محمد أبوقمر
1300000 ( مليون وثلاثمائة ألف ) فتوي السنة دي!! ، يعني حوالي مائة وثمانية آلف فتوي في الشهر تقريبا!! ، يعني 9000 ( تسعة آلاف ) فتوي في اليوم!!.
- ياتري بيظهر في مصر كل يوم تسعتلاف مشكلة دينية؟!!.
- باتري الدين فيه الكم ده من المساءل إللي مش مفهومة ومحتاجة فتوي .
- باتري لو دار الإفتاء أخدت أجازة 3 أيام مثلا فهل يقع المصريون المسلمون في حيص بيص ويلوصوا وحياتهم تتلخبط وما يبقوش عارفين الحلال من الحرام؟!.
المعروف إن القانون هو إللي بينظم حياة الناس من مختلف جوانبها ، ثم إن للقانون المصري مرجعية دينية ، أي أن القانون المصري يتضمن مش بس ما هو حلال أو حرام ، وإنما يتضمن نصوصا تعاقب حتي إللي يقول أفكار تخالف ما أجمع عليه العلماء، فياتري بأه القانون عاجز ، ولا الدين صعب أوي أوي بحيث إننا محتاجين لتسعتلاف فتوي كل يوم ، ولا إحنا كشعب لسه بنرضع محتاجين دايما للي يحط في بقنا البزازة ؟!.
مليون وثلاثمائة ألف فتوي السنة دي ، ومليون ومائة ألف السنة إللي فاتت ، ولا أعرف كم من الفتاوي سيتم إصدارها السنة إللي جاية ، لو عندي ولد ينتظر مني في كل لحظة أن أرشده عما يفعل علشان ما يقعش في الخطأ أعتقد أنه سيصبح بلا شخصية ، بلا عقل ، عاجز ، لا يمكنه أن يصنع لنفسه أو بنفسه شيئا.
أظن أن الخوف ، والتردد ، والخمول ، والإتكالية ، وانهيار مستوي الوعي العام ، والشلل الدماغي ، وفقدان البصيرة ، والتشوهات الأخلاقية والسلوكية ، وغير ذلك مما أصاب الشخصية المصرية ناتج عن تلك الطريقة التي تعتبر الإنسان المصري طفلا يحبو في حاجة دائمة للإرشاد والتوجيه.
لقد حلت الفتوي محل القانون وفقد الإنسان المصري بهذه الطريقة شخصيته وحريته وقدرته علي تغيير حياته أو تطويرها.
إن ما يثير الفزع هي نوعية كثير من الأسئلة التي يطرحها الناس علي المشايخ ، وصارت حتي التفاصيل شديدة الخصوصية يخشي بعض الناس من اتخاذ قرار بشأنها مخافة أن يكون معرضا لارتكاب خطيئة دينية ، أليس هذا عجزا وشللا ورعبا وضعفا وهوانا وذلا وضياعا وانهيارا بالغ الأثر علي كل أمل للرقي الإنساني وحتي علي أية برامج للتنمية في أي مجال من مجالات الحياة؟!.