أحمد علام
إن اللجوء للسجود عقب الفوز بمباراة كما فعل كابتن الخطيب او خلال التكريم بمهرجان فنى كما فعل أشرف ذكى لهما كل تقدير هو تصرف لتحقيق جماهيرية شعبوية من خلال مداعبة الغدة الدينية المجتمعية التى تتوق لمن يحقنها بمصل النفاق الدينى الذى هو التدين الشكلى وكل ذلك هو حصيلة عمل دعاة العفة والمظهر على حساب الجوهر من أوصلونا لمرحلة الإجبار على الفضيلة الشكلية بل والتدين الزائف الذى يتخذ الشكل الدينى معيارا أساسيا للأخلاق والقبول الشعبوى .
فقد نجح الإخوان مجتمعيا فى نصف قرن من ترسيخ مظاهر التدين الإستعراضى الشكلى فجاء الإهتمام باللحية والحجاب والنقاب والزبيبة على حساب الأفعال والسلوكيات فاللحية صك الإيمان والحجاب صك العفة والزبيبة صك الأمانة وكانت النتيجة أن هذا التدين الشكلي لم يحمي مجتمعنا من الفساد الأخلاقي ولا من الإنحطاط السلوكى والتخلف والتطرف ففقدنا بوصلة القيم المجتمعية كاحترام الآخر وتقبل المختلف وصار المجتمع يعتبر الغش فهلوة والرشوة ذكاء والعنصرية تفوق والكراهية إيمان والتحايل على العمل استقامة وأصبحت أقنعة التدين الشكلي هي مجرد التمثيل بالمظهر الديني من ثوب قصير ولحية طويلة وصوت مرتفع وخلف ذلك المظهر والشكل كثير من التطرف والجمود المؤديان للإرهاب وها نحن ندافع عن التدين الشكلي فيما لا نؤمن بحرية ولا ديمقراطية ولا تقدم تكنولوجي ولا علمي ولا صناعي ولا ثقافي ولا فني ولا نهتم بالفلك ولا بالطبيعة ولا بالنبات ولا الحيوان ولا البيئة ولا تشغلنا المواضيع ولا القضايا المصيرية بل نعيش حالة مصطنعة من المظاهر الدينية السطحية تخفى حقيقة الفشل والتطرف السائدين .
مما جعل منا مجتمعا يعيش على الخوف من العيب والخروج عن المألوف فيعيش غالبيتنا حياتين فنحن بمجتمع ملتزم في ظاهره فى حين يمارس الممنوع بالخفاء و لايقوى على مواجهة حقيقة مشاكله خوفا على صورته الدينية لذلك فمن الطبيعى أن يكون المنتج النهائي لنمط حياتنا التناقض والنفاق فخلقنا مبدأ (إفعل ما تشاء بشرط ألا يعرف الاخرين لأنهم متى عرفوا ستنتهى ..) لذلك لا عجب أنهم سارعوا بعمل حملة لدعمها بعد تصريحاتها فهى تلبي لهم ما يريدون ترسيخه بإعتبارها إمرأة وفى نفس الوقت هى تحتمى بدفء الدوجما وتنال إمتيازات الرضا الشعبوى .
لذلك فإن الإجبار على الفضيلة إرهاب ويخلق مجتمعا مزدوجا يخاف من بعضه فيحاول بكل الطرق إدعاء الملائكية ووصم غيره وتصنيفه فيفقد المجتمع تجانسه وتفقد كل فئاته ثقتها فى بعضها نتيجة إستباحة خصوصيات وعدم إحترام رغبات وحريات بعض رغم أننا بشر وتلك أهم سمات المجتمعات الفاشلة.