د.ماجد عزت إسرائيل

  
 
   تعد مدينة نيقية من أهم المدن التي اشتهرت في تاريخ المسيحية،ونيقية اسمها القديم، أنتيغونيا Antigonea نسبة للقائد المقدوني"أنتيغونوس مونوفثالموس"(384-301 ق.م) مساعد الإسكندر الأكبر، ثم جاء ليسيماخس فعمل على توسعتها وأعطاها اسم نيقيا Nicaea تيمناً باسم زوجته، أما الإمبراطور ثيودور لاسكاريس الأول المتوفي في عام1222م؛ الذي جعلها مركزاً لحكمه وأطلق عليها إمبراطورية نيقية ما بين(1204-1222م)، وفي عام1333م قام العثمانيين بالاستيلاء عليها وصارت تعرف باسم مدينة إزنيق، واشتهرت المدينة في تاريخ المسيحية لانعقاد مجمع نيقية(325م) الذي وضع قانون الإيمان المسيحي. وعقد أيضًا بها مجمع نيقية الثاني عام 787م.
 
في عهد الملكة إيريني، أيام البابا أدريانوس الأول بابا روما، وحضره 350 أسقفا، ضد محاربي الأيقونات، وأقر بإكرام الأيقونات المقدسة، وأصدر22 قانون. 
 
   والأيقونة إنجاز فني في الأرثوذكسية ؛ لإنها مبنيّة على ثوابت تقرّها الكنيسة لا على مشاعر الفنان الشخصية، ولا تعد الصورة أيقونة ما لم تُرسم على الخشب، والغاية منها كما يقول القديس باسيليوس "أن تجذب الأنظار وتجعل الحقيقة التي تمثِّلها أحبّ إلى عقولنا وأعمق وأسرع وأبقى تأثيراً في نفوسنا " والغاية الأخرى هي أن تعلِّمنا بعض الحقائق التاريخية واللاهوتية،فالفنان حين يرسم صور القديسين والشهداء، يعمل على إبراز فضائلهم فى صورة واقعية تستحث المؤمنين على الإقتداء بهم، وهكذا تكون الأيقونات نوافذ يبصر منها المؤمن نور السماء،وترتبط الأيقونة بالعقيدة الأرثوذوكسية ارتباطا وثيقاً،لأنها عقيدة أساسية من عقائد الكنيسة الأرثوذوكسية.
 
والأيقونة من العناصر الأساسية في العبادة لأنها تنقل لنا البشارة التي أعنها الله لنا،فهى" كتاب مقدس ملون"و"نافذة على الأبدية" وهذا ما معناه أنها تضعنا أمام الشخص المرسوم وتدخلنا في حوار معه.كما أنها وسيلة فى الكنائس يغنى بها عديم القراءة (الأمى) بالنظر إليها عن الكتب التى لا حيلة لها فى قراءاته. والخلاصة... الفن الكنسي أداة في يد العابدين لتمجيد الله وللتعبير عن التقليد المسيحي والتعليم الأبوي لآباء الكنيسة والمجامع المقدسة.
 
ومن الجدير بالذكر أن مجمع نيقية الثاني عقد عام 787م، هو المجمع المسكونيّ السابع، وكان من أسباب انعقاد هذا المجمع البحث فى مسالة رفض الأيقونات، وقد حضره 350 أسقفاً  من بينهم 136 راهبًا، وأيضًا حضر 17من محاربي الأيقونات،وكذلك حضر ممثلون عن بابا روما"أدريانوس الأول" 772 – 795 م، وكان رئيس هذا المجمع البطريرك طراسيوس، بطريرك مدينة القسطنطنيية. وقد قرر هذا المجمع تكريم الأيقونات، لأنها هي إحياء لذكرى الشخص المصور، والتكريم في حقيقته يرجع إلى الشخص الأصلي، كما أدان المجمع كل من ينكر تكريم الأيقونات، كما حالل كلًا من "يوحنا الدمشقي" والبابا "جرمانوس الأول".
 
وأن تكريم الأيقونات لا عبادتها هو من صميم الإيمان المسيحي. وأن التكريم بإنحناء الرأس هو من بيان إظهار المحبة والاحترام للشخص، وتذكر لتعبه وجهاده التمثُّل به.
 
كما أعلن محاربي الأيقونات عن ندمهم وقبلوا قرارات المجمع عن رضا إيماني.كما اعتبر المجمع رفض رسم الأيقونات وتكريمها بمثابة إنكار لإنسانيّة الربّ يسوع، وإنكار للخلاص.