كتب – روماني صبري
بعد مرور 10 أعوام من اندلاع الثورات العربية من تونس ما الذي تحقق في هذا الملف وما لم يتحقق؟، في إطار ذلك قال صلاح الدين الجورشي، كاتب وصحفي، قد ارتفعت الحريات الأساسية في تونس بعد الثورة، وتوفرت بقدر واسع، لافتا:" ترتب عن ذلك أن جزء هام من النظام السياسي تغير عما كان عليه.
حصاد الثورة
مضيفا في تصريحات خاصة لفضائية "فرانس 24"، أصبح في تونس انتخابات حرة وبرلمان في حالة صراع دائم، وأيضا هناك عشرات الأحزاب وصحافة حرة، وكل ما ذكر جعل تونس من الديمقراطيات في العالم، رغم أن الديمقراطية هناك لازالت هشة ولا تزال تواجه مشكلات عديدة.
لافتا :"الصراع الآن بين الإطراف السياسية يدار بطريقة سلمية، رغم عمق الخلافات والانقسامات التي تشهدها الطبقة السياسية، وبفضل هذه الثورة يمكن القول ان هناك بداية تعميق ثقافة سياسة تقوم على التعدد والتنوع والبحث عن المزيد من الحقوق سواء تعلق ذلك بين المساواة بين النساء والرجال، أو بمجالات أخرى كثيرة.
التحديات
مشددا :" والمجتمع في تونس مدني، لكن رغم ذلك تواجه التجربة التونسية والوحيدة التي صمدت في العالم العربي، صعوبات كبيرة خاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي لان النخب السياسية هناك لم تستطع أن تقيم علاقة جدلية بين الجانب السياسي المتمثل في النظام الديمقراطي وبين الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ونلاحظ تراجعا خطيرا يضر بالحقوق الأساسية على مستوى العمل والتوازن بين الجهات مستويات أخرى عديدة.
بسبب المشاريع غير الوطنية
وفي السياق ذاته، شدد نادر الغول، صحفي وباحث سياسي، على أن دول عربية شهدت ثورات الربيع العربي، ولم تصل للديمقراطية التي طالما حلمت بها بعد الثورة كون أطراف من الداخل يمتلكون مشروع غير وطني.
موضحا :" في سوريا واليمن وليبيا كان هناك تدخلات لأطراف أجنبية، بالتالي لم تحل الأزمات في هذه الدول، وكذا لم يحصل توافق بين الأطراف المعارضة التي انتفضت في البداية رفضا للقهر والظلم، لافتا :" ثمة مصالح لدول أخرى تفرض رؤية أخرى مختلفة ليس لها علاقة بالمشروع الوطني الذي بدأت به هذه الثروات العربية.
لان روسيا عدو لأوروبا وأمريكا
وبخصوص ملف العقوبات الأمريكية على تركيا على خلفية قرارها استيراد واستخدام منظومة "إس-400" الروسية، لفت الغول إلى أن تركيا جزء من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وشريك أساسي للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
مردفا :" بالتالي، الذهاب لشراء أسلحة من روسيا "عدو الاتحاد الأوروبي والناتو"، الذي أؤسس في الأساس لمواجهة الاتحاد السوفيتي قبل تفكيكه وموسكو اليوم، يعد إشكالية للمتحالفين مع أنقرة، مشيرا :" الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حاول اللعب على الطرفين."
كله لخدمة المشروع العثماني
هناك من المراقبين يروون أن السياسة التركية للرئيس اردوغان متناقضة، لا هو عدو روسيا ولا هو صديقا للغرب، وردا على ذلك قال، سامي كليب، صحفي وكاتب سياسي، هناك (مشروع عثماني) هدفه إعادة أحلام الإمبراطورية العثمانية بشكل عام، لذلك اردوغان يحاول أن يبحث عن أي مواطئ قدم ، ما يجعله يختلف مع الجميع في السياسة الخارجية.
موضحا :" العلاقات التركية الأمريكية تقدر حاليا بـ 25 مليون دولار تماما كما حجم العلاقات التجارية الروسية التركية ويطمح اردوغان لرفع هذه العلاقات إلى 100 مليار دولار سنوي، وهو يلعب على الحبلين."
لافتا :" الآن مشروع أردوغان اقرب إلى روسيا كونه يضمن مصالح بين البلدين اكبر بكثير من مصالح تركيا مع الولايات المتحدة، فمعظم الغاز التي تستورده تركيا يأتي من روسيا، ثانيا :" فتح اردوغان مع روسيا خطين لتصدير النفط الروسي إلى أوروبا، وهناك مئات الشركات التي تعمل بين الجانبين يضاف إلى ذلك 8 ملايين سائح روسي يأتي إلى أنقرة كل عام، موضحا :" كما أن روسيا الآن دخلت مشاريع الكهرونووية لإصدار الكهرباء، وهو ما يجعل اردوغان يتقرب لها أكثر.