كل سنة وكل مسيحى على أرض المحروسة طيب، عيد ميلاد سعيد مجيد.. «وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ». (لو 2: 14).

 
كل ميلاد وأنتم فى وطنكم سعداء هانئون ببركة العذراء مريم، وبنور المسيح عليه وعلى نبينا الحبيب السلام.
 
محبة خالصة من القلب، نحبكم فى الله، وأمرنا سبحانه بحبكم، «وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ» (المائدة 82).
 
كل ميلاد وأنتم فى أمن وأمان فى حضن مصر «متدفيبن»، ليس أدفأ من حضن وطن طيب مثل مصر، وناسه الطيبين، ليس هناك أطيب من المصريبن، دعكم من الإخوان والسلفيين، الذين سلخوا أنفسهم من حضن الوطن، ويكنون الكراهية لمن يحبون الوطن.. من لا يحيى علم الوطن ويقف زنهار ساعة النشيد، لا خلاق وطنى له ولا عهد ولا ميثاق.
 
كل عام والمحبة مفروشة يمرح فى بسطها المحبون، وتذكروا أن المحبين كثر، ونهر المحبة دافق يجرف «فقه الكراهية»، كتاب المحبة أبيض، كتاب الكراهية أسود، والأبيض ينسخ الأسود، يمحوه، النهر يغسل أدرانه، والشعب يلفظ المتنمرين دينياً.
 
جبلنا على المحبة، شعب لا يفرق العابد فيه بين مسجد وكنيسة، كلها بيوت الله «وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِى عَزِيزٌ» ( الحج / ٤٠ )
 
كل عام والمآذن والمنائر منيرة، متجاورة متحابة، كل عام والمواطنة متجذرة، شجرة طيبة تؤتى ثمرها، تشرب من نيل طاهر، كم جرفت مياه النهر من آثام، وروت نفوساً عطشى للحياة.
 
معلوم علم اليقين، المصريون فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (اتساقاً مع حديث الحبيب (صلى الله عليه وسلم) ).
 
 يقول الطيبون من إخوة الوطن فى المناسبات السعيدة «بحبك يا مسلم بحبك يا غالى.. بحبك يا مسلم بحبك يا صاحبى أصلك هو أصلى»، وبالمثل نقول وفى المناسبات السعيدة «بحبك يا مسيحى بحبك يا غالى.. بحبك يا مسيحى بحبك يا صاحبى أصلك هو أصلى». رسالة من القلب إلى القلب، رسالة بعلم الوصول، رسالة محبة إلى إخوتنا، تصل على عنوانهم الأثير مصر، يذكرونها فى صلواتهم مباركة، «مبارك شعبى مصر».
 
بحبك يا مسيحى بحبك ياغالى، المحبة شعور يلمس شغاف القلب، القصة ليست تبويس اللحى واللى فى القلب فى القلب، ولكنها نفوس خيرة تسعى بين الناس بالمحبة، وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة.
 
على بساطتها وعفويتها التهنئة مستوجبة فى هذه الأيام الصعبة، المصريون إذا امتحنوا وطنيا عادة ما يبدعون إبداعًا راقيًا، ويرسمون لوحات ملونة بحبر القلب، يضربون أروع الأمثلة فى المحبة، ولا يمررون المناسبات الطيبة دون لمحات طيبة، طوبى للساعين إلى الخير.
 
ما يجرى على ألسنة نفر من المرجفين من بغضاء لا يمت بصلة لشجرة المحبة الوارفة الظلال تظلل الوطن، إشاعة المحبة يحاصر البغضاء، ما يرومه هؤلاء مخطط وممنهج لإشعال فتنة، أيادٍ آثمة تعبث.. جدار !
 
مسيحيو مصر طيبون يعلمون أن لهم فى القلب مكانًا طيبًا بطيب صنيعهم، هذا الذى يجرى كل عيد مكروه كراهية التحريم إسلاميًا، ما يستوجب فيضًا من رسائل المحبة، الحاجة ماسة إلى منهج مصرى متكامل فى السماحة والتعايش بين الأديان.
 
رسائل المحبة المسيحية يحض عليها السيد المسيح عليه السلام، فالمسيحيون حريصون دوماً على إيصال رسائل المحبة، وتستقبلها القلوب المسلمة بالترحاب، لنا فيهم ذمة ورحم كما قال خير الأنام عليه الصلاة والسلام.
 
 المصريون الصالحون مصرون على استزراع التربة الوطنية وتلقيحها فى ربيع الوطن تنبت زهوراً تعبق الأجواء، وتعبّد طريقاً نحو العيش الكريم بين أحباء الوطن.
 
سيقول السفهاء من الناس إنكم تتجملون وتوالسون، دعهم فى غيهم وغلهم يعمهون، قلوبهم قاسية ونفوسهم مظلمة، الطيبون دومًا حاضرون، ويستلزم تكثيف الحضور والظهور الطيب فى ربوع الوطن، فلنزرع الأرض بالمحبة.. الله محبة.
نقلا عن الوفد