محمد أبوقمر
مجرد أسئلة :
تحريم الانضمام إلي جماعة الإخوان الذي أصدره شيخ الأزهر خطوة رائعة ومحمودة ، غير أن توقيت هذا التحريم جعلني أسأل نفسي هذا السؤال : ياتري التحريم ده موجه لمين :
- هل هو موجه إلي الإخوان
- ولا موجه إلي طلاب الأزهر
- ولا موجه إلي السلطة السياسية
- ولا موجه إلي الشعب المصري.
- ولا موجه إلي الخارج لكي ينتبهوا إلي خطورة هذه الجماعة؟؟؟؟؟
قد يكون هذا التحريم موجها إلي جميع هذه الجهات ، وربما يكون موجها إلي جهة واحدة منها ، وربما يكون مجرد فتوي دينية خالصة لا علاقة لها بأية جهة أو بأي حدث خصوصا وأن القضاء المصري قد أصدر منذ فترة طويلة حكما نهائيا باعتبار التنظيم الإخواني تنظيما إرهابيا ، وهذا الحكم أعتقد أنه يتضمن تحريم وتجريم الانضمام لهذه الجماعة!!.
ووفق ما سبق ينبغي الإشارة إلي أن تنظيم الإخوان صار لوجوده أكثر من تسعين عاما ، ولم تكن ممارساته الإرهابية طوال هذه الفترة خافية علي أحد في مصر ، وكم من عملية قتل خسيسة لمسئولين مصريين كبار قام بها هذا التنظيم إلي درجة أن زعيمهم حسن البنا نفسه قال عنهم بعد قيامهم بعملية قتل غادرة لمسئول مصري كبير : ( ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين )، وكم من مؤامرة ومحاولات اغتيال شهيرة قاموا بها في الخمسينات والستينيات من القرن الماضي ، وأعتقد أن لا أحد في مصر يمكنه أن ينسي قضية شكري مصطفي ورفاقه محمد بديع ومصطفي مشهور وغيرهما ، ثم إن أفكارهم الإرهابية كانت مطروحة طوال الوقت في كتب معروفة للجميع ، ناهيك عما فعلوه بنا ومازالوا يفعلونه منذ 2011 وحتي الآن .
هذا ليس حصرا لإرهاب هذه الجماعة وخطورتها علي المجتمع وتدميرها للوسطية الاسلامية التي يتبناها الأزهر ، وإنما هو مجرد أمثلة بسيطة فتاريخ هذا التنظيم مليء بالموت والمؤامرات والخداع والتدليس واستخدام الدين كوسيلة لتخريب عقول الشباب وتعبئة ضمائرهم بالعداوة والحقد علي مجتمعهم وبالرغبة المحمومة في تدمير هذا المجتمع بدعوي إقامة الخلافة الإسلامية باعتبارها فريضة علي كل مسلم كما جاء في أدبياتهم..
ما سبق لا أحاول الإشارة به إلي تأخر تحريم الانضمام إلي الجماعة الذي أفتي به شيخ الأزهر ، وإنما فقط أردت التنويه إلي أن هذا التحريم سبقه شيئين لا يمكن إغفالهما :
الشيء الأول :
هو أن هيئة كبار العلماء في السعودية أصدرت فتوي منذ فترة قصيرة باعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية.
الشيء الثاني :
هو أن رئيس الجمهورية أصدر تكليفا لرئيس الوزراء بالعمل علي تحويل الدولة المصرية إلي دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
فهل لفتوي التحريم علاقة بهذين الشيئين؟!! ، أنا في الحقيقة لا أعرف ، ولا أستطيع النفي أو التأكيد ، وبالتالي ينتابني بعض التشوش حول ما إذا كان هذا التحريم خطوة سياسية أم دينية ، خصوصا وأن ما يحدث في السعودية من أمور دينية يتردد صداه هنا بقوة منذ مؤامرة السبعينيات التي استهدفت إعادة تشكيل الوعي المصري بمفاهيم دينية جديدة ، ومازالت أصداء المتغيرات التي تتعلق بالمفاهيم الدينية في السعودية تتردد هنا بذات القوة .
ثم إن التكليف الذي أصدره الرئيس لرئيس الوزراء أعتقد ( إذا تم تنفيذه حرفيا ) أعتقد أنه سيحدث بعض التغيرات العميقة في أوضاع ومهام ومسئوليات بعض السلطات وبعض القوي التي اكتسبت سلطة علي عقل وضمير ووعي المصريين منذ عملية تغيير الدستور في السبعينيات من القرن الماضي .
بعد ذلك التنويه الذي لم أستطع إغفاله هل يمكن القول بأن تحريم الانضمام إلي جماعة الإخوان هو استجابة ضمنية لفتوي هيئة كبار العلماء في السعودية ، أم هو خطوة استباقية لما قد ينتج عنه التكليف الرئاسي لرئيس الوزراء من إعادة إصلاح ما انكسر بعد تغيير الدستور في السبعينيات؟؟!!.
أنا فقط طرحت أسئلة وليس باستطاعتي الإجابة عليها.