سليمان شفيق
لقى دونالد ترامب ضربة غير مسبوقة الجمعة من الكونغرس الذي صوت بغالبية كبيرة لصالح إبطال فيتو الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته على موازنة الدفاع. إذ بعد أن أقر مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون بداية الأسبوع إبطال الفيتو، وافق مجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية بأكثر من ثلثي أعضائه على الإبطال
وأقر مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون الجمعة بأكثر من ثلثي أعضائه الموازنة المذكورة البالغة 740 مليار دولار على الرغم من "اعتراضات الرئيس".
وكان مجلس النواب ذو الغالبية الديمقراطية قام بالخطوة نفسها الاثنين. وانضم معظم النواب الجمهوريين إلى زملائهم الديمقراطيين في تحد لترامب قبيل انتهاء ولايته بعدما تباهى طويلا بأنه يحظى بدعمهم.
وعلى مدى أربعة أعوام في البيت الأبيض، استخدم ترامب حقه في الفيتو تسع مرات ضد قوانين أقرها المجلسان. وهي المرة الأولى التي ينجح فيها الكونغرس بتأمين غالبية الثلثين الضرورية لتجاوز الفيتو.
ويأتي ذلك بعدما ازداد عدد النواب الجمهوريين الذين أقروا بهزيمته في انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية في حين يصر على رفض ذلك.
وكان ترامب قد ندد بداية الأسبوع بما اعتبره "قيادة جمهورية ضعيفة ومتعبة". لكن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل مضى في المواجهة داعيا أعضاء حزبه إلى التصويت على موازنة الدفاع للعام 2021. وقال الجمعة في مستهل المناقشات "المطلوب التأكيد أننا لا نزال في السباق في مواجهة منافسينا مثل روسيا والصين". وأضاف "إنها أيضا مناسبة لتذكير جنودنا وعائلاتهم بأنهم يحظون بدعمنا".
وبعد مفاوضات طويلة في شأنه، لحظ القانون خصوصا زيادة بنسبة ثلاثة في المئة لرواتب الطواقم الدفاعية.
وعلى جري العادة منذ أكثر من نصف قرن، أقر المشروع بداية ديسمبر بغالبيتين ساحقتين في مجلس النواب حيث الغالبية ديمقراطية، وفي مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون.
لكن ترامب أعلن في 23 ديسمبر أنه سيلجأ إلى الفيتو مثيرا الاستياء حتى داخل معسكره.
وإذ اعتبر أن المشروع يشكل "هدية إلى الصين وروسيا"، أخذ عليه أيضا أنه ينص على تغيير تسمية قواعد عسكرية تكرم جنرالات المعسكر الكونفدرالي الذي كان يدافع عن العبودية خلال الحرب الأهلية الأمريكية، فضلا عن أنه لا يشمل إلغاء قانون معروف باسم "المادة 230" يوفر حماية قانونية لشبكات التواصل الاجتماعي التي يتهمها الرئيس بارتكاب تجاوزات.
من جهة اخري وقع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مساء الأحد، خطة جديدة للكونغرس للإنعاش الاقتصادي والتحفيز، قيمتها 900 مليار دولار، أقرت لدعم الأسر والشركات المتضررة من تداعيات أزمة وباء كوفيد-19. كما وقع ترامب كذلك قانون تمويل الوكالات الفدرالية وهو ما سيمنع حصول إغلاق حكومي.
ترامب يوقع على خطة الإنعاش الاقتصادي تحت الضغط
وقبل توقيعه، قال ترامب الأحد متوجها إلى الأمريكيين إن هناك أخبارًا سارّة بخصوص مشروع قانون حزمة الإغاثة المتعلق بفيروس كورونا المستجد.
وكان ملايين الأمريكيين المتضررين من كورونا يواجهون خطر خسارة إعانات البطالة الأحد، بسبب رفض ترامب في وقت سابق توقيع حزمة التحفيز الاقتصادي الضخمة التي أقرها الكونغرس.
وهدد الأمر أيضا بإغلاق حكومي بحلول الثلاثاء لأن حزمة الإغاثة جزء من مشروع قانون أكبر للإنفاق، رغم أن النواب كان يمكن ان يوافقوا على تمديد موقت آخر للحفاظ على عمل الحكومة.
وانتهت صلاحية برنامجين فدراليين لإعانات البطالة تمت الموافقة عليهما في مارس كجزء من خطة إغاثة أولية لمواجهة فيروس كورينا منتصف ليل السبت، ما أدى إلى قطع المساعدات عن نحو 12 مليون أمريكي، وفقًا لمركز أبحاث مؤسسة القرن.
وحزمة الإغاثة البالغة 900 مليار دولار التي وافق عليها الكونغرس بأغلبية ساحقة الإثنين بعد شهور من المفاوضات ستمدد تلك الإعانات بالإضافة إلى مزايا أخرى من المقرر أن تنتهي صلاحيتها في الأيام المقبلة.
لكن في اليوم التالي للموافقة على مشروع القانون، كان ترامب قد أحبط كل الآمال التي أسفرت عنها جهود النواب التي تأخرت طويلا، واصفا مشروع القانون بأنه "وصمة عار" في مقطع فيديو نُشر على تويتر، وأشار في بادئ الأمر إلى أنه لن يوقعه.
وطالب برفع مبلغ الـ 600 دولار المنصوص عليه في مشروع القانون إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، وأشار إلى أن التشريع يتضمن الكثير من الإنفاق الزائد على البرامج غير المتصلة بالمسألة.
ومن منتجع مارالاغو في فلوريدا حيث قضى عطلة عيد الميلاد، كرر ترامب السبت مخاوفه في تغريدة على تويتر
في غضون ذلك، حذر الرئيس المنتخب جو بايدن الذي من المقرر أن يؤدي اليمين في 20 يناير، من "عواقب وخيمة" السبت إذا استمر ترامب في رفض التوقيع.
وحضّ بعض الجمهوريين ترامب على تغيير وجهة نظره، مشيرين إلى أن مشروع القانون جاء نتيجة تسوية مضنية.
وذكر السناتور الجمهوري بات تومي لقناة فوكس نيوز الأحد "أفهم أنه يريد أن يتذكره الناس بدعوته لإجراء عمليات فحص كبيرة لكن الخطر هو أنه سيظل في الذاكرة بسبب الفوضى والبؤس والسلوك غير المنتظم.
وكان يمكن للكونغرس من الناحية النظرية تجاوز فيتو ترامب
وسعى الديمقراطيون في الكونغرس الخميس للموافقة على إجراء لزيادة المدفوعات المباشرة تماشيا مع ما يريده ترامب، لكن الجمهوريين عرقلوا تمريره
واعتُبر ذلك إلى حد كبير خطوة مسرحية تهدف إلى كشف الخلاف بين الجمهوريين والرئيس المنتهية ولايته مع أمل ضئيل في تبني الإجراء.
وأفاد السناتور بيرني ساندرز في وقت سابق الأحد، قبل توقيع ترامب، أن "ما يفعله الرئيس الآن قاس بشكل لا يصدق.
وصرّح لشبكة "إيه بي سي" أنّ تصرف ترامب "يُفقد ملايين الأشخاص إعانات البطالة الموسعة".