في مثل هذا اليوم 21 ديسمبر عام 1832 انتصر الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا على الجيش العثماني في موقعة قونية، حيث وقعت المعركة بين مصر والدولة العثمانية، خارج مدينة قونية، وقاد المصريين إبراهيم باشا، بينما قاد العثمانيين رشيد محمد خوجة باشا، وانتهت المعركة بانتصار ساحق للجيش المصري وإقتراب إبراهيم باشا من الآستانة عاصمة الخلافة العثمانية. 

استطلع إبراهيم باشا مواقع القوات العثمانية، ورأى الخطأ الفادح التي إرتكتبه القيادة العثمانية في أنها لم تحكم الصلة بين الفرسان (التي تؤلف ميسرة الجيش) والمشاة أثناء عملية التقدم فحدثت بينهما ثغرة يبلغ طولها نحو الف خطوة جعلت الميسرة في شبه عزلة عن بقية الجيش وأدرك بعبقريته العسكرية نقطة الضعف التي يصيب منها الهدف، وهي الهجوم على المسيرة (قوة الفرسان العثمانية) فانتهز إبراهيم باشا هذه الفرصة، وأعطى الأمر بهجوم قواته من الحرس والفرسان في هذه الثغرة ليخترق صفوف العثمانيين.
 
ومن الجدير بالذكر أنه تولى بنفسه قيادة تنفيذ الخطة، فزحفت قوات الحرس يتبعها الفرسان واجتازت البئر بقليل، ثم انعطفت شمالًا نحو ميسرة العثمانيين وهاجمتها بشراسة، وشدت المدفعية المصرية أزرها، فصبت قذائفها على العثمانيين، وكان الهجوم شديدا، والضرب محكما، فاضطرب العثمانيين من مواقعهم لشدة الهجوم وتقهقروا شمالًا بشكل فوضوي إلى المستنقعات.
 
فيما انهزمت ميسرة الجيش العثماني، ثم تابع إبراهيم باشا تقدمه وأمر قواته بأن تتوسط ميدان المعركة حيث واجهوا الصف الثالث من مشاة العثمانيين الذين اقتحموا الميدان، فأمطرتهم المدافع المصرية بنيرانها ونجحت القوات المصرية في حصارهم وتوجيه ضربات شديدة إليهم وأوقعوا بهم حتى سلموا سلاحهم.
ولما أدرك الصدر الأعظم قائد الجيش العثماني أن ميسرته قد انهزمت وتشتت أراد أن يساعدها على إستجماع صفوف وبث الحمية في نفوس رجاله، فنزل إلى حيث مواقع الجند، ولكنه ضل الطريق لكثرة تكاثف الضباب، وبينما هو يسير على غير هدى وقع في أيدى المصريين، فأحاطو به وجردوه من سلاحه واقتادوه أسيرا إلى إبراهيم باشا، وكان قد مضى على نشوب القتال نحو الساعتين، وتابع القوات المصرية من المشاة والفرسان تقدمهم السريع شمالًا، مع تغطية مجالهم بقذائف المدافع المصرية وهاجموا الصف الرابع من مشاة العثمانيين.
 
ونجحوا في هزيمته وتمزيق شمله إلى أن رفع راية الإستستلام وبذلك تم للجيش المصري سحق ميسرة العثمانيين والصف الثالث والرابع من مشاتهم، وبينما كانت قوات الحرس والفرسان تقوم بهذه الهجمات الموفقة تقدم الصف الأول من صفوف العثمايين نحو ميسرة الجيش المصري واتخذوا مواقعهم حولها في خط مقوس بهدف الاحاطة بها، واشترك في هذه الهجمة الصف الثاني من صفوفهم، وعاونهم فرسانهم فكانت الهجمة هائلة، عنيفة في شدتها، ولكن ميسرة الجيش المصري واجهت الهجمة بثبات وشجاعة، وتحركت مدافع الاحتياطى فشدت أزر المدفعية التي تحمى الميسرة، وصبت المدافع المصرية قذائفها على صفوف العثمانيين المهاجمين لتفتك بصفوفهم فتكًا مما رفع معنوية ميسرة الجبش المصري في القتال، وكان على دفاعها يتوقف مصير المعركة، واستمرت الملحمة 45 دقيقة، نجحت فيها القوات المصرية في كسر هجمة العثمانيين وهزيمتهم وهروب فلولهم إلى الجبال.