في مثل هذا اليوم 30 ديسمبر1969م..
وفاة محب الدين الخطيب، مؤلف ومحقق سوري..
محب الدين الخطيب (1886 - 30 ديسمبر 1969م) ، أديب وكاتب وصحفي ومحقق وناشر وداعية اسلامي سوري، من مؤسسي جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة ، صاحب المكتبة السلفية ومطبعتها بمصر، ، أصدر جريدة القبلة الناطقة باسم حكومة الحجاز بطلب الحسين بن علي شريف مكة، غادر دمشق عام 1920م عندما دخلها الفرنسيون وانتقل إلى مصر واستقرّ في القاهرة حيث عمل في تحرير جريدة الأهرام وأصدر مجلة الزهراء، ، ثمّ أسس جريدة الفتح، ثمّ تولّى تحرير مجلة الأزهر، كان مدافعا عن قضايا العروبة والاسلام ، وساهم من خلال المكتبة السلفية ومطبعتها باصدارالكتب والنشرات وتحقيق كتب التراث الإسلامي .
طلبه الشريف الحسين بن علي برقياً فسافر إلى مكة فأسس المطبعة الأميريّة، وأصدر جريدة القبلة الناطقة باسم حكومة الحجاز، وكانت صحيفة دينية سياسية واجتماعية وإخبارية تصدر مرتين في الأسبوع، كما أصدر صحيفة (الارتقاء) في شوال سنة 1335هـ (1917م) وكانت صحيفة أدبية وتاريخية أسبوعية.
ولمّا دخل جيش العرب مدينة دمشق عام 1918م بقيادة الأمير فيصل عاد الشيخ محب الدين الخطيب اليها، وأنيطت به إدارة وتحرير الجريدة الرسميّة للحكومة السورية باسم «العاصمة».
بعد قدومه إلى القاهرة مجددا عام 1920 عمل في تحرير جريدة الأهرام خمس سنوات. وحتى سنة 1344هـ (أواخر عام 1925م)، وقد هاجم الصحيفة لاحقا ورد على كُتَّابها؛ مبررًا ذلك في مقال (الأهرام شرُّ وسيط بين الإسلام وفرنسا) المنشور بصحيفة الفتح : (لأني رجل عرفتُ ديني قبل أن أعرف جريدة الأهرام ومَن فيها، فلا أخذل صديقي القديم لأحظى برضا غيره).
أصدر مجلة (الزهراء) من خلال مطبعته في محرم سنة 1343هـ (1924م)؛ وكانت مجلة دينية أدبية واجتماعية تصدر مرتين في الشهر ودامت خمس سنين.
وفي ذي الحجة من عام 1344هـ (1926م) أصدر صحيفة (الفتح) الأسبوعية ، وكانت الصحف الإسلامية المتميزة التي ظهرت في العالم العربي، وكانت تُعنَى بالتاريخ والأحداث السياسية والاجتماعية، واستمرت صحيفة الفتح تصدر أكثر من عشرين عامًا ، وقد استقطبت هذه الصحيفة أشهر كُتاب العالم الإسلامي آنذاك، وتصدت للدفاع عن حقائق الإسلام وحقوق المسلمين. وقد بيَّن رحمه الله سبب إصداره تلك الصحيفة في إحدى افتتاحياتها فقال: "إن الفتح أُنشئت لمماشاة الحركة الإسلامية وتسجيل أطوارها، ولسد الحاجة إلى حادٍ يترنم بحقائق الإسلام مستهدفًا تثقيف النشء الإسلامي وصبغه بصبغة إسلامية أصيلة يظهر أثرها في عقائد الشباب وأخلاقهم وتصرفاتهم وحماية الميراث التاريخي الذي وصلت أمانته إلى هذا الجيل من الأجيال الإسلامية التي تقدمته"، ثم اضطر الخطيب إلى إيقاف إصدار الصحيفة في أواخر سنة 1367هـ (1948م)، يقول: "أوقفتها حينما أصبح حامل المصحف في هذا البلد مجرمًا يفتَّش ويعاقَب".
تولى رئاسة تحرير مجلة (الأزهر) التي كانت تصدر عن مشيخة الأزهر، وكانت مجلة دينية وأدبية شهرية، وظل في منصبه هذا طيلة ست سنوات في ما بين عامي (1952 - 1958م)، وعلى أثر سوء تفاهم مع القائمين على الأزهر استقال من رئاسة تحرير مجلة الأزهر.
وقد أصدر بالتعاون مع حسن البنا وطنطاوي جوهري مجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية سنة 1933م .
اعتزاله وفاته:
انزوى الشيخ في آخر حياته في مكتبته وقطع صلته بالناس وانكب على التأليف والتحقيق، وكانت نزهته يوم الجمعة بعد صلاة العصر؛ حيث يذهب إلى سوق الكتب المقام على سور حديقة (الأزبكية) في القاهرة ويشتري الكتب المختلفة وقد ثابر على هذه العـادة إلى ما قبيـل وفاته .
تُوُفِّيَ يوم الثلاثاء 30 ديسمبر سنة 1969م, بمستشفى الكاتب بالدقي في مصر بعد إجراء عمليَّة جراحيَّة، وهو ابنُ ثلاثٍ وثمانينَ سنة، بعد أن أمضى حياة مَلْأَىٰ بالعمل والنَّشاط.!!