يحتفل الأقباط في صلواتهم، اليوم الثلاثاء، بحسب "السنكسار الكنسي"، بتذكار وفاة البابا أبرآم بن زرعة، البطريرك الثاني والستين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
و"السنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الثلاثاء، 6 من شهر كيهك لعام 1737 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم عام 979 ميلادي توفي البابا أبرآم بن زرعة، البطريرك الثاني والستين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ويشير السنكسار، إلى أن هذا البطريرك كان من مسيحيي بلاد السريان، وكان تاجراً ثرياً يتردد على مصر كثيراً لشئون تجارته، ثم أقام بها وكان يتحلى بفضائل كثيرة، كما شاع ذكره بالعلم والصلاح، ولما خلا الكرسي البطريركي أجمع الأساقفة والشعب على اختياره بطريركاً، فلما جلس على الكرسي المرقسي وزَّع كل أمواله على الفقراء والمساكين، وقد أبطل العادات الرديئة ومنعَ وحرمَ السيمونية في الكنيسة –شراء المناصب الكنسية بالأموال-، واتخاذ السراري –تعدد الزوجات-.
وفي عهد هذا البابا تمت معجزة نقل الجبل المقطم الشهيرة، بحسب الاعتقاد المسيحي، وتذكاراً لمعجزة نقل الجبل المقطم أضافت الكنيسة ثلاثة أيام إلى صوم الميلاد فأصبح 43 يوماً، كذلك أخذت الكنيسة عن هذا البابا صوم يونان (3 أيام) التي كان يصومها السريان.
وتوفي هذا البابا مسموماً على يد أحد وجهاء الأقباط الذي يدعى "أبا السرور" بسبب رفض البابا لتعدد الزوجات، وبعد أن أقام على الكرسي المرقسي ثلاث سنين وستة أشهر.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.