كتب – روماني صبري
رد المفكر والدكتور "جابر عصفور" وزير الثقافة الأسبق، على سؤال "لماذا العقلانية بحاجة اليوم للدفاع عنها في العالم العربي؟"، قائلا :" لأنها تكاد تضيع للأبد، وهذا ما يبدو، فنحن نمر بمرحلة هائلة تحيطها مخاوف كثيرة وتحديات اخطر، لافتا :" ومن هنا لابد أن ننتبه إلى أن العقل هو الذي ينظم الأشياء ما يؤدي في النهاية إلى تأسيس حضور قوي للدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي نحلم بها نحن المثقفين في العالم الثالث.
عمليات ضد العقل
وفي تصريحات خاصة لفضائية "فرانس 24"، أضاف عصفور مؤلف كتاب " دفاعا عن العقلانية"، والذي شدد فيه على ضرورة الاحتكام للعقل، غابت العقلانية اليوم، لعدة أسباب، منها أننا لا نزال حتى الآن بعيدين عن تحقيق حلم الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
مردفا :" والأخطر من ذلك هو من رأيناه مؤخرا في فرنسا من عمليات إرهابية نفذها مسلمين، وهي عمليات ضد العقل، ولفت من قال في كتابه أن العقلانية صفة من صفات الدولة المدنية الحديثة التي تحكم بين الناس بالعدل وتسوي بينهم، أن مواجهة هذا الإرهاب والتطرف يكون من خلال العقلانية، مشيرا :" فالعقلانية هي حصن الدفاع عن تقدم الدولة وعن سلامة الأمة وحيوية الفرد وانجازه وإبداعه في الواقع والتاريخ، والتاريخ يقول ذلك كذلك الحاضر.
الإسلام دين العقل
ولفت :" لنتأمل الأحداث الإرهابية التي وقعت في فرنسا منذ أسابيع قليلة، وهي عمليات عكست غياب العقل الإسلامي، وعدم إعمال له على الإطلاق، مردفا :"هؤلاء الإرهابيين يتحدثون ليل نهار عن أنهم يدافعون عن الإسلام عبر هذه العمليات، وفي الحقيقة الإسلام دين للعقل والحضارة و للسلام والتسامح، فكيف غاب العقل الإسلامي عن ذلك!."
مضيفا، غيب العقل الإسلامي لعدة أسباب على رأسها الاستبداد السياسي، والتسلط الفكري لرجال دين لا علاقة لهم بالدين من حيث العقل، وأسمى ما خلق الله في الإنسان هو العقل، الذي يميز الإنسان عن الحيوان، والعقل عندما يعمل بفعالية داخل رؤوسنا، يجعلنا ندرك ما الصواب وما الخطأ."
التطرف يواجه بالعقل
لافتا :"التطرف كارثة وليس وليد اليوم، وتجيء به العلاقة الوثيقة بين الاستبداد السياسي والتطرف الديني، فعندما يتلازم الاثنان تحدث الكارثة وهناك مثل قديم يقول " الدين بالملك يقوى والملك بالدين يبقى."
مستطردا :" التطرف يواجه بالعقل والدعوة للدولة المدنية الحديثة، وإذا كانت الحكومات العربية ترفض تبني مشروع مدنية الدولة، لنتبناه نحن المثقفون ولنشيعه بين الناس حتى يؤمنوا أن العقل هو الدليل إلى عالم متقدم أكثر أمانا وتسامحا من هذا العالم الذي نعيش فيه.
متسائلا :" لماذا يحكم شخص بالإعدام على شخص اخر ليس من نفس دينه؟!، وتابع، الله جعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف وليس من اجل أن نتقاتل، والرسول صنع في المدينة مجتمع يعيش فيه المسلم واليهودي و المسيحي، لذلك وجب خلق نمطا جديدا من هذه الدولة، نخلق دولة تعرف التسامح مع كل الديانات، ونبدأ من تعليم الناس ومن توعيتهم بأهمية العقل في تزيين الحياة وضبط إيقاعها.
الأزهر يرفض تقدم المجتمع
مشيرا:" اختفى رجال الدين العظماء الذين كانوا يدعون للتقدم بالمؤسسات الدينية الكبيرة، وجاء بدلا منهم رجال صغار يروجون للتخلف والتعصب والجمود داخل المجتمع، موضحا :" الزيادة السكانية كارثة وخطر يحدق بالبلاد، ورغم ذلك نرى الأزاهرة يرفضون تحديد النسل، ويطالبون الشعب بإنجاب المزيد، وما يفعلونه في الحقيقة ضد تقدم المجتمع وإلغاءا للعقل."