خالد منتصر
يستحق فيلم «المكالمة» لقب أفضل فكرة مجنونة لفيلم إثارة ورعب فى 2020، the call فيلم كورى جنوبى يؤكد أن السينما الكورية ما زالت قادرة على إدهاش العالم وتقديم سينما مختلفة ومنافسة لسينما هوليوود، وابتكار أفكار بكر وطازجة لا تخطر على بال أى مشتغل بالفن السابع، المستوى التقنى لأفلام كوريا ليس مطروحاً للنقاش، جودة عالية فى كل العناصر الفنية من تصوير وإضاءة ومونتاج.. إلخ، لكن ما أبهرنى حقاً هو مستوى التمثيل الأكثر من رائع، فالبطلتان فى هذا الفيلم نموذجان ومثالان تطبيقيان لتأكيد فن التمثيل الأسطورى عند الكوريين، قالت إحدى مجلات السينما عن هذا الأداء ووصفته بـ«أداء يستحق المشاهدة: Jong-seo Jun رائعة مثل Young-sook، تأخذنا فى رحلة ملتوية تبدأ بتعاطف عميق مع وضعها المرعب وتنتهى ببغض ورعب خالصين. إنها مقنعة فى كل من لحظاتها الهادئة وانفجاراتها الأكثر جنوناً، وتخرج ببراعة كل الإثارة والقشعريرة التى يمكن أن تأملها مع فيلم من هذا النوع. يمكن بسهولة لعب دور مثل هذا بطريقة أكثر تميزاً ويفقد قوته، لكن Jong-seo Jun تعرف متى تبقيها محتواة، ومتى تسمح لها بالتمزق، وهى كذلك».
مكالمات بين فتاتين عاشتا فى المنزل نفسه، ولكن الفرق بينهما أن واحدة تتحدث من 2019 والأخرى تتحدث من 1999!!!، فكرة مجنونة لكن كيف غزلها السيناريو بشكل يحبس الأنفاس، هذا هو التحدى العبقرى، فتاة ٢٠١٩ Seo-yeon، التى تجسد دورها واحدة من أشهر الممثلات الكوريات وهى Park Shin-hye تتهم والدتها المصابة بالسرطان بأنها السبب فى موت والدها عندما تركت الغاز يشعل حريقاً يترك آثاره أيضاً على جسدها، تقرّر العودة إلى منزل طفولتها مع صاحب مزرعة الفراولة المجاورة لهذا المنزل، حيث تدور الأحداث التى تقلب حياتها رأساً على عقب، تتلقى مكالمة استغاثة من فتاة تطلب إنقاذها من زوجة أبيها التى تريد قتلها، لن أحرق لكم الأحداث، لكن سأقدم جوهر الفكرة المجنونة التى تخلق الإثارة وتبث الرعب طوال الفيلم، فتاة الماضى الـpsycho (ممثلة من أفضل من قدمن السيكو القاتل المتسلسل ببراعة)، تخيلوا أن تتحكم فتاة الماضى التى استأجرت عائلة فتاة الحاضر منزلهم وهى طفلة فى الأحداث وتنقذ والد البنت الذى مات، فتعود بنت الحاضر إلى حياتها السعيدة مع أسرتها وتهمل مكالماتها مع من أنقذتها، فتنقلب عليها بنت الماضى وتهدّدها، فتُقرر فتاة الحاضر إنقاذها من زوجة أبيها التى تعتنق مذهب الشامان الذى يؤمن بالأرواح الشريرة وطردها من خلال التعذيب، تبدأ فتاة الماضى السيكو فى دائرة القتل المتسلسل، بداية من زوجة أبيها، إلى صاحب المزرعة، إلى أم فتاة الحاضر، إلى محاولة قتل الفتاة نفسها وهى طفلة، كيف يتحكم المستقبل فى الماضى، وكيف يتحكم الماضى فى المستقبل؟، ما تبعات تغيير تلك السيناريوهات؟.. شاهد ولن أحرق لك التفاصيل لكن أعدك بفيلم ستحبس أنفاسك معه وتستمتع بشريط سينمائى مختلف وفن سابع مدهش وطازج وجميل.
نقلا عن المصرى اليوم