الأقباط متحدون | بسم الله الرحمن الرحيم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:١٩ | الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٢ | ٣ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨١٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

بسم الله الرحمن الرحيم

الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم- القس أيمن لويس                   
   نبداء هذا المقال عن موضوع البسملة ، حيث سألنى آحد الطلبة المتقدمين لأمتحان الثانوية العامة . هل يجوز لى أن أكتب على رأس ورقة الاجابة البسملة ؟ . ولم تكن هى المرة الآولى التى يُطرح فيها علىَ هذا السؤال ، كما أنه أى السؤال ، ليس لطلاب الثانوى فقط بل فى كل مراحل التعليم حتى الجامعى ، بل هكذا ينبغى أن يكون الحال عند تقديم أى طلب رسمى أو غير رسمى .

   وأنا أقدر حجم هذه المشكلة لطلابنا المسيحيين ، فأننا نعيش فى مجتمع مريض بالطائفية ، بل هى جزء من تكوينه العقائدى ، وهذا الموضوع الذى شغل الطالب المسيحى وصار يمثل له مشكلة روحية ونفسية تضاعف من أعبائه بجانب الحمل التعليمى ، كان يمثل لى أنا أيضاً مشكلة فى مرحلة من مراحل حياتى ، وحيث أصبحت راعياً لكنيسة ، أجد أنه من واجبنا نحن أصحاب المسؤلية فى التعليم الروحى لا يجب أن نستهين بالمشكلة أو نتجاهلها أو نسطحها بغرض الهروب من مواجهتها . بل علينا التصدى لها بالدراسة والتحليل .

    وهنا يكون السؤال ، لماذا طرح الطالب هذا السؤال ؟  طبعا الاجابة معروفة ، فهو يخشى ان يستشعر المُصحح او يعرفَ ان صاحب ورقة الاجابة هذه ليس مسلماً لأنه لم يكتب البسملة على رأس الورقة ، فلا يتعاطف معه فى أحسن الفروض، وفى اسوء الاحوال يتم ترصده والتشدد ضده بما يتجاوز العدل والحق ، وربما يقول قائل : إن الامر لم يصل الى هذا الحد، وإن هذا الكلام نتيجة لما يشعر به المسيحيون من عقدة الاضطهاد ، و مثل هذا الحديث يعمق الطائفية ، وهو من قبيل المبالغة ...... الخ ، وهذا ما يجعل المشكلة تستفحل ، لانه عن قصد يريد معظم مجتمع الاغلبية انكار حقيقة الممارسات الطائفية  ضد المسحيين وغيرهم من غير المسلمين ، فمجتمع الاغلبية المسلمة  فى تكوينه طائفى عدا قلة قليلة من النخبة من المفكرين والمثقفين . اليس من المعترف به ان هناك ممارسات طائفية فى تعيين المسحيين فى العديد من الوظائف ، كما يتم تجاوز قبول المتفوقين منهم فى السلك الجامعى ؟ فالماذا لايكون هناك بعد طائفى فى تصحيح اوراق الاجابة فى الامتحان ؟!! فإن كان قد تم الفرز الطائفى فى أرقى أماكن الوعى الثقافى وهم أساتذة الجامعات ، فكم يكون مقدار هذا الفرز فى المستوايات الاقل ثقافة وعلماً ووعياً .

    إن مشكلة المسيحى أنه يعيش حالة من الصراع الداخلى ، تكمن فى أنه يستشعر ، أذا كتب البسملة أنما هو أنكار وتنكر لهويته المسيحية وبالتالى تبعيته للمسيح ، وما يعمق هذا الفكر بداخلة ما يحفظه من أقوال المسيح الواردة بالانجيل مثل " كل من أعترف بى قدام الناس ، يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله . ومن أنكرنى قدام الناس ، ينكر قدام ملائكة الله "( لو8:12-9 ) . كما يشعر أن قطاع الأغلبية يغالى ويبالغ فى أظهار الهوية الاسلامية ، ويحدث هذا فى الغالب ليس بقصد التقوى والانتماء والولاء لله بقدر ما هو نوع من الافتخار الظاهرى والتدين الشكلى أو النرجسية الدينية وبغرض طمس أى هوية غير الاسلامية . أنه ضجيج وعجيج ، شكل دون مضمون ، ومظهر دون جوهر . وهنا يجد المسيحى نفسه فى حيرة ؟ فأذا كان هذا ، فى صخب يظهر أفتخاره بهويته الدينية ؟، لماذا أتخاذل أنا المسيحى وأفتر فى أظهار أنتمائى وهويتى الدينية ؟ فيشعر فى هذه الحالة أنه ملزم بأظهار أيمانه وعقيدته ، هذا أذا كان من فئة الغيورين من جهة الدين . ولكن ليس جميع المسيحيين هكذا ، فهناك من يرى من المسيحيين أن ذكر البسملة لا يضير فى شىء ، وقليل من البرجماتية قد ينفع مع أصحاب النفوس المريضة ، وأخر يفضل عدم ذكر أى شىء فى الاوراق  ، وثالث يصر على أظهار هويته المسيحية ويرى أنها جديرة بالافتخار فيستفتح مُكاتباته بالتسميه ( بسم الاب والابن والروح القدس ) أى كان الثمن !! .. رغم أنه يعلم أن هذه البسملة تعتبر نشاذ فى اللحن المتداول ، بل وأستفزاز لكثيرين يستغفرون الله عند قرائتها أو سماعها !!! .

    ومن الجدير بالذكر إن البسملة مختلف عليها بين كثير من علماء الاسلام ، من حيث هى من أصل القرآن أى الوحى أم لا ؟!!! . وبالرجوع لموقع الشيخ عثمان الخميس يتأكد لنا ذلك وهذا على سبيل المثال وليس الحصر ، كما أن الحلقة رقم 245من برنامج سؤال جرىء الذى يقدمة الاخ رشيد على قناة الحياة المسيحية يشرح بأستفاضه هذا الموضوع ، ويشتدد الجدل بين العلماء حول . هل وجود البسملة فى أفتتاحية السور على سبيل أنها أية من أيات القرآن أم فقط يتم أضافتها للتبرك أو للفصل بين السور ، غير أنه ذكرت فى سورة الفاتحة فقط مرقمه ضمن أيات السورة على خلاف المتبع فى باقى السور ؟!! .

   إن النطق بالبسمله "بسم الله الرحمن الرحيم" أو كتابته ليس فيه مشكله على الاطلاق ، بل العكس هو الصحيح ، فالبسملة على هذا النحو هى من صميم الفكر اللاهوتى المسيحى ، وأتذكر وأنا ادرس فى كليه اللاهوت الانجيلية أننى وجدت كتاب مقدس فى اللغة العربية يرجع للقرن الثامن عشر كان أفتتاحيته البسملة المذكورة ، بل قرأت فى بعض المراجع القديمة منذ فترة ليست قصيرة عن شرح للبسملة من وجهة نظر مسيحية أنها كانت متداولة بين المسيحيين وتقال كجملة لشرح التسمية (بسم الاب والابن والروح القدس) . فهى فى مضمونها بحسب ما قرأت أن بسم الله المقصود بها الله الاب الرحمن فى صفته وطبيعته ، الرحيم بما صنعه وعمله بالتجسد فى يسوع المسيح المخلص لفداء البشرية الساقطة ، وهذا هو أعلى درجات بلوغ الرحمة .

    إذاً فاليس المشكلة فى البسملة وغيرها من كلمات مشابهه مثل السلام عليكم ، أنما فى الاتجاه العام والثقافة السائدة التى يتم تأصيلها فى المجتمع لتكريس الطائفية والعنصرية والتمييز ضد الاخر ، وللاسف إن هذا الامر وإن بداء تجاه المسيحيين وغيرهم من غير المسلمين ، الا أنه يستشرى مثل النار فى الهشيم حتى أمتد ليشمل التقسيم بين المسلم والمسلم ( صوفى ،أخوانى ، سنى ، شيعى ، قرآنى ..الخ) . أنه وباء اخطر من الطاعون والكوليرا ، وأشد فتك ، قادر على خراب أى وطن وطمس حضارتة وتبديد طاقاتة .

    ولكن تبقى للمسيحى المشكلة والازمة ، وأستمرار الالم الداخلى وأحساس المهانة والاذدراء ، كنت أعتقد وأنا فى ميدان التحرير أيام بداية الثور ، أنه أخيراَ قد جاء الوقت الذى بداء يدرك فية الاخوة المسلمون هذه المشاعر ومضارها على نسيج المجتمع ، والان أستعجب أن هناك بعض من المسلمين يتلذذون عندما يروا أن الاخر يتأذى بل يشعرون بنشوة الانتصار ؟!! . لصالح الاسلام أقول : أنتم معشر الاغلبية مطالبون بحسن معاملة الاخر . اليس الدين المعاملة ؟ !! . وفى الانجيل أية تقول "فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم أفعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم ، لأن هذا هو الناموس والأنبياء"(مت12:7) ، "لكى يروا أعمالكم الحسنة ، ويمجدوا أباكم الذى فى السماوات"(مت16:5) .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :