ثريا يوسف عطا الله هو اسمها الأصلى، أما اسمها الفنى فقد اختاره لها الفنان زكي طليمات، حين أدت دوراً متميزاً في مسرحية «الحجاج بن يوسف»، وهي على حد وصف طارق الشناوي: «سيدة الإحساس في السينما والمسرح والتليفزيون، وهى فنانة الهمس الفنى البليغ»، وهى زوجة الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس، وقد ولدت في ١٩٣٠، وتخرجت في معهد الفنون المسرحية عام ١٩٥٣، وانضمت للفرقة القومية، واشتهرت بأدائها الجيد بالعربية الفصحى والفرنسية.
وفى بروفيل كتبه عنها طارق الشناوى: «إن السينما المصرية حاصرتها بقواعدها التسويقية كالإغراء والجمال الصارخ، وحاصرها المسرح بقواعده التقليدية كالأداء الجهورى والانفعالى الذي يستدر تصفيق وبكاء الجمهور، ووجدت في التليفزيون ما وجدته في السينما والمسرح، لكنها لم ترفع الراية البيضاء، ولم تخن قناعاتها وتفردها ولهذا رآها د.طه حسين، عميد الأدب العربى، بأذنيه على المسرح وقال كلمته الشهيرة: «ليس لأحد إلى تمثيلها سبيل»، وهو تعبير يلخص مدرسة سناء جميل، ورغم كونها ابنة المسرح بكل ميراثه وطقوسه وأساتذته وتقاليده، فإنها فارقت كل من سبقوها، في مسرحيات مهمة مثل «مونو دراما» «الحصان وزهرة الصبار» و«الدخان» و«ليلة مصرع جيفارا» و«شمس النهار» و«الناس اللى فوق» و«شهر زاد» و«المهزلة الأرضية» و«زيارة السيدة العجوز».
وفى التليفزيون لم تكن مسيرتها أقل ثراء، وبدأتها في ١٩٦٠ بسهرة تليفزيونية مونودرامية بعنوان «رنين»، ويظل دور فضة المعداوى في الراية البيضاء دوراً فارقاً في مسيرتها التليفزيونية، وقدمت أيضا «أزواج لكن غرباء» و«ساكن قصادى» والفيلم التليفزيونى «عندما يأتى المساء»، أما مسيرتها السينمائية فكانت حافلة أيضا منذ قدمها أحمد كامل مرسى في فيلم «طيش الشباب» عام ١٩٤١، وكانت فاتن حمامة قد رفضت دور نفيسة في فيلم «بداية ونهاية» فأسند صلاح أبوسيف الدور لها، فكانت نقلة سينمائية قوية، وقدمت معه بعد ذلك «الزوجة الثانية» و«السيد كاف»، ومع أشرف فهمى قدمت دورها «المركب والغنى» في فيلم «المجهول».
ومن أفلامها الأخرى «البدروم» و«سواق الهانم» و«اضحك الصورة تطلع حلوة» و«بلال مؤذن الرسول» و«المستحيل» و«توحيدة»، وجسدت شخصية سمية أول شهيدة في الإسلام في «الرسالة» لمصطفى العقاد، إلى أن توفيت «زي النهارده» في ٢٢ ديسمبر ٢٠٠٢، وأوصت بأن يكتب في نعيها في الأهرام قريبة ونسيبة كل المصريين.