ترقب وذعر أثارهما الإعلان عن اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد في لندن ومناطق مجاورة، وارتباط ذلك بحدوث ارتفاع حاد في حالات الإصابة بالفيروس القاتل، ما أدى إلى دخول بريطانيا المرحلة الثالثة من الإغلاقات، في ظل أجواء ترقب بشأن تأثير لقاح فايزر الذي بدأ تطعيمه بالفعل في البلاد، مع الموافقة على استخدام لقاح أسترازينيكا أو لقاح أكسفورد، نظرًا لاشتراك شركة الأدوية البريطانية أسترازينيكا مع جامعة أكسفورد.
"الوطن" حاورت الدكتور حاتم سليمان، استشاري طب الحالات الحرجة بمستشفى هيرفيلد بلندن، وتحدّث عن مدى ارتباط السلالة الجديدة بانتشار الإصابات، وتأثيره على اللقاحات المعتمدة، وآخر تطورات لقاحي فايزر وأكسفورد في بريطانيا، وإلى نص الحوار..
هل الإعلان عن السلالة الجديدة لكورونا مرتبط بزيادة الإصابات والوصول للمرحلة الثالثة من الإغلاقات؟
السلالة هي طفرة جينية جديدة حدثت في فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" وليست أول طفرة تحدث، ومنذ ظهوره أواخر ديسمبر الماضي في الصين، حدّث له عدة طفرات جينية مستمرة مثل معظم فيروسات الإنفلونزا، وارتباطه بالانتشار السريع أو الإغلاق ليس مؤكدًا.
قرار الإغلاق جاء نتيجة الانتشار السريع، وكان قبل الإعلان عن الطفرة الجديدة، وذلك لا ينفي ارتباطه بالأمر، لكن ليس هناك تأكيد بأنّ الطفرة وراء الزيادة السريعة، لأننا لا نعلم ماذا فعلته على وجه التحديد في الفيروس، فتأثير الطفرات مختلف؛ هناك طفرات تسبب سرعة في الانتشار، وأخرى تزيد قدرة الفيروس على إصابات الناس بشكل أشد، وذلك شيء ليس معروف أو مفهوم حتى الآن.
هل الطفرات الجديدة تؤثر على اللقاحات المعتمدة؟
الطفرة الجديدة لـ كوفيد 19 تماثل طفرات فيروس الإنفلونزا في التغير، ففي كل عام هناك لقاح جديد للإنفلونزا لأن كل سنة تظهر طفرات جديدة للإنفلونزا، ونفس الشيء يسري على فيروس كورونا، وقد تؤثر على قابلية الفيروس في الاستجابة للقاح وهذا ليس أكيدًا، ومدير المركز الطبي في إنجلترا قال أمس، إنّه من المستبعد أنّ تتسبب الطفرات في تقليل أو محو فعالية اللقاح، فليس هناك أي دليل يجعلنا نقول إنّ الطفرات تتسبب في عدم فعالية اللقاحات الموجودة والمنتظرة، رغم إمكانية وروده.
ماذا عن تطورات لقاح أكسفورد؟
لقاح "أكسفورد-أسترازينيكا" تمت الموافقة عليه مؤخرًا بعد رصد بعض التغييرات، ووصلت فعاليته لـ90%، ويخضع الآن للاستخدام الطارئ ومن المفترض أن يبدأ التطيعم به، والحكومة البريطانية بدأت بلقاح فايزر الأول، لأنه اللقاح الذي نشر بياناته النهائية مبكرًا، وتخزينه أصعب لأنه يحتاج تبريد في درجات منخفضة جدا.
وأحضرت الحكومة البريطانية كميات من لقاح فايزر، وبدأوا بكبار السن ثم الأطقم الطبية، ثم سيكون لقاح أكسفورد المتداول أكثر في بريطانيا، وسيكون الأساس لأنه من داخل البلد، ونقله سهل، وأسهل في التخزين وسيكون أرخص لسهولة نقله، كما أنّه لقاح فعال وآمن، سمعنا عن بعض الحساسية لبعض الناس وكلها أشياء طبيعية، ولم يتم التركيز في التاريخ على لقاح يتم بهذه السرعة.
ما معنى الاستخدام الطارئ للقاح أكسفورد؟
كل اللقاحات التي تمت عليها موافقة نهائية جاءت للاستخدام الطارئ، فالعالم يبحث عن حل عاجل للوباء، في الظروف الطبيعية يستغرق إنتاج اللقاح من 3 لـ5 سنوات دون استعجال، ويٌمنح الاستخدام الطارئ رخصة عند الوصول للمرحلة الثالثة في الأبحاث، وهو شيء مطمئن ويعني أنّه آمن.
أغلب الأعراض الجانبية الخطيرة الحادة للقاح تظهر في أول 6 أسابيع، فالمرحلة الثالثة التي تُمنح بعدها رخصة الاستخدام الطارئ امتدت لشهرين، وستظهر بيانات أخرى على المدى القصير والطويل بعد تلقي ملايين للقاحات.
لماذا بدأت الحكومة البريطانية تطعيم كبار السن بلقاح فايزر؟
في البداية أعلنوا أنّ الأطقم الطبية ستكون أول فئة تتلقى اللقاح، لكن نسبة وفيات كبار السن في الفترة الأخيرة كانت كبيرة، كما أنّهم عرضة بشكل كبير للإصابة، وليس لديهم مناعة تكفي لمواجهة الفيروس، فكانت الأولولوية لهم وبعدهم الأطقم الطبية.