CET 00:00:00 - 18/08/2009

كلاشينكوف

بقلم: فيولا فهمي
يتشابه عالم السياسة إلى حد كبير بعالم الأزياء من حيث انتشار التقاليع واتباع أحدث الموضات العالمية، فلقد انتشرت في الدول الغربية ما يسمى بـ"حملات طرق الأبواب" وكان يقوم بها النواب البرلمانيين وعمداء الولايات والمرشحين وغيرهم، وكانت عبارة عن زيارات ميدانية لكافة الفئات والقطاعات ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والأحزاب لمد جسور التواصل وتعميق الحوار بين جميع الأطراف وبحث سبل التعاون المشترك وغيرها من الأهداف السياسية.
ومؤخرًا انتشرت في مجتمعنا موضة "طرق الأبواب"، فما لبث المعارض السياسي أيمن نور ان يخرج من السجن بإفراج صحي حتى بدأ حملة طرق الأبواب في المحافظات في محاولة لإستعادة شعبيته التي انخفضت بعد خبر انفصاله عن زوجته الإعلامية جميلة اسماعيل وإطلاقه لبعض الادعاءات المشكوك في صحتها، إضافة إلى انطفاء توهجه السياسي على الصعيدين المحلي والدولي، وبالرغم من تلك الحملة الدؤوبة إلا أن شعبية حزب الغد في انخفاض مستمر واستقالات الأعضاء في زيادة مستمرة!!
أما النائب التجمعى المشاغب أبو العز الحريري فكان أحدث من أعلنوا اتباعهم لموضة "طرق الأبواب" بعد أن أصدر الحزب قرار بتجميد عضويته لعدة اشهر، فلقد أكد أن اللجوء إلى الجماهير أصبح الملاذ الوحيد بعد أن ضاق صدر قيادات الحزب من النقد!
ولكن الغريب في الأمر أن الذين يلجأون لانتهاج هذه السياسة هم من أصحاب المشكلات إما مَن يواجهوا خطر الموت السياسي أو خطر التهميش الحزبي ولا ثالث لهما، فالأمر إذًا لا يتجاوز حدود البحث عن الذات وليس البحث عن مشاكل المواطنين وكيفية التواصل معهم، وإلا لماذا لم يقوموا بتلك الحملات منذ بداية عملهم السياسي؟! ولماذا لم تكن أولوية المواطنين على حساباتهم قبل اندلاع الأزمات السياسية والحزبية؟ الإجابة على تلك التساؤلات ربما تفسر عدم قيام مؤسسات بتلك الحملات بل أن معظم المقبلين عليها من الأفراد فيلجأوا إلى طرق الأبواب بعد أن يتركهم الأحباب ويهجرهم الأصحاب، فلم نسمع يومًا أن أحد الأحزاب السياسية عقد العزم على طرق الأبواب أو حتى الشبابيك!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق