش قولتلك..».. وده بيحصل فى كتير من العلاقات السامة المؤذية.. اللى بتخلى الواحد/الواحدة تشك فى نفسها.. وتفقد ثقتها فيها.. وتتشوه نفسيا بشكل مرعب.
عزيزتى..
أنا ماشوفتش الطرف التانى.. ومعرفش أى حاجة عن نواياه وأفعاله غير كلامك.. ووارد يكون عنده ردود وتفسيرات لكل ده..
ولكن.. وفى كل الأحوال.. ليكى ولغيرك..
ممكن تصدقى نفسك؟ ممكن تثقى فى إحساسك؟ بلاش يا ستى تصدقيها وتثقى فى احساسك.. ممكن تصدقى وتثقى فى اللى بتعرفيه وبتشوفيه بالدليل القاطع؟
ماتخليش مشاعرك تعميكى عن علامات الإنذار..
ماتخليش احتياجاتك تفقدك البوصلة والاتجاه..
وماتخليش ردك على احساسك يكون هو التجاهل.. واجابتك على حدسك تكون هى التكذيب..
بلاش شغف البدايات القوى.. يمنع حذر البدايات الواجب..
دعواتى معك
نقلا عن الشروق