زهير دعيم
جاء في سفر الأمثال ( 4: 7 )
"الْحِكْمَةُ هِيَ الرَّأْسُ. فَاقْتَنِ الْحِكْمَةَ، وَبِكُلِّ مُقْتَنَاكَ اقْتَنِ الْفَهْمَ"
نعم علينا أن نقتنيَ الحكمة ، وأن نتصرّف بحكمة وانضباط في كلّ الظروف ، وخاصّة في هذا الظرف العصيب ، أو قلّ في زمن هذه الغيمة الدّاكنة - وباء الكورونا - هذا الوباء الذي ربض على صدرِ الكرة الأرضيّة فشلّها وأرهقها وزرع نفوسنا مللًا وضجرًا وخوفًا ، وأجسادنا ألمًا ووجعًا ووهَنًا ... اسألوا الذين عانوا وقاسوا وما زالوا !.
لا شكّ أنّ الانصياع لارشادات وزارة الصّحة أمر محمود وضروريّ ، وإلّا فسنجد أنفسنا في إغلاق رابع بُعيْد هذا الإغلاق الذي يبدأ ؛ أو الذي قد بدأ فعلًا ، والذي يسجننا بين الجدران ، ويسلب منّا حرّيتنا وإرادتنا ، ويسرق لقمة العيش الكريم من الكثير من أصحاب المهن الحرّة والمحالّ التجارية والرياضيّة والترفيهيّة.
كنت وما زلتُ من اولئك المنضبطين والمُتمسّكين بالكِمامة والحيْطة و " دَيران البال " ، وكنتُ أمنّي النَّفْس قائلًا : الفرج قريب وعلى الأبواب فلا بُدّ أن يكون نور في آخِر هذا السّرداب المُظلم المقيت.
وفعلًا انبثق النّور من مختبرات فايزر ومودرنا وغيرهما ؛ هذه المختبرات برجالاتها القدّيسين والذين ربطوا نهاراتهم بلياليهم كيما يُحصّنوا البشرية من هذا الوبأ اللعين والعنيد.
وكم كانت فرحتي كبيرة حين كان ميلاد الأمل في نفسي في عين اليوم الذي نحتفل به بميلاد ربّ الحياة يسوع ، ففي الخامس والعشرين من كانون الأوّل الجاري جاء دوري للحصول على اللقاح وعلى جرعة فايزر في عيادة كلاليت في مدينة سخنين .
ذهبت الى هناك غير هيّاب وكلّي قناعة أنّ هذه الجرعة ستكون حصنًا وسورًا منيعًا.
لا أقول سرًّا فأنا اليوم – ورغم الإغلاق الثالث الذي يُفرض علينا ، امتلك نفسيةً أقوى تُغرّد الأمل وتنظر بعين الرّجاء الى السنة الجديدة 2021 والتي ستحمل بإذن الله تفاؤلًا وهدأة بال.
وكم كان سروري كبيرًا حين رأيت الكثيرين يتهافتون الى تناول جرعات التطعيم، والأمل يحذوهم والكمامة ترافقهم على أمل أن نلقيَ بها قريبًا في سلّات المُهملات.