عرض/ سامية عياد
اللسان رغم ضألته لكن أثره عظيم جدا ، ربما يشعل الصراعات ويقسم البلاد ، أثره يبقى محفورا فى الذاكرة وكلماته تبقى حية فقد تحيى شخص أو تقتله ، قد تشجع شخص أو تهدمه ..
هكذا حدثنا نيافة الأنبا بيتر أسقف نورث وساوث والنائب البابوى لولاية فيرجينيا فى مقاله "القدم واللسان .. وأثرهما فى حياة الإنسان" موضحا أن أحد أعضاء الإنسان وهو الأصغر حجما لكنه الأكثر أثرا ، قد يكون سبب خلاص الإنسان أو هلاكه وهنا عبر القديس يعقوب عنه قائلا : "هكذا اللسان أيضا هو عضو صغير ويفتخر متعظما .. الذى يدنس الجسم كله ويضرم دائرة الكون.." ، الكلمة التى يتفوه بها اللسان قد تكون سببا فى دمار أشخاص وبالتالى دمار لمن حولهم ، هتلر قرر أن يدمر العالم بمجرد عبارة ساخرة قيلت له من أستاذه وهو طفل صغير حينما عرض عليه هتلر لوحة قد رسمها ، فالكلمة لها قيمة كبيرة وتأثيرها عظيم جدا.
علينا بالحكمة فيما نقول نعرف ماذا نقول ومتى نقول وتأثير ما نقوله على الغير فربما كلمة تكون كالسهم فى قلب من نحب دون أن ندرى ، وهنا نتذكر العبارة الشهيرة للقديس أرسانيوس: "كثيرا ما تكلمت وندمت ، أما عن السكوت فلم أندم قط" وقول القديس موسى القوى :"أبغض كلام العالم لكى تبصر الله" ، لذا فالصمت نعمة كبيرة يجب اقتنائه فهو يعلم الشخص الهدوء والرزانة ويساعده على التركيز فى الله ، علينا أن نعرف قيمة الكلمة وتأثيرها وحجم فائدتها أوتدميرها ، فاللسان مثل القدم الذى يترك أثرا على الأرض لملايين السنين ، فاللسان يترك أثرا فى القلب لسنين حتى وإن نسيناها .
اجعل كلامك سبب بركة وتشجيع وأمل لمن حولك ، تحلى بالحكمة فيما تقول ومتى تقول ، متى تصمت ، اعلم جيدا أن بكلامك تتبرر وبكلامك تدان ، اعلم أن اللسان كالقدم يترك أثرا فى قلب من حولك مهما مرت السنين ..