استطاعت قطعة بلاستيكية تحمل بعض الحروف والأرقام واسم البنك المصدر لها أن تحدث تحولا كبيرا في عالم المال وتجعل التعاملات بين الأفراد وبعضها أو بين الأفراد والمؤسسات أسهل بكثير، وهذه القطعة هي "البطاقة الائتمانية" التي ظهرت منذ زمن بعيد وأخذت في التطور حتى وصلت إلى شكلها الحالي الذي نعرفه.
وقد وصلت البطاقة الائتمانية إلى كل تلك المميزات التي تأمنها لحاملها والتي من أهمها عدم احتياج من يحملها إلى حمل الأموال مع سهولة إجراء جميع تعاملاته المالية، وبذلك ضمنت له البطاقة الائتمانية حماية امواله من السرقة والضياع.
ظهور البطاقة الائتمانية كان نتيجة لبعض الأفكار التي أدت إلى الوصول إليها.. ويقدم إليكم "صدى البلد" بعض تلك الأفكار.
ذكر شمس الأئمة السرخسي في أحد أبواب كتابة " المبسوط" الفكرة الأساسية لبطاقة الائتمان، وكانت تلك أحد المحاولات.
كما فكر "فرانك إكس ماكنمارا" رئيس شركة "Hamilton Credit Corporatio” في طريقة تجعل الناس تتخلى عن حمل الأموال معها في كل مكان، بعد تعرضه لموقف محرج عند خروجه للعشاء في أحد المطاعم واكتشف أن محفظته ليست بحوزته وذلك عام 1950، وفي نفس العام أنشأ شركة Diners Club؛ لتكون أول شركة تصدر أول بطاقة ائتمانية في العالم، وفي العام الذي يليه ذهب " ماكنمارا" إلى نفس المطعم ودفع ثمن العشاء باستخدام بطاقة ائتمانية مصنوعة من الورق المقوى، عليها توقيعه، وعرف هذا الحدث باسم "العشاء الأول".
وفي نهاية عام 1950 بلغ عدد عملاء الشركة حوالي 20 ألف عميل، وقد أصدرت Diners Club، أول بطاقة ائتمانية بلاستيكية عام 1961، وفي منتصف الستينيات بلغ عدد حاملي بطاقة هذه الشركة حوالي 1.3 مليون عميل.
كما أصدرت بعض الشركات الأمريكية هذه البطاقات لتسهيل عملية الدفع عام 1920 ، حتى تطورت لتصل لشكلها الحالى.