أبو الهول لا تشح بوجهك!
ميرفت عياد
السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٢
بقلم- ميرفت عياد
حلمتُ بك يا مصر وأنتِ ترتدين ثياب عرسك.. وتتزينين بأجمل وأبهى المجوهرات الثمينة.. ويعتلي جسدك اليافع ثوب أبيض مطرَّز بخيوط ذهبية.. وفوق رأسك تاج مرصَّع بالأحجار الكريمة..
ولكن أخشى أن يتبدد هذا الحلم.. ويتم اغتيالك يا حبيبتي في يوم فرحتك.. ويتلطخ ثوبك الثمين بدمائك البريئة.. ويلقي بتاجك بعيدًا عنك وتدوسه أقدام التجبر والجبروت.. وهنا بالتأكيد ستتمزق أواصر نفسك من شدة الحزن والبكاء.
والسؤال، هل سيقف أبناؤك مكتوفي الأيدي وأنتِ أمامهم ملقاة جريحة ملطخة بالدماء.. هل سيتركون أم الدنيا صاحبة أقدم وأجمل الحضارات تحتضر؟
وهنا، وجدتني أسأل "أبو الهول" أقدم وأكبر تمثل حجري في العالم كله: "ترى لو شاءت لك الأقدار أن تتحدث، ماذا كنت ستقول لشعب مصر العظيم؟ هل كنت ستشح بوجهك عنه؟ أم كنت سترثى لحال تلك البلد التي احتضنتك وسط رمالها آلاف السنين؟ أم كنت ستربت على أكتافنا وتواسينا وتشد من أزرنا؟.
لا أنكر أنني أسمع صوتك الجهور يدوي في أذني.. "مصر" تحتاج لجميع أبنائها الشرفاء ليتوحدوا لتحقيق الحلم في "مصر" الحضارة والتقدم. أسمع "حتشبسوت" و"كليوباترا".."مينا" و"أحمس".. يقولون: "إن مصر ستظل شامخة مهما ظن البعض أنها تحتضر.. ومن يشك في هذا يجب أن يفتح كتاب التاريخ ليعرف عظمة هذا الشعب الفريد في خصائصه وجيناته.. مصر ستتعافى بأبنائها الأبرياء.
نعم أنا أثق أن الحلم سيتحقق مهما طالت بنا السنون.. وسنجد "مصر" التي نحلم بها جميعًا.. "مصر" الخير والرقي والتقدم.. "مصر" التي كانت سلة غذاء العالم لا ينام بها أحد جوعانًا.. "مصر" التي يستنشق فيها الجميع عبير الحرية الممتزج بالعطور والرياحين والأكسجين.. "مصر" الصحة والنشاط والحيوية.. "مصر" التي تختفي منها العشوائيات سكنًا وسلوكًا.. "مصر" الخير والحب والتسامح.. "مصر" التي لم يعد بها أزمة للمرور أو غياب للأمن..
دعونا نمد أيدينا إلى بعضنا البعض لنبني "مصر" السياحة قبلة الغرب والشرق معًا.. مصر التي تختفي منها الدروس الخصوصية والمناهج العقيمة والأفكار المتشددة.. مصر البحث العلمي والتقدم.. مصر زويل ويعقوب والباز.. مصر التي لا يضيع مستقبلها على أرصفة المقاهي.. مصر الأمل والحلم.. مصر الغد والثورة.