رعب كبير يعيشه العالم مع استمرار الموجة الثانية لفيروس «كورونا» فى حصد أرواح البشر، وما ضاعف هذا الرعب هو استهداف تلك الموجة شريحة الأطفال، الذين كانوا الأقل تأثرًا بالوباء فى هجمته الأولى.
وفى السطور التالية تستعرض «الدستور» نصائح وتوجيهات نخبة من الأطباء المتخصصين فى طب الأطفال بشأن كيفية حماية الصغار من العدوى، وطرق تقوية مناعتهم، وتقليل عدد الإصابات بين تلك الشريحة وغيرها من التفاصيل.
أحمد حسين: تقوية المناعة بالبرتقال واليوسفى
شدد الدكتور أحمد حسين، استشارى طب أطفال، على أنه لا بد من اتباع الإجراءات الاحترازية بشكل أكثر صرامة مع الأطفال، مشيرًا إلى أن الفيروس مرّ بمراحل تحور كبيرة وأصبح يصيب الأطفال بشكل أكبر، وهو ما ظهر جليًا فى خريطة إصابات الموجة الثانية.
وقال «حسين» إن إصابة الأطفال مع التحور الذى حدث للفيروس كان متوقعًا، فى ظل تطوره الجينى والوراثى، ومروره بعدة مراحل على رأسها تغير فئة مهاجمته، لافتًا إلى أنه «فى الهجمة الأولى كان أقل انتشارًا بين الصغار، أما الآن فأصبح يهاجمهم بشكل رئيسى».
وذكر أن غياب الوعى من الأهالى والأطفال سهّل مهمة الفيروس، موضحًا: «على سبيل المثال يحرص الأهالى على ارتدائهم الكمامات الطبية، ولا يحرصون على امتثال أطفالهم لهذا الأمر، بدعوى أنهم صغار ولن يصيبهم الوباء».
وذكر أنه لا بد من تصوير كورونا للأطفال على أنه وحش شرير يريد أن ينزع أرواحهم، وإظهار الكمامات الطبية والمعقمات وأدوات التطهير فى صورة البطل الخارق الذى يواجه الفيروس، وما عليهم خلال خروجهم من المنزل سوى الاحتماء بالأسلحة حتى لا يقعوا فى قبضة الشرير.
وأكمل أنه يجب ألا يتمادى الوالدان فى تصوير خطورة الوحش الشرير حتى لا يذعر الأطفال ويدخلوا فى دوامة من الرعب بسبب عدم قدرتهم على التعايش خوفًا من الوباء الذى أرعب الجميع، وقال: «فى حال وجود إصابات فى المنزل بكورونا يجب على الوالدين منع الأطفال تمامًا من الوجود فى محيط المريض أو حتى فى مكان كان يوجد فيه، لأن أجسادهم أصبحت الصيد الأول للمرض».
وأضاف أن هناك عددًا من الأطعمة يجب أن يتناولها الأطفال بصورة يومية، كالبرتقال واليوسفى والكيوى؛ لأنها فاكهة تعزز الجهاز المناعى، وبعض الأعشاب كالزنجبيل بالعسل الأبيض، والكاكاو باللبن؛ لأنها تساعده بشكل كبير على الحفاظ على نشاط دورته الدموية، والدفء فى الشتاء، ومنع الأطعمة الجاهزة وعدم الإسراف فى الدهون.
عائشة فايد: الحفاظ على التباعد داخل الفصول
حذرت الدكتور عائشة فايد، استشارى الأطفال مدير مستشفى الوفاء التخصصى، من أن فيروس كورونا يصيب الأطفال دون سن عام أو من تزيد أعمارهم على ٥٠ عامًا بسهولة نظرًا لضعف المناعة فى هذه الفترة العمرية.
وقالت «فايد» إن عدم استخدام الأدوات الشخصية للغير يقلل من انتقال عدوى كورونا، وكذلك التباعد الاجتماعى، خاصة خلال وجود الأطفال داخل الفصول الدراسية والملاعب الرياضية. وأضافت أن الفيروس يستهدف أجساد الأطفال، لأن مناعتهم لا تزال فى طور التشكيل كونهم لم يتعرضوا للكثير من الأمراض، ما لم يسمح لأجهزتهم المناعية بتكوين أجسام مضادة، لافتة إلى أن الأطفال الذين لم يتلقوا جرعة التطعيم الثلاثى للحصبة العادية والألمانية معرضون بشكل أكبر للإصابة بكورونا.
وأشارت إلى أن كبار السن يمكنهم تفادى الإصابة بكورونا، لأنهم يدركون خطورة الفيروس ويستطيعون تفادى الإصابة عبر تطبيق الإجراءات الاحترازية، على عكس الأطفال.
ونوهت بأن وعى الأطفال يتشكل بدعم من الوالدين، فعلى الأب والأم ارتداء الكمامات أمام الطفل قبل مطالبته بذلك، وكذلك الامتناع عن مصافحة الغير أمامه، حتى يعتاد على تطبيق الإجراءات الاحترازية.
عبدالغفار طه: ارتداء الكمامة خارج المنزل
دعا الدكتور عبدالغفار طه، استشارى طب الأطفال، الأسر لتوعية أطفالها بطرق المحافظة على أنفسهم من العدوى بالفيروس، وتحذيرهم من مشاركة أصدقائهم متعلقاتهم الخاصة، مثل المنشفة والمناديل، إضافة إلى توعيتهم بعدم المصافحة بالأيدى أو التقبيل، مع التباعد بين زملاء الفصل، وارتداء الكمامات طوال الوقت خارج المنزل.
وقال «طه»: إن توعية الأطفال أمر فى غاية البساطة، لأنهم يتقبلون المعلومات من الآباء ويتعاملون معها على أنها قواعد حياتية، مشددًا على أن الآباء هم «المرايا» التى تحاكى الواقع بالنسبة لهم.
وأشار إلى أنه يجب على الأسرة الإكثار من الأطعمة التى تقوى المناعة، مثل الخضروات والفواكه الطازجة وتناول عسل النحل يوميًا، ويُفضل عدم خروجهم من المنزل، وتقليل الزيارات بين الأهالى لعدم إصابة الأطفال بالفيروس.
أحمد نصر: تطهير الأدوات الشخصية وتناول الأطعمة الصحية
قال الدكتور أحمد نصر، إخصائى طب الأطفال، إنه يمكن حماية الأطفال من خلال اتباع الإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات الطبية، وزرع عادة غسل الأيدى بالماء والصابون بشكل مستمر.
وأضاف «نصر» أن النظافة هى طوق النجاة الأول، لأن الفيروس لا يستطيع البقاء لفترة طويلة على الأجساد، خاصة إذا كان يتم تعقيمها وتنظيفها بشكل دورى، مشددًا على ضرورة إلزام الأطفال بهذه التعليمات أكثر من الكبار؛ لأن الذين انتقلت إليهم العدوى من الأطفال كانت حالتهم مزرية تمامًا.
وذكر أنه يجب الحرص على تناول الأطفال الوجبات الصحية بشكل متواصل طوال اليوم، وتعقيم كل الأدوات المستخدمة للرضع، وكذلك أدوات الدراسة، ومنع اللعب فى المدارس والأماكن العامة، والاكتفاء فقط بممارسة بعض الأنشطة الرياضية بالمنزل، وتطبيق التباعد الاجتماعى والتعامل بالرسائل الإلكترونية.
وشدد على أن تعقيم الأدوات يجب أن يتم أمام أعين الأطفال، وأن يشاركوا فى هذه المهمة بهدف زرع هذه العادة فيهم ليتعاملوا بنفس الشكل فى حال غياب الأبوين.
أحمد شرابى:حالات الاشتباه تبدأ من عمر يوم واحد
قال الدكتور أحمد شرابى، استشارى الأطفال وحديثى الولادة بمستشفى كفرالشيخ العام، إن نسب إصابة الأطفال بفيروس كورونا ارتفعت منذ بدء الموجة الثانية، لافتًا إلى أن السلالة الجديدة تصيب الأطفال، لكن لا تمثل خطورة عليهم مثل الشباب وكبار السن، وعلاجهم يكون ناجحًا بنسبة كبيرة للغاية مهما كانت درجة إصابتهم.
وحذر «شرابى» من انتقال الفيروس من الأطفال إلى الكبار، واصفًا إياهم بـ«القنابل الموقوتة» التى يجب التعامل معهم بحرص بمجرد الاشتباه فى أحدهم، مشيرًا إلى أن الطفل الواحد من الممكن أن ينقل العدوى لأسرة كاملة.
وأضاف: «حالات اشتباه كورونا تبدأ فى الأطفال من عمر يوم واحد حتى الـ١٥ عامًا»، متابعًا: «المدارس ليست مصدرًا للعدوى كما يعتقد البعض، لأن التهوية بها جيدة جدًا، ولكن الكارثة فى الأماكن المغلقة المتكدسة وسيئة التهوية».
عبدالمنعم شرف: غسل الأيدى باستمرار قاعدة ذهبية للوقاية
ذكر الدكتور محمد عبدالمنعم شرف، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة مدرس طب الأطفال بجامعة عين شمس، أن القواعد الذهبية للوقاية من العدوى فى هذه الأيام الصعبة هى المداومة على غسيل الأيدى باستمرار بالماء والصابون كل ساعتين تقريبًا، واستخدام الجِل المعقم للأيدى فى الأوقات الأخرى.
وشدد «شرف» على ضرورة تجنب كثرة المصافحة بالأيدى والتقبيل والأحضان، وقال: «ديننا أوصانا بإلقاء السلام وليس الأحضان والتقبيل، ويجب الإكثار من شرب المياه حتى لا يكون الحلق جافًا لأنه فى حال جفافه يكون عرضة للميكروبات والفيروسات».
وأضاف أن عسل النحل له دور كبير فى تعزيز الجهاز المناعى، لذلك يجب تناول ملعقتين منه يوميًا، وتناول الخضروات والوجبات الطازجة كالطماطم والخيار والخس والكرنب والبروكلى، وأيضًا الفاكهة مثل «الجوافة والبرتقال والليمون والكيوى والتفاح والتمر»، وتجنب الحلوى المغلفة؛ لأنها تحوى مواد حافظة تضر الجهاز المناعى.