Oliverكتبها
- فى المزود سر المتجسد. فى المزود يوجد المخلص. المزود مذبح عليه مسيح مكسور. كما على المذبح كذلك في المزود كسيراً متنازلاً عن العظمة. المسيح على المذبح بنفس جسده و نفس انكساره.
ثم جاء الرعاة القريبون . تركوا الحملان جانباً لأنهم فهموا أكثر من الكهنة أن الذبيح ينوب عن كل الذبائح.
جاء حمل الله فلا حاجة لكل حملان الناس.
علمتهم الملائكة أن المولود هو مخلص العالم.
- ظهرت الملائكة قرب المزود لتقود الرعاة ثم بقيت فوق المزود تغنى تسابيحها. كأن القداس فوق المزود قد إبتدأ. الكاهن موجود يقدم نفسه ذبيحة. الكنيسة موجودة فيمن يحلون حول المزود و الملائكة موجودة حيثما إلههم بيننا.
أخذ المجوس وقتاً طويلاً ربما سنتين لأن غير المؤمنين يحتاجون وقتاً للتقدم لحياة الشركة مع المسيح و يحتاجون تأهيلاً. كان النجم الإلهى يؤهلهم.
كان السمائى يعلمهم فى الطريق كيف يعبدون و يسجدون قدام المذبح أو قدام المزود.
- كانت الألحان سمائية. الشمامسة ملائكية. البشر صامتون يسمعون و يتعلمون.
يسلمون قلوبهم بغير غش للجالس فى صمت مستعد للذبح.
العذراء تحتفظ بهذا كله فى قلبها. يوسف البار يفعل مثلها. فى الخارج هيرودس يغلى خوفاً على مملكته بينما الصامت فى المزود يقيم فينا مملكته. هذا ما يحدث فى سر الشركة أيضا.ً
- فى المغارة ولد المسيح و أعظم كنيسة كانت فى حظيرة. أول مذبح كان مزوداً للبهائم. لكن المؤمنين به قدسوه و سجدوا خاشعين بكل قلبهم. هذا حال قلوبنا كلما تقدمنا لسر الشركة.
نتذرع بولادته فى مزود كي نتجرأ للتقدم لأكل جسده و شرب دمه.
فمن يقبل السكني في مزود يقبل كذلك السكني فى قلوبنا مهما كان حالها طالما تقدمنا كمحتاجين و ليس كمستحقين.فالإستحقاق يكمن فى الحاجة الصادقة للمسيح .
- المزود لم يتحول لأكثر من كونه مزوداً. المغارة ظلت مغارة و لم تتغير.
ذلك لأن المسيح سكن فيها لكنه لم يتحد بها. هكذا الذين يؤمنون بالمسيح دون إتحاد به يشبهون المغارة و المزود. يشبهون المذبح الذى لا يتقدمون ليأخذوا المسيح من فوقه.
يبقى إيمانهم بلا شركة و يخسرون الإتحاد الذى من أجله جاء المسيح لنقتنيه فينا و نصير به أعضاء جسده من لحمه و من عظامه.
- إن إتحاد المسيح بجسدنا مفرح للآب لأنه يخلصنا. كذلك يفرح الآب أن نتحد نحن أيضاً بجسد إبنه ليكتمل الإتحاد إلى تمام الخلاص. بحبه قبلنا في جسده و بحبنا نقبله في جسدنا فهذا هو بالحقيقة سر الشركة. كل تناول هو معايشة حقيقية لتجسد المسيح فينا.كل تناول هو تبادل محبة.نأخذه ليأخذنا.
- هيرودس أراد ذبح الطفل فى المزود. لكن ذبح المسيح لابد له من الصليب. فكانت حياة المسيح قداساً دائماً جاء إلى نهايته و صاح قائلاً قد أُكمل.
وقتها صار ممكناً لنا أن ننال جسد الحياة و دم الحياة الذى إنبثق من جنبه. وقتها إنتهى القداس خارجنا و بدأ داخلنا كى نحياه بغير كسل أو حرمان.
- تقدموا لتروا جسد و دم عمانوئيل نفس مولود العذراء. تعلموا أناشيد الملائكة أيها الشمامسة. تعلموا السجود الحق بالروح أيها الرعاة. عيشوا مع العذراء فى قداساتكم يا مكرسات المسيح و سيدات الكنيسة. تعالو للطفل أيها الأطفال.
تعالوا للصبى مع المجوس ايها الفتيان و الفتيات. تعالوا للمسيح الرب يا خدام الرب. لو إلتففنا بهذه الروح سنمتلئ قداسة من مولود المزود رب القداسة و روحه القدوس الذى به تجسد و تحل علينا قوة الآب فنصير كالسمائيين الذين شاركوا الرعاة فى قداسهم أو تسبيحهم.