كتب – روماني صبري
فضحت سيدة تركية نظام رجب طيب اردوغان، بقولها "ان العدالة ماتت في دولتها"، وإنها لا تريد أن تصدق أن العدالة انتهت في وطنها، لافتة :" لا أريد أن اقبل بدولة تبكي الأمهات، لأنني ابكي منذ سنوات، وأحارب مع نفسي قائلة : لا ان الناس لدينا لا يجب ان يجعلوا الأمهات تبكي، أقول لن تجعلنا نبكي، ولكننا في الحقيقة نبكي، نعم ابكي منذ سنوات، وأمي تبكي لسنوات عدة، كذلك أبي يبكي منذ سنوات، ولكن لا احد يلتفت إلينا، وقطعا إذا لم أتحلى بالإيمان، ربما يردوننا أن نموت، إذا لم أكن مؤمنة، اقسم إنني كنت سأفكر في قتل نفسي 40 مرة.
وأضافت السيدة في تصريحات أوردتها قناة "تركيا الآن"، جراء تردي الأوضاع الاقتصادية ببلادها، أنني أريد العيش ولو بقدر ذرة، ولكني سأعيش بإذن الله لأجل طفلي ولأجل زوجي."
وبدلا من أن يتدخل حزب العدالة والتنمية الحاكم لانتشال فقراء البلاد من هذه الأوضاع المعيشية الصعبة، راح يهدد طلاب جامعة بوغازيجي (البوسفور) الذين خرجوا في مظاهرات احتجاجا على تعيين رئيس الجامعة بأمر مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
داهمت الشرطة التركية، بعض منازل الطلاب، لاعتقال 28 طالبا، بزعم مقاومتهم خلال فض التظاهرات، وفي رد فعل من الحزب هدد عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، شامل طيار، طلاب جامعة بوغازيجي بصور لمعتقلين، ليلة محاولة انقلاب 15 يوليو، الذين اجبروا على افتراش الأرض."
وكتب طيار عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، من يحتجون على تعيين رئيس الجامعة، يحاولون تعكير صفوف البلاد، هؤلاء عليهم جميعا أن يعلموا أن مصيرهم سيكون أسوأ من مصير من كانوا في ليلة 15 يوليو."
وخارج تركيا، استبد الغضب بمرتزقة أردوغان في ليبيا ، وتظاهر عشرات المرتزقة السوريين، الموالين للرئيس التركي ولأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، داخل كلية الشرطة في العاصمة الليبية طرابلس، احتجاجا على تأخر رواتبهم، والتي بلغت 10 ألاف دولار أمريكي للمرتزق الواحد، ويوظف تميم وأردوغان هؤلاء لنشر الفوضى والإرهاب هناك.
ويلاحق أردوغان معارضيه داخليا وخارجيا، فمحليا تمتلئ سجون تركيا بمعارضي الرئيس أردوغان، وأوروبيا يلاحق أردوغان معارضيه عن طريق أجهزته الاستخباراتية، وفي تطور جديد ذهبت أيادي أردوغان لتنال من المعارضين في أقاصي أفريقيا.
حيث كشف موقع "نورديك مونيتور" السويدي، مؤخرا أن سفارة أنقرة في موزمبيق تتجسس على معارضي أردوغان هناك، بما يخالف كل الاتفاقيات الدولية، الموقع حصل على برقية دبلوماسية سرية من السفارة التركية في عاصمة موزمبيق تحمل تاريخ 16 سبتمبر 2016، البرقية مرسلة إلى مقر الخارجية التركية في أنقرة، وتتضمن أسماء 32 تركيا ومدرسة دولية، إضافة إلى شركات دشنها أتراك هناك.
وبحسب تقرير مصور لقناة "مداد نيوز السعودية"، عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، السفارة التركية اتهمت الأسماء الواردة في البرقية بالانتماء إلى جماعة جولن، التي تعتبرها حكومة أردوغان جماعة إرهابية وتتهمها بتدبير انقلاب 2016، الموقع أشار إلى أن الخطوة كانت تهدف لإلغاء جوازات سفر المعارضين، وحصر حركتهم في تلك الدول تمهيدا لترحيلهم واعتقالهم.
وتصر تركيا على بعثرة جهود الحل في ليبيا ، وتواصل طائرات أردوغان إغراق ليبيا بالمرتزقة والأسلحة، في تحد واضح للحظر الدولي بما يوسع دائرة الفوضى، فالطائرات التركية تقطع الأجواء ذهابا وإيابا لإمداد مليشيات طرابلس بالسلاح والذخيرة والمرتزقة، تحركات تركيا تجهض جميع الآمال بالتوصل لحل سلمي.
يوم الجمعة 25 ديسمبر من العام الماضي، رصدت مواقع حركة الطيران هبوط طائرتي شحن عسكريتين تركيتين في قاعدة الوطية، الأولى من طراز ايرباص A400M بترميز 220، والثانية من ذات الطراز ايرباص A400M ترميز 221، والثلاثاء 29 ديسمبر هبطت طائرتان جديدتان بنفس القاعدة، بعد أيام من زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لطرابلس، تلك الرحلات تكشف عدم احترام تركيا للمواثيق الدولية وانتهاكها قرار حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011، وقدمت أنقرة دعما كبيرا لحكومة الوفاق غير الشرعية بالعتاد والمرتزقة لمواجهة الجيش الوطني الليبي، ونقلت حتى الآن أكثر من 20 ألف مرتزق سوري إلى ليبيا، إضافة إلى نحو 10 آلاف متطرف من جنسيات أخرى.