كتبت - أماني موسى
لطالما زخرت مصر بأشخاص كانوا مؤثرين ولطالما احتوت أرضها الطيبة أناس من كل حدب وصوب وانصهروا جميعًا في أرضها كمصريين، ومنهم اليهودي المصري شيكوريل من مؤسسي بنك مصر ومؤسس أحد أشهر المحال التجارية بمصر "شيكوريل"، والذي يعرفه المصريون إلى يومنا هذا بسبب واقعة اغتياله وفيلته الشهيرة "المسكونة بالعفاريت".. نورد بالسطور المقبلة لمحات من حياته.
هاجر من تركيا للعيش في مصر وأصبح عميد اليهود المصريين
مورنيو شيكوريل هو عميد عائلة شيكوريل الإيطالية الأصل، الذي هاجر إلى مصر من إزمير بتركيا في أواخر القرن التاسع عشر، وأصبح عميد اليهود المصريين في القاهرة عام 1946 بعد رينيه قطاوي، وكان رئيس مجلس ادارة محلات شيكوريل الذى كان واحد من أكبر المحلات التجارية المشهورة في مصر التى تأسست عام 1887 وضمت الصفوة بين جنباتها، كان راسمال الشركة آنذاك 500.000 جنيه مصرى، وعمل بها مئات الموظفين المصريين والأجانب أيضًا.
تأسيس سلسلة محال شيكوريل
وسليمان شيكوريل هو الابن الأكبر لمورنيو شيكوريل، الذي أسس هو وأشقائه يوسف وسالفاتور، إمبراطورية تجارية تحمل علامة الأسرة واسم عميدها، وهي سلسلة محلات "شيكوريل"، من أفخم المحلات في القاهرة، التي ارتبطت بالعائلة الملكية والعائلات الأرستقراطية في مصر في ذلك الوقت.
الابن الأصغر كابتن منتخب مصر للمبارزة
وكان سالفاتور رياضي مصرى معروف، وكابتن منتخب مصر للمبارزة، وشارك باسم مصر في دورة امستردام الأوليمبية لعام 1928.
سلسلة محال أوريكو
افتتح شيكوريل أيضًا عام 1936 سلسلة محلات أخرى حملت اسم "أوريكو" وكانت بأسعار أقل قليلاً من سلسلة محلات شيكوريل التي كانت تستهدف الطبقة الأرستقراطية بالمجتمع المصري.
تأميم المحال والممتلكات وسفرهم إلى أوروبا
وفي عام 1956، أممت الحكومة المصرية سلسلة محلات شيكوريل وعدة مشروعات أخرى لآخرين، وفق قانون التأميم في ذلك الوقت، وتم نقل ملكيتها للحكومة المصرية.
بعد تأميم ممتلكاتهم وأرصدتهم البنكية، هاجر أفراد عائلة شيكوريل عام 1957 إلى أوروبا.
11 طعنة
وفي مارس عام 1927 تم اغتيال سليمان شيكوريل بفيلته على أيدي أربعة لصوص، تسللوا إلى شارع سريلانكا الهادئ ليلا بحي الزمالك في القاهرة وهو الشارع القريب من قصر الخديوي إسماعيل "فندق ماريوت الآن"، واقتحم الجناة بيته وشرعوا في تخديره في حجرة نومه وتخدير زوجته وعندما قاومهم قاموا بقتله بـ 11 طعنة في جسده أمام زوجته، وكان من بين الجناة سائقه وأشخاص كان يعطف عليهم.
تفاصيل عملية القتل على أيدي من أواهم بمنزله وإعدامهم
وقد ألقت الشرطة القبض علي الجناة الأربعة وعلي رأسهم السائق وهو يوناني الجنسية يدعي آنستي خريستو في الثانية والثلاثين من عمره، أما المتهم الثاني فقد كان الشاب اليهودي جونا داريو وهو في العشرين من عمره، واعترف بأنه دخل مع شركائه حجرة نوم الخواجة شيكوريل وانقض علي زوجته وأوثقها ثم أوثق الخواجة نفسه، وكشفت التحقيقات أن خريستو لم يعمل كسائق لدي الخواجة سلامة شيكوريل سوي شهرين فقط طرده بعدها لسوء سلوكه فعمل سائقًا لدي زوجة الكونت دبانة، لكنه كان العقل المدبر لفكرة الهجوم علي شيكوريل وسرقته وإستعان بشركائه الثلاثة ومنهم إدواردو موراماركو ( ٢٥ سنة ) الذي عمل سائقًا جديدًا لشيكوريل وكان يعيش في غرفة بالمنزل وسهل لبقية المتهمين مهمة التسلل في الظلام إلي البيت وفتح لهم بابه ، وقد عُثر علي المجوهرات المسروقة تحت بلاطة في سطح منزله أما المتهم الرابع فهو إيطالي يدعي جوناردو جريمالدي.
قس وشيخ وحاخام للصلاة بالفيلا المسكونة بالأشباح
وتم إحالتهما للجنايات التي أمرت بإعدامهم، وبعد وفاة الخواجه سليمان شيكوريل، ظلت الفيلا مغلقة لمدة 30 عامًا، وهناك واقعة شهيرة لأسرة الفنان الراحل عزت أبوعوف حيث رأوا أشباح بالفيلا بعد أن سكنوها، وقام والده بإحضار قس وشيخ وحاخام لإخراج "العفاريت" من الفيلا دون جدوى، وعاشت الأسرة مع شبح الخواجه سليمان شيكوريل، قرابة الخمسين عامًا، ليقوموا ببيعها وتتحول إلى مبنى الملحق الاقتصادي لفرنسا.