بقلم جورج حبيب ( سيدني-استراليا )
يحل عيد الميلاد المجيد وتفرح كل الارض بميلاد المخلص-كما بشر جبرائيل رئيس الملائكة الرعاة الساهرين بميلاد المخلص ( ها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب( لو 2 : 10-11 )
وها نحن في نفس الميعاد سنويا نحتفل بعيد الميلاد المجيد-وكذلك نفس الشيء مع بقية الاعياد ( عيد البشارة والغطاس والميلاد والقيامة والصعود كلا منها في ميعاده
ولكن لما هذه الاحتفالات وقد مرت عليها الالاف من السنين-ونحن نحتفل بنفس الطريقة وفي نفس المواعيد جيلا بعد جيل
وما هو الهدف من هذه الاحتفالات-لقد ولد المسيح وبشر به وعمد وقام من الاموات وصعد الي السموات-وكل هذه احداث حصلت مرة واحدة –فلما هذا التكرار
ان هذه الاحتفالات في الواقع تاخذ الطابع الروحي فليس لدينا احتفالات بطريقة جسديه-فمثلا في احتفالات الكريسماس نجد الملايين يحتفلون بطرق ارضيه في التنزه والماكل والمشرب-بينما لا يعلمون شيئا عن صاحب هذا الاحتفال ولا المناسبة نفسها- ولا معني الكريسماس-فلا يستفيدون شيئا من المناسبة
ولنرجع الي الهدف من تكرار الاحتفالات بالاعياد في عقيدتنا المسيحية وهي اننا نحتفل روحيا-وبما يجعلنا نعيش المناسبة روحيا وبما يعود لبنائنا الروحي-فمثلا في عيد الميلاد –ليسال كل واحد نفسه-هل يصلح قلبه ان يكون مزودا يولد فيه المسيح له المجد-وهل يجوز ان يولد في قلب مملوءا شهوات وغضب وحسد ونميمة –الخ من الخطايا-لا شك ان المسيح لا يولد في قلب كهذا-لذا ونحن نحتفل بمناسبة عيد من الاعياد نجدد وقع هذا العيد ونفع المناسبة لنا روحيا-وهذا هو الهدف
ولعل في عيد القبامة كمناسبة اخري- نحاول ان نقوم من موت الخطية كما قام المسيح منتصرا علي الموت وعلي ابليس-لذا عند الاحتفال بالقيامة لابد لنا ان نقوم مع المسيح من خطايانا -ونحتفل بالاعياد لتنعكس علي حياتنا الروحيه و تتعدد الاعياد طوال السنه لتعطينا فرصة كالتلميذ الذي يراجع دروسه من درس الي اخر –ويراجع نسب استيعابه لهذه الدروس-فاذا احس بضعف في احداها اعاد مذاكرته وحتي يتحسن مستواه ليكون مؤهلا للامتحان –والقديس بولس يقول في هذا المقام ( لانه لابد اننا جميعنا نظهر امام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالحسد بحسب ما صنع خيرا كان ام شرا ( 2كو 5 : 10 )
اذا الهدف من الاحتفالات وتكرارها لايقاظنا ومراجعة احوالنا الروحيه وقياس استفادتنا من مناسبة العيد-وفي هذا يقول القديس بطرس ( ولكني احسب حقا ما دمت في هذا المسكن ان انهضكم بالتذكرة (2 بط:13 )
اذا لابد من تذكيرنا من خلال الاحتفال بالاعياد اين نحن من مناسبة العيد -وهل محن مؤهلين للحياة الابدية ام لا
كل سنه وحضراتكم بخير-راجيا لكم عيدا سعيدا يولد فيه مولود المزود في قلوبنا جميعا-ولنفرح بميلاده مع الرعاة السهاري -ولنقدم له قلوبنا كهدايا مع مجوس المشرق معترفين بملكوته وكهنوته وتالمه لاجلنا