كتبت - أماني موسى
يحتفل الأقباط بقرب عيد الميلاد المجيد، والذي يأتي هذا العام تزامنًا مع جائحة كورونا، ما يجعل مظاهر الاحتفال قاصرة على أعداد محدودة بإجراءات وقائية... وأعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداول إحدى عظات مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن عيد الميلاد، تحت عنوان "بركات الميلاد" في يناير 1999.
قال البابا الراحل، أن الغرض الأول من مجيء السيد المسيح إلى الأرض هو الفداء والخلاص وقد تم هذا على الصليب، لكن خلال حياته بالجسد على الأرض قام بأعمال كثيرة لفائدة الناس ولفائدة البشرية، فحين أتخذ جسد بشري بارك هذا الجسد، وحين اتخذ روحًا بشرية بارك هذه الروح وحين اتخذ طبيعة بشرية بارك هذه الطبيعة، فالبشرية أخطأت في حق الله ويقول الكتاب المقدس "الجميع زاغوا وفسدوا .. ليس من يعمل صلاحًا" وجاء السيد المسيح ليقدم الصورة المثلى للبشرية، أعطانا المثال والقدوة، ليشجعنا أن نكون هكذا.
وتابع، السيد المسيح أعطانا مثالاً أن الحياة التي لا تخطئ ممكنة عمليًا، فكان بناسوت كامل بلا خطية وأعطانا القوة والغلبة في غلبة الشياطين، وهو في طبيعته البشرية هزم الشيطان، ومن خلال استطاعت البشرية أن تهزم الشيطان في شخص يسوع المسيح، كما أنه أعطانا القوة فأصبحت الطبيعة البشرية رغم ميلها إلى للشر، طبيعة جديدة يمكن أن تميل إلى الخير ويمكن أن تنتصر على الشر، إذ أنه أعطانا قوة قائلاً: "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم"، وأيضًا يقول القديس بولس الرسول "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني"، وعليه أصبحت الطبيعة البشرية قادرة على الانتصار وكما قال يسوع "كل شيء مستطاع للمؤمن".
مشددًا، لا تقول أنا ضعيف ونفسي شريرة، لكن قل أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني وأن كل شيء مستطاع للمؤمن، وحين قال المسيح ثقوا أنا قد غلبت العالم فهو يعنينا نحن أيضًا كبشر أنه بإمكاننا فعل ذلك أيضًا، فهو منحنا القوة وروح الغلبة، وجدد طبيعتنا الأشياء القديمة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدًا.
وأوضح البابا شنودة أن الطبيعة القديمة تنتهي بالمعمودية، ويولد إنسان جديد بطبيعة جديدة لها قوة، وفي سر الميرون يسكن فينا الروح القدس، وكما يقول الكتاب المقدس "ألستم تعلمون أنكم هياكل الله وروح الله ساكن فيكم"، فبمجيء المسيح أصبحنا في نعمة وطبيعة جديدة يمكنها أن تغلب الشر والشرير.
وأضاف، المسيح قدس الطبيعة البشرية حتى الموت الذي أصبح طريق إلى الحياة الأفضل، وأصبح الموت مجرد جسر بشري ينقلنا من الحياة الفانية إلى الحياة الباقية وأصبح مجرد انتقال وليس نهاية، حتى الألم قدسه السيد المسيح بآلامه، فالألم فيه بركة وغسل للنفس.