كانت تشق طريقها نحو منزل أسرتها في حدائق القبة، عائدة من الجامعة بعد انتهاء يومها الدراسي، وقبل المنزل بأمتار قليلة مرت أمام مقهى يجلس عليه عدد من الشباب، وفوجئت بأحدهم يتحرش بها لفظيا، ويوجه إليها كلمات بها إيحاءات جنسية، لكنها لم تلتفت إليه، وأكملت طريقها، وعند وصولها إلى المنزل اشتكت إلي شقيقها مما حدث.
دقائق وأسرع شقيق الفتاة إلى المقهى، وبدأ في معاتبة الجالسين على تعرض شقيقته للتحرش والمعاكسة، لكن الشاب وقف عن المقعد الخشبي الذي كان يجلس عليه، قائلا: «أنا اللي عاكستها واللي يعجبك اعمله»، وخلال التدافع بينهما أسرع المتهم في إخراج مطواة كان يخفيها في جيب البنطال، ثم غرسها في صدر الشاب فاستقرت في قلبه فمات على أثرها في الحال، قبل وصوله إلي المستشفى.
وأصيبت أسرة المجني عليه وأقاربه بحالة من الحزن الشديد، بعد مقتل نجلهم الذي لم يقترف جريمة سوى أنه حاول التصدي لمتحرش عاكس شقيقته في أثناء سيرها بالشارع.
وتمكن المتهم من الهرب بعد أن هدد كل من يقترب منه بذات المصير المؤلم الذي تعرض له الشاب العشريني، واستغاث المارة بالشرطة فحضرت قوة أمنية من المباحث، وأخطرت النيابة العامة.
وانتقل مدير النيابة في حوادث شمال القاهرة، وناظر جثمان الشاب المتوفى، وقرر انتداب الطب الشرعي لتشريحه، لبيان أسباب الحادث، وكلف المباحث بضبط وإحضار المتهم.
المتهم: كنت بهزر مع شقيقة المجني عليه
وبعد 72 ساعة فقط، نجحت المباحث في القبض على المتهم في منزل شقيقته، وبمواجهته اعترف بتفاصيل الواقعة، مدعيا أنه كان يدافع عن نفسه، عقب أن شاهد المجني عليه ممسكا بقطعة خشبية، ويحاول الاعتداء عليه بالضرب بعد أن عاكس شقيقته.
وأقر المتهم بأن معاكسة الفتاة كانت على سبيل الدعابة معها، لا التحرش بها، وعقب انتهائه من سرد أقواله قررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات، وجدد قاضي المعارضات حبسه بتهمة القتل العمد، وحيازة سلاح أبيض.