محمد أبوقمر
أنا معرفش إذا كان رجال الدين ( رجال الدين لأي دين ) يعرفون أن الأخلاق ليس لها علاقة بالدين أم يعرفون ، لكن من المؤكد أنهم يدركون أن أخلاق الإنسان تتطور مع تطور أحواله الاجتماعية والاقتصادية والسياسة والثقافية والعلمية بمعزل عن أي دين ، فالتعاليم الدينية المتعلقة بالأخلاق ثابتة ، لكن الأخلاق مجموعة من القيم تتميز بالتغير والتطور ، فالالتزام بالقوانين أو الهمجية ، والتنمر أو الإيمان بحرية الآخر ، والتعصب ، واحتقار المرأة ، والتلصص ، والتحرش ، والعدوانية والتوحش ، والكراهية ، ومختلف أنواع السلوك البشري تتغير وتتطور أو يعتريها النكوص تبعا لتغير ومدي تطور أو نكوص الأحوال الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للإنسان ، وإلا صار كالحيوان لا تنتظر منه في كل الأحوال غير سلوك واحد أو ردود أفعال ثابتة .
والشواهد علي عدم ارتباط السلوك البشري بالأديان لا تخطئها العين ولا يمكن إغفالها سواء من التاريخ فيما قبل الأديان أو من الحاضر في ظل وجود الأديان أو في ظل إلحاح رجال الدين علي ضرورة الالتزام بالتعاليم المتعلقة بالأخلاق في الأديان .
يدرك رجال الدين ذلك أو ليست لهم دراية به أمر يتعلق بكيفية ممارسة سلطاتهم ووصايتهم علي عقل ووجدان الناس إذ ينحصر تفسيرهم لفساد الأخلاق والذمم وانهيار منظومات القيم إلي عدم الإيمان أو إلي نشاط الشيطان الأمر الذي يجمد الحياة ويسقط من الحساب العوامل التي تؤدي إلي رقي وتطور السلوك الإنساني.