الأقباط متحدون | هل كانت شجرة معرفة الخير والشر في حواء؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٥١ | الاربعاء ١٩ اغسطس ٢٠٠٩ | ١٣ مسرى ١٧٢٥ ش | العدد ١٧٥٧ السنة الرابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل كانت شجرة معرفة الخير والشر في حواء؟!

الاربعاء ١٩ اغسطس ٢٠٠٩ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: عصام نسيم
مازلت قصة سقوط ادم وحواء في الخطيه واكلهم الثمره المحرمه من شجرة معرفة الخير والشر تثير الكثيرين من الباحثين والدارسين للكتاب المقدس بل وكثيرين جدا اختلفوا في  هذه القصة وراحوا يتأملون  باراء مختلفه حتي وصل الامر بكثيرين ان انكروا واقعية القصه وقالوا انها كانت قصه رمزيه فقط ولم تحدث علي ارض الواقع .
وهكذا وجدنا من تطرف بفكره وبعد كل البعد عن ما يقوله الكتاب المقدس وما تعلمه لنا الكنيسه والتي تسلمته من الاباء .

وقد قرءت مؤخرا مقالا لاحد الكتاب المسيحيين  , وقد تناول هذه القصه في مقاله ثم طرح فكر خاص به رغم انه لم يكن الاول الذي يقوله كما سنوضح وهو ان سقوط ادم كانت في خطية الشهوه وبالتحديد شهوة الجسد , اي انه اشتهى حواء .
وقد قال الكاتب (عندما أحضر الله حواء إلى آدم كان كلاهما عريانين وهما لا يخجلان لأنهما لا يدركان. نفهم من ذلك أن الشيطان الذى كان  أوقع حواء فى خطية  الشهوة بأن أظهر مفاتن جسدها ولتغـُرى آدم بأن يشتهيها  , وهذه الشهوة هي التى كان الله يقصد بها [  ثمر الشجرة التى فى وسط الجنة لا تأكلا منه ولا تمساه ... فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وشهية للنظر .. وأعطت أيضا رجلها معها فأكل ] تكوين 3 : 3 - 6 هذه الشجرة التى كان يقصدها الله ما هي إلاّ شهوة الجسد وهذا واضح في الكلمات التي جاءت في الآية السابقة والمملوءة إيحاءات جسدية مثل بهجة للعيون وشهية للنظر . فقد نجح الشيطان فى إظهار مفاتن جسديهما مما أثار حسهما الجنسي . والدليل على ذلك بعد شعورهما بالشهوة الحسية والتي هي تُعتبر كسر لوصية الله إنفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان  فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر. والدليل على أن هذه الشجرة هي شجرة شهوة الجسد وربما شهوة العيون أيضا أن الله عاقب المرأة بقوله تكثيراً أكثر أتعاب حبلك. بالوجع تلدين أولاداً وإلي رجلك يكون إشتياقك وهويسود عليك .).....

وفي الحقيقه ربما توجد بعض الاسباب والتي ذكرها الكاتب واخرون جعلت البعض يذهب الي هذا التفسير وهو ان خطية ادم كانت خطيه جسديه .
وكان اول من نادى بهذا التفسير هو العلامه اريجانوس وقد قال ان ادم وحواء كانوا في الفردوس الذي كان في السماء الثالثه وعندما سقط ادم في هذه الخطيه نزل الي الارض كعقاب له نتيجة سقوطه في خطية الشهوه الجسديه هذه .
بل اننا نجد في العصر الحديث ايضا ان هناك اسقف متنيح له العديد من الكتب والدراسات الاهوتيه تبني هذا الفكر وراح يدافع عنه ويحاول ان يثبته بكثير من الادله .
ولكن بعيدا عن الشطحات الفكريه وبعيدا عن الانحراف في اي تفسير يبعدنا عن روح الكتاب المقدس والتعاليم المستقيمه للكنيسه المقدسه نناقش في ضوء الكتاب المقدس هذه القصه وهذا الامر لنكتشف ,
هل كان خطية ادم هي شهوة جسديه ام لا ؟
وبالطبع مرجعنا هو الكتاب المقدس والذي ذكر لنا القصه بكل تفاصيلها لنجد ما ذكره عن هذه الشجره وكيفية السقوط بسبب الاكل منها فنجد في سفر التكوين في الاصحاح الثاني حيث نتتبع قصة الخلق من بدايته فنجد الكتاب يقول  :
(وجبل الرب الاله آدم ترابا من الارض.ونفخ في انفه نسمة حياة.فصار آدم نفسا حيّة. وغرس الرب الاله جنّة في عدن شرقا.ووضع هناك آدم الذي جبله. وأنبت الرب الاله من الارض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل.وشجرة الحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر) تك 8,9:2
وهنا يوضح لنا الوحي الالهي الحقيقة  التي تنفي وتهدم اي رائ يقول بان سقوط ادم كانت في شهوة الجسد وان شجرة معرفة الخير والشر هي كانت الاعضاء التناسليه لحواء وان الجنه المقصوده هي جسدها ( كما قال العلامه اوريجانوس واخرون ) .

فهل ما ذكره الكتاب المقدس لنا في قصة الخلق تتوافق مع هذه الاراء ام لا ؟!
بالطبع يخبرنا الوحي كما جاء في سفر التكوين ان الرب جبل ادم فصار نفسا حية , ثم غرس الرب الاله جنة في شرق عدن ( وهذا يتنافي مع من ينادون برمزية القصه وانها غير واقعيه ) ثم بعد ان انبت الرب الاله من الارض كل شجر الجنه يخبرنا ايضا انه غرس شجرة الحياة في وسط الجنه وشجرة معرفة الخير والشر .
اذن نعرف من كلمات الوحي الالهي ان الله انبت  شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر مع باقي شجر الجنه وقبل ان يخلق حواء من جنب ادم  فهنا يتضح لنا ان شجرة معرفة الخير والشر كانت موجوده  قبل خلقة حواء لذلك اعطى الله ادم الوصيه بعدم الاكل منها وحده وقبل ان يخلق حواء كما يخبرنا الوحي الالهي في الاصحاح الثاني :
(واخذ الرب الاله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها. واوصى الرب الاله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل اكلا. واما شجرة معرفة الخير   والشر فلا تأكل منها.لانك يوم تأكل منها موتا تموت. وقال الرب الاله ليس جيدا ان يكون آدم وحده.فاصنع له معينا نظيره.)) تك 18,16:2
وهكذا يتضح لنا ان الوصيه كانت قبل خلقة حواء ايضا فكما يخبرنا الوحي ان ادم لم يجد نظيرا له في كل المخلوقات التي خلقها الله , ثم اوقع الله ثبات علي ادم وخلق حواء من جنبه كما جاء في الايات 21,22 من نفس الاصحاح :

(فاوقع الرب الاله سباتا على آدم فنام.فأخذ واحدة من اضلاعه وملأ مكانها لحما. وبنى   الرب الاله الضلع التي اخذها   من آدم امرأة واحضرها الى آدم.)
فهل  يتوافق  ما اخبرنا به الوحي الالهي بالرائ القائل بان الخطيه كانت شهوة جسديه وان الشجره هي اعضاء حواء ؟ بالطبع لا
فالوصيه كما اتضح تسبق خلق حواء نفسها فكيف يعطي الله ادم وصيه عن شئ لم يخلقه ؟! فقد كان ادم سيسئل  الله قائلا اي شجره التي تقصدها يا الله والتي منعتني من الاكل منها ؟!
ايضا كيف كان سيعرف ادم ان الشجره المقصوده هي حواء او اعضائها قبل ان توجد حواء اصلا ؟!.
 كذلك توضح لنا ايات الكتاب المقدس ان الشجره كانت موجوده فعلا في الجنه وغرسها الله مع باقي شجر الجنه وبالتأكيد كان ادم يعرفها جيدا اذ ان الله قد عرفه اياها حتي يمتنع عن الاكل منها .

اما الامر الاخر في ان هذا الرائ  والذي لا  يتوافق مع الحق الالهي هي قصة السقوط نفسها والتي تخبرنا بالاتي :
(فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل وانها بهجة للعيون وان الشجرة شهيّة للنظر.فأخذت من ثمرها واكلت واعطت رجلها ايضا معها فأكل. فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان) تك 6:2

ومن هذه الايه يتضح الاتي :
ان المرأه  بعد كلام الحيه معها قد رأت  الشجره واشتهتها حيث رأتها بهجة للعيون وشهيه للنظر ثم اخذت من ثمرها واكلت ثم اعطت رجلها ايضا فاكل معها .
فلو كان الامر مجرد سقوط ادم في الشهوه الجسديه فكيف تكون حواء هي التي اشتهت الشجره وثمارها اولا.
فهل نظرت المراه الي نفسها واكتشفت انها بهجة للعيون وشهية النظر ؟
ثم كيف اكلت حواء من الشجره التي هي في وسط جسمها فحسب الرأي القائل هي ان ادم من اكل من الشجره وهو من اشتهى ووقع في الشهوه الجسديه فكيف يتوافق اذن هذا الرائ مع حواء حسب ما ذكره لنا الوحي الالهي ؟!
فواضح من النص الالهي ان الخطيه كانت في تسلسل فعلي وزمني فاولا نظرت حواء للشجره والتي كانت تراها في كل وقت دون ان تشتهيها ولكن بعد كلمات الحيه اختلفت رؤيتها اليها ثم بعدها بدءت تراها بشكل مختلف حيث راتها بهجة للعيون وان الشجره شهية للنظر فاخذت واكلت من ثمارها .
وهنا يظره بشده كيف تسلسلت الخطيه الي امنا حواء وبدءت بمجرد نظر الي نظر بشهوه الي اشتهاء الي اخذ واكل , فهل تتوافق هذه الاحداث وهذا التسلسل مع الرائ السابق ؟!
بالطبع لا , فحسب الرائ من نظر واشتهي واخذ واكل هو ادم من حواء , وليس حواء من نفسها !
وهكذا يتصح ان ما يعلنه الوحي الالهي يتنافى مع هذا الفكر بقوة .

نأتي لامر اخر يستخدمه البعض في اثبات هذا الرائ ايضا وهو شعور ادم وحواء بالعري وربط هذا الاحساس بانه نتج  من السقوط في الشهوه الجسديه .
وبالطبع نفهم من الوحي الالهي ايضا ان بمجرد ان اكلت حواء ثم ادم بعدها قد  كسروا بذلك الوصيه الالهيه واستحقوا العقاب وهو الحكم بالموت وكان الحكم بالموت مقصوده به ثلاث معاني للموت وهم.
موت روحي : وهو انفصال الانسان عن الله وعن روحه القدوس وبالخطيه اصبح الانسان ميت بالخطايا لان الانفصال عن الله مصدر الحياة هو موت بالنسبه للانسان .
موت جسدي وهو الذي ذكره الرب لادم عندما قال له لانك من لانك تراب والى تراب تعود  ويحدث بعد فترة من حياة الانسان علي الارض والجميع يذوقون ايضا هذا الموت
موت ابدي : وهو بعد القيامه العامة حيث العذاب الابدي في بحيرة النار الكبريت . 
 وعندما انفصل الانسان بالخطيه عن  الله القدوس حيث فسدت طبيعته بالخطيه وبذلك كان لا يمكن لله القدوس ان يتحد بالانسان الخاطئ ذو الطبيعه الفاسده فكان الاحساس بالعري هو اول نتائج هذا الموت الروحي ولم يكن العري فقط بل كان الخوف ايضا , فلاول مره يشعر ادم بالخوف عند سماعه صوت الله ماشيا في الجنه كالمعتاد ,,, بل وتبع الشعور بالخوف الهرب ايضا من وجه الله ثم بعد ذلك نجد الانسان يبرر خطئه ولا يعترف به وكل طرف يلقي الاتهام علي الاخر وهكذا كل هذه الامور اصبحت دخيله علي الطبيعه البشريه النقيه الباره التي خلقها الله علي صورته ومثاله , ,
هكذا نفهم ان العري وكل ما تبعه من احساسيس ومشاعر خاطئه ودخيله علي الطبيعه البشريه كان نتيجة فساد الطبيعه البشريه بعد السقوط في الخطيه وكسر وصية الله .ولم يكن العري فقط هو الاحساس الذي كان نتيجة الخطيه بل كان امور اخرى كثيره وانحدر الانسان في الخطيه الي مستويات جعلت الله يهلك الانسان لان شر الانسان اصبح عظيما جدا امام الله .

بقيت نقطه اخيره احب ان اوضحها وهي ان الله عندما خلق الانسان خلقه بكامل هيئته وبكل اعضاءه الموجوده حاليا ومنها الاعضاء التناسليه فلماذا يخلق الله اعضاء تعثر الانسان وتجعله يسقط في الخطيه فيما بعد ؟!
كذلك نجد ان الله عندما خلق الانسان قال لهما (وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض )  اذن الله في خطته لخلق الانسان كان امر الانجاب موجود وبما ان الانجاب والذي منه سيلملاء ادم وحواء الارض لا يحدث الا بالعلاقه الجسديه كان لا يمكن ان تكون هذه العلاقه نتيجة شهوة او نتيجة خطية السقوط !وكأن الاثمار الذي ذكره الله كان عقاب لادم وحواء !
فهذا الامر ايضا يتنافى مع خطة الله في خلق الانسان .
بالطبع لقد تشهوت العلاقه الجسديه بعد السقوط في الخطيه وانتشر  الشر في العالم واستخدمها الانسان استخدام سئ ودخلتها الشهوه والسيطره والانانيه ولكن ليست العلاقه الجسديه او الغريزه الجنسيه فقط ولكن كل شئ تشوه بفعل الخطيه واصبح الانسان عبد لشهوات كثيره مثل محبة المال التي وصفها الكتاب بانها اصل كل الشرور, وايضا تعظم المعيشه وشهوة الجسد وغيرها من الشهوات التي دخلت الي الطبيعه البشريه واصبح الانسان عبدا لها ولم يتحرر منها الا بخلاص السيد المسيح بعد تجسده في جسد انساني كامل كالذي خلقه الله في البدايه ليجدده ويعيده الي صورته الاولى صورة البر والقداسه ومصالحة الله مع الانسان بعد خصومه طويله بفعل الخطيه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :