في تطور لافت، عثر على أجسام مضادة لفيروس كورونا المستجد وآخر وثيق الصلة للغاية به في عينات دم أخذت من متطوعين في ديسمبر الماضي.
وبدأت أحداث هذه القصة في الفترة ما بين 13 ديسمبر 2019 إلى 17 يناير 2020، حيث تبرع سكان تسع ولايات أمريكية بالدم في مواقع الصليب الأحمر الثابتة والمتنقلة.
وحينها كان الأطباء يخططون للتعرف على انتشار العدوى التي يحملها البعوض، وكذلك فيروس زيكا، وحمى غرب النيل والملاريا.
خضع المتبرعون لفحوصات طبية أساسية، وجرى فحصهم للكشف عن أمراض خطيرة مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز، وكتبوا استبيانات حول رفاههم وسفرهم إلى الخارج. وبعد الاختبار، جرى تخزين الأنابيب بالعينات في بنك للدم تابع للصليب الأحمر.
وفي ربيع هذا العام، تم نقل أكثر من سبعة آلاف عينة إلى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أتلانتا، حيث تم اختبارها بحثا عن الأجسام المضادة لفيروس كورونا "سارس – كوف – 2".
وتم العثور العثور على أجسام مضادة تفاعلية لبروتين S لفيروس كورونا في دماء 106 أشخاص.
وتبين أن الفيروس انتشر في الولايات المتحدة قبل شهر من أول موجة لـ"كوفيد – 19" مسجلة في 19 يناير 2020، أو أن قسما من السكان يتمتع بالفعل بالحماية، بسبب الإصابة بفيروسات أخرى تحتوي على بروتين S. ويسمي العلماء هذه المناعة بالتبادلية.
ووجد أيضا في 84 عينية من بين 106 الأخرى، أجساما مضادة معادلة تقتل الفيروس التاجي.
وكانت أولى حالات الإصابة بكورونا في أوروبا قد سجلت في 24 يناير 2020 لثلاثة أشخاص عادوا من ووهان ولاحقا دخلوا مستشفيات في باريس وبوردو، ومع ذلك، يعتقد باحثون من مستشفى سان دوني أن الفيروس ربما ظهر في فرنسا في وقت سابق.
أعاد المختصون تحليل المادة الحيوية للمرضى الذين تم إدخالهم إلى العناية المركزة ما بين 2 ديسمبر 2019 إلى 16 يناير 2020 مع أعراض الإنفلونزا ومرض الرئة الفيروسي، وكانت مسحاتهم سلبية وتم تخزينها في الثلاجة.
أظهر اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل لـ 14 عينة، أن واحدة إيجابية لفيروس كورونا تم أخذها من جزائري يبلغ من العمر 42 عاما عاش في فرنسا لفترة طويلة.
تم إدخال الرجل في العناية المركزة في 27 كانون الأول 2019، مصابا بنفث دم وسعال وحمى شديدة استمرت لمدة أربعة أيام، وشخصت لاحقا حالة أحد أطفاله بأعراض مماثلة.
آخر مرة سافر هذا المريض إلى الخارج كانت في أغسطس 2019، لذا لم يصب بالعدوى أثناء الرحلة، ولا علاقة لأسرته بالصين.
خلص مؤلفو الدراسة إلى أن عدوى الفيروس التاجي كانت منتشرة في فرنسا بالفعل في ديسمبر.
ويؤكد العلماء أن البحث عن المريض صفر يجب أن يستمر، إذ أن ذلك سيساعد على فهم متى بدأ الوباء وكيف انتشر.
وجرى العثور على أجسام مضادة لـ "سارس – كوف – 2" أو فيروس كورونا، وفيروس آخر وثيق الصلة جدا في عينات الدم المأخوذة من متطوعين في ديسمبر الماضي، وهذا يعني أن المرض دخل البلاد في وقت أبكر مما كان يعتقد.
ولدى رجل تم إدخاله إلى العناية المركزة أواخر ديسمبر في فرنسا، كشف أحد الاختبارات عن فيروس كورونا بأثر رجعي، وسجلت حادثة مماثلة في إيطاليا.
ورصد القائمون على هذا البحث وقائع مماثلة تماما في إيطاليا، وتساءلوا في حيرة أين المريض صفر؟ مشيرين إلى أنه كان يجب أن يرصد في مقاطعة هوبي الصينية قبل شهر من أول حالة إصابة بكورونا سجلت رسميا.