كتب - نعيم يوسف
عاد اسم الشابة السعودية "رهف القنون"، ليتصدر "مانشيتات" الأخبار مرة أخرى، بعد انفصالها عن الشاب الذي ارتبطت به، وحصلت على حضانة ابنتها، ليكون اسمها ضمن الأكثر بحثا على محرك البحث العملاق "جوجل".. فمن هي رهف القنون؟
ولدت رهف محمد القنون، في أسرة سعودية مثل باقي الأسر السعودية المحافظة، في 11 مارس عام 2000، ولديها تسع أشقاء، وكان والدها محافظ مدينة السليمي في منطقة حائل، وكانت تعاني من الطريقة المحافظة التي تربت عليها، حيث منعتها أسرتها من الدراسة في الجامعة، وتم حبسها من قبل والدها وشقيقها، حتى تعرضت لضغوطات من قبل أهلها لكي تتزوج رجلا دون رغبتها، وكانت هذه القشة التي قصمت ظهر البعير، والنقطة التي أفاضت كوبها الذي امتلأ من أسلوب أهلها، كما تعرضت لتهديدات بالقتل بحجة ارتدادها عن الإسلام.
الهروب من السعودية
في يناير عام 2019، حاولت الشابة الهروب من السعودية، حيث كانت في زيارة لدولة الكويت، مع والدها، ولكنها استطاعت أن تهرب على طائرة متجهة إلى تايلاند، إلا أن السلطات التايلاندية أخذت جواز سفرها، وظلت عالقة في "بانكوك"، فتحصنت الشابة الهاربة بغرفتها في فندق المطار بـ"بانكوك"، وشهدت هذه الغرفة قصة صراع مثيرة حدثت عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مع سلطات بلد لم تتخلص بعد من دماء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وهي القضية التي أثارت جدلا واسعا على المستويين الدولي والشعبي.
أنشأت الفتاة من خلال هاتفها حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".. لم يكن في البداية متابعوها يزيدون على ثلاثون شخصا -وصلوا خلال أيام قليلة إلى أكثر من 200 ألف- طلبت النجدة والمساعدة من نشطاء حقوق الإنسان، مؤكدة أنها تركت الإسلام، وأن عائلتها تطاردها، وحياتها في خطر، وحظيت قصتها بتعاطف الكثير من المؤسسات الدولية، تدخلت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على الخط واعتبرت الشابة رهف الهاربة من أسرتها من المملكة العربية السعودية لاجئة وطلبت من أستراليا منحها حق اللجوء، وأعلنت الأخيرة أنها سوف تدرس طلبها، بينما أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن تايلاند تواطئت مع السعودية وتعاونت معها.
كندا تنقذ الشابة السعودية
أيام قليلة، وظهر رئيس الوزراء الكندي "جاستن ترودو" في فيديو قالَ فيه: "عُرفَ عن كندا وقوفها إلى جانب حقوق الإنسان وحقوق المرأة حول العالم، لذا عندما طلبت الأمم المتحدة من كندا منح اللجوء لرهف القنون، وافقنا على الطلب"، ووصلت إلى مطار تورنتو وكانَ في استقبالِها وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند التي وصفتها بأنها "مواطنة كندية جديدة وهي شجاعة للغاية"، وبعدها بأيام عُقد لها مؤتمر صحفي حضرته أهم وسائل الإعلام الغربية، وأيضا أجرت حوارا تلفزيونيا روت فيه قصتها، كما أعلنت أسرتها عن تبرؤها منها.
بعد استقرار الشابة السعودية في كندا، بدأت قضيتها في الهدوء، باستثناء بعض الأخبار عن حياتها الجديدة من خلال الصور التي تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها ارتباطها بشاب يدعى "لوفولو راندي".
كشفت الشابة أنها على تواصل مع عائلتها في السعودية وهم على علم بكل ما يدور في حياتها لكن لا مجال لعودتها للعيش في السعودية، موضحة: أتمنى اللي يحسبوني برجع السعودية يبطلون يتكلمون مستقرة وعندي زوج وطفل كلمت أحد من أهلي قبل شهر ويعرفون كل شيء ولا حتى سألوني أرجع.. قالوا لي كلمة: (كملي حياتك هناك بما إنك مستقرة) انتوا ويش مزعلكم وشايلين همي وهم أهلي".
عودة الاهتمام بأخبار الفتاة
أنجبت "القنون"، طفلة في شهر يونيو 2020، أطلقت عليها اسم "بانا"، ثم حدثت بينهما مشاكل وانفصلا، وحاول الرجل أخذ ابنته والحصول على حضانته، وأكد أنه سوف يحارب من أجل ذلك.
بعد تداول قصة إنجاب الفتاة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، عاد اسم "رهف القنون" ليتصدر الكلمات الأكثر بحثا على محرك البحث العملاق "جوجل".