بقلم : زهير دعيم
في ملءِ الزّمنِ
وعلى مَفْرِقِ التّاريخِ
حطَّ المجدُ بقدميْهِ
عِطرًا وزنبقًا وبَخورًا
وتجلّى فوقَ رُبى الآسِ والنِّسرين
براءةً وحياةً وعِشقًا سَرمديًّا
فغرَّدَ الإنسانيّةَ على مِزمارِ المحبّةِ
أغنيةً تتضوّعُ فِداءً
وتفوحُ رجاءً وألوهيةً
فزهتِ السّماءُ
ورنّمتِ الملائكةُ تَرنيمةَ الأزل
ترنيمةَ السّماءِ للأرض وللساكنينَ فيها
" المجدُ لله في الأعالي ، وعلى الأرضِ السّلام ، وفي النّاسِ المَسرّة"
فزغردتْ بيتُ لحم
وهَزَجَتْ بيتُ جالا
ورنّمَ الرُّعاةُ فَرحينَ
والألسنةُ تقطُرُ شَهدًا ونغمًا
وتسبيحاتٍ
ونامَ الانسانُ في قُماطِ الآتي من فوق
والحُلْمُ الجميلُ يَلفُّهُ ...
يُدغدغُهُ
يأخذُه بعيدًا
الى الآفاقِ ... الى الضمائرِ الساكتةِ
ليتكبَها في دفاترِهِ
قَصيدةَ وجْدٍ
وهمساتِ عطرٍ
وموّالًا باحتْ بِهِ السّماءُ
ورددتُهُ الأوداءُ
وتلالُ يهوذا والجليلُ والناصرةُ
فانتشى الشَّجرُ والحَجَرُ
وشمَخَتْ زنابقُ الشّارون
وأمواهُ البحيرة ِ
ومراكبُ الصّيادينَ القديمةُ
وطَفَرَ الأيِّلُ في البوادي
يحكي كما الرّعاة ِ قصّةَ طفلِ المغارة.
والإلهَ الذي صار بشرًا .