أشرف حلمى
أثار الحكم الصادر عن محكمة جنايات المنيا أمس الخميس الموافق ١٧ ديسمبر ببراءة المتهمين الثلاثة المتورطين في قضية تعرية السيدة سعاد ثابت ذات السبعون عام , والمعروفة إعلاميا بـ سيدة الكرم فى مركز أبوقرقاص محافظة المنيا غضباً عارماً فى جميع الأوساط الشعبية والحقوقية ليس فقط فى مصر بل فى بعض دول العالم والتى اكتسبت تعاطف وغضب ملايين المصريين داخل مصر وخارجها وعلى رأسهم السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى الذى قام شخصياً بالاعتذار للسيدة سعاد ثابت خلال كلمته فى افتتاح مشروع الأسمرات للإسكان الاجتماعي بالمقطم وذلك بعد أيام من تعريتها وسحلها وذلك طبقاً للمبادئ والقيم الإنسانية التى يتميز بها رئيسنا المحبوب , هذا الحكم الصادر ببراءة المتهمين فى هذه القضية يعد إغتيالاً للعدالة والقيم والأخلاق الإنسانية وإحراجاً بالغاً لسيادة رئيس الجمهورية الذى أكد بأن القانون سيأخذ مجراه وسيطبق على الجميع قائلا ( لا يليق أبدا أن ما حدث يحدث في مصر أو يتكرر ومن يخطئ في مصر أيا كان وأيا كان عدده سيحاسب ) .
تخوف من أن الحكم يسبب قلقاً دولياً تجاة القضاء المصري
حكم البراءة الذى جاء بعد صدور حكم غيابي على المتهمين في يناير من هذا العام بالسجن ١٠ سنوات , وايضا بعد أن تنحت المحكمة مرتين بذات القضية منذ عام ٢٠١٦بحجة استشعار القضاء الحرج كما هو متبع فى قضايا مشابهة يكون فيها المجنى عليهم من الاقباط , وهناك تخوف من ان يتسبب الحكم قلقاً شديداً من دول الخارج تجاه أحكام القضاء فى مصر خاصة إيطاليا بعد أن عادت قضية الطالب الايطالى ريجيني التى يعرفها الجميع هذه الأيام لواجهة العلاقات المصرية الإيطالية والذي قتل بعد أختفائه والعثور على جثته مشوهة في في منطقة صحراوية بالقاهرة عام ٢٠١٦ نفس العام الذى تعرت فيه سيدة الكرم .
لقد حكم القضاء بإهدار حق السيدة سعاد ثابت , هل ستقوم الدولة بالعمل على الحصول بحقها القانونى تجاه تعرى احد مواطنيها حفاظاً على سمعته مؤسساتها ؟!!! أم ستتنازل عن حقها ويصبح تعرى السيدات أحد أهم القيم الإنسانية للدولة والتي يعتبرها أصحاب الفكر المتطرف ضوء أخضر بتعرية الأطفال والنساء عبر فتاويهم بإعتبارهم من السافرات والمتبرجات .