نحو 20 مليون مواطن يعاني من الأميّة في مصر، وفق آخر إحصاء صدر من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء خلال عام 2019، ويزداد ذلك العدد كل عام بما يشكل خطورة على التقدم في مصر ويعيق أي محاولات نحوه.
ومع زيادة ذلك التعداد بشكل سنوي، لم تقف الحكومة مكتوفي الأيدي، ولكن قامت بالعديد من البرامج الحكومية بالتعاون مع الكثير من المؤسسات المعنية، من أجل الحد من انتشار الأمية في مصر وتحويل أكبر عدد من الأميين إلى أشخاص متعلمين.
وأحد أشكال المحاولات الحكومية تمثلت فيما قامت به جامعة عين شمس مؤخرًا، حيث أعلنت أثناء الاحتفالات باليوم العالمي للغة العربية، أنها أصبحت تحتل المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية في محو الأمية.
وبلغ عدد المواطنين الذين تم محو أميتهم بمعرفة طلاب جامعة عين شمس 8 آلاف مواطن على مستوى محافظات الجمهورية، انطلاقًا من رؤيتها بإن لا مجال للحديث عن أي تنمية دون محو الأمية، وأن أي جهود للتنمية ستتآكل ثمارها وتتلاشى سريعًا في وجود الأمية.
لم تكن تلك المحاولة الحكومية الأولى لمواجهة الأمية، فقد سبق وأطلقت وزارة التضامن الاجتماعي خلال منتصف العام الجاري، مبادرة "حياة كريمة بلا أمية" بهدف تعليم الكبار في القرى الأكثر فقرا، بالتعاون مع الهيئة القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار.
تعتبر أحد جهود مبادرة حياة كريمة التي سبق وأطلقتها الوزارة منذ سنوات، ولكن تلك المرة هدفت إلى محو أمية سكان القرى، أن المرحلة الأولى يجري تنفيذها في 143 قرية تابعة لـ11 محافظة، وستكون محطة البداية محافظة البحيرة ويشمل التطبيق 25 قرية.
أما المرحلة الثانية فتشمل 240 قرية موزعة على الوجه القبلي وجزء من الوجه البحري، وتتحرك الوزارة وفق قاعدة بيانات الأميين لفروع الهيئة بالمحافظات، وتشمل القوائم أسماء الأميين والرقم القومي وعناوين إقامتهم، إلى جانب قوائم للمدرسين في فصول محو الأمية.
وتركز المبادرة على الفئات العمرية من 16 إلى 35 عاما فأكثر، على أن يكون هناك استثناء لمن تخطى هذا العمر بشرط الاستعداد التام للدراسة وتلقي العلم، مدة الدراسة ستكون من 3 إلى 6 أشهر، على أن تسهم التضامن في توفير فرص عمل للناجحين المتحررين من الأمية.
ومن قبلها دخلت جامعة القاهر على طرف الحرب على الأمية، من خلال بروتوكول تعاون مشترك بين طلاب الجامعة من كليات الجامعة للمشاركة في الخطة التي تنفذها الهيئة في محو أمية كبار السن والذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس.
ويلزم البروتوكول الطلبة في الكليات النظرية بمحو عدد اثنين أمي على الأقل نطاق محافظة الجيزة، ومن ثم إجراء امتحانات خاصة لهم واختبارهم، من أجل إعطاء الناجحين منهم شهادات محو الأمية التي خضعوا لها.
وفي أوائل عام 2020 عقدت الحكومة مشروع مع الموظفين الحكوميين بمختلف المؤسسات الحكومية، منوط به أن يمحي كل موظف أمية عدد من الأميين مقابل أن يتم تعيينه في المؤسسة الحكومية التي يعمل بها.
وبالفعل كانت محافظة الشرقية هي أول من دخل في ذلك المشروع، حيث تم توقيع بروتوكول مع فرع هيئة محو الأمية وتعليم الكبار بمحافظة الشرقية، وعمل 1140 مدرسًا وموظفًا، 921 بينهم مدرسة بالهيئة، على محو عدد من الأميين بالمحافظة البالغ عددهم مليون و300 ألف.
يذكر أنه بلغ عدد الأميين في مصر 18.4 مليون نسمة بمعدل 25.8% في تعداد 2017، وزاد إلى 20 مليون أميّ خلال عام 2019، وترتفع الأمية بين الإناث عن الذكور، وقد بلغت أعدادهم 10.6 ملايين نسمة بمعدل 30.8%، مقابل 7.8 مليون نسمة للذكور بمعدل 21.1%.
وترتفع معدلات الأمية في الريف مقارنة بالحضر بمعدل 32.2% مقابل 17.7% بالحضر، بينما انخفضت معدلات الأمية بين الشباب (15-24 سنة) مقارنة بكبار السن (60 سنة فأكثر)، حيث بلغ 6.9% للشباب مقابل 63.4% لكبار السن.