الأقباط متحدون | من أوراق الجهاد الأمريكي المتأسلم: منظمة المؤتمر الإسلامي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٣٧ | الاربعاء ١١ يوليو ٢٠١٢ | ٤ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨١٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

من أوراق الجهاد الأمريكي المتأسلم: منظمة المؤتمر الإسلامي

الاربعاء ١١ يوليو ٢٠١٢ - ٠٠: ٠٦ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمود عرفات

 في مقال سابق تحدثت عن الجهاد الأمريكي المتأسلم  بأفغانستان طارحاً الوضع من زاويته الأمريكية من الألف للياء و هناك تناولت الجهاد الامريكي المسلح للمصلحة الامريكية ، الآن أود أن أطرح فكرة الجهاد السياسي و كيفية إستغلال الدين للغرض السياسي الخادم للإدارة الأمريكية -و هذا حق الأمريكان المطلق بالبحث عن مصالحهم- و لكن قبل البدء هناك ما أود توضيحه ، هذا المقال لا ينتمي لزاوية المقالات المتأثرة بالقومية العربية و لا هو مقال داعم للتوجه القومي بل هو مقال يطرح وجهة نظر الإدارة الامريكية و عملها من 1952 الى 1975 و هو عام التحول الكامل لمصر بإتجاه الحلف الغربي منتقلة من الحياد الإيجابي لصالح السوفييت -كيوغوسلافيا و الهند تحديداً- فالادارة الأمريكية و من خلال أوراقها حددت هدف معين و يجب تحقيقة من خلال إزاحة منظمة معينة إقليمية تعمل ضد مصالحها و لا تحقق أهدافها و ذلك بصنع تحالف معين يأخذ أشكال عديدة و صور مختلفة لكنه يقود في النهاية لوضع معين يحقق مصالحها ، لهذا فالمقال ليس عروبياً ينتمي للجامعة العربية بل هو مقال يصف الحالة الأمريكية في أخطر 23 سنة بالشرق الأوسط و كيفية إدارة لعبة الأمم الكبيرة.. 

 
العالم الاسلامي و الإدارة الأمريكية:
أطلت الولايات المتحدة على العالم بعد الحرب العالمية الأولى لكنها لم تقتحم قلبه بالشرق الأوسط إلا حين وطأت جيوشها جنوب أوروبا و شمال إفريقيا و زلزلت عرش القوة في هيروشيما و ناجازاكي فحينها وجدت لنفسها مقعداً بين الكبار لتحكم و تدير ، كانت الولايات المتحدة تعمل بهدوء لإرث النفوذ الاوروبي القديم المنتمي لعهد سطوة الرجل الابيض من إنجلترا و فرنسا فهي باليمين تدمر القوة الانجليزية و الفرنسية بدعم إستقلال المستعمرات -و منها مصر التي لعبت الولايات المتحدة دور أساسي في الضغط على تشرشل و إيدن إبان إتفاقية الجلاء 1954- و باليسار تعيد تجميع المستعمرات في أحلاف عسكرية غربية و أفكار أمريكية سياسية/عسكرية -أهمها حلف بغداد و مبدأ أيزنهاور و غيرهما- بحيث يحتفظ الغرب بطبعته الامريكية بمراكز القوة و ترث أمريكا باريس و لندن ، وسط هذا ان الاتحاد السوفيتي محط رأس السهم فالشيوعية هي العدو و الرأسمالية و قيم الحريات الامريكية في صراع لا ينتهي إلا بسقوط واشنطن أو موسكو و معالساقط كل مبادئ حكمه و من هنا ظهرت فكرة إستخدام الدين لإزاحة الخطر الشيوعي و تعددت أشكاله الدعوية عن طريق السعودية و العسكرية بمال الخليج و الثقافية أيضاً بمال السعودية تحديداً ، مع هذا ظل الميدان السياسي هو الأخطر فكما تُزال المستعمرات و تستقل ثم تدخل الاحلاف الغربية لإستمرار النفوذ الغربي و منع السوفييت من التقدم أيضاً تظهر بؤر توتر مواليه للسوفييت عملياً و على رأسها مصر الناصرية 19454 و سوريا الحديثة 1958 و الجزائر المستقلة عام 1962 و ليبيا القذافي 1969 و هنا لا يصلح الحل العسكري الا قليلا فالحل السياسي هو الأمثل ، بهذا كان العالم الاسلامي على موعد مع ترتيبين:
-1- ترتيب عسكري سياسي هو حلف بغداد لضمان عدم تسلل السوفيين لخطوط البترول.
-2- ترتيب بديل لأي منظمة إقليمية (الجامعة العربية تحديداً) تعادي المصالح الامريكية و هو ترتيب المنظمات الإسلامية.
 
 
الوحدة الإسلامية و المصلحة الأمريكية:
 
بخلاف ما تردده أدبيات الإسلام السياسي عن حرب أمريكية ضد العالم الإسلامي كانت الولايات المتحدة داعمه بقوة لوحدة سياسية للعالم الاسلامي لأهداف عدة طوال فترة 1952 الى 1988 و هو عام رحيل السوفييت من أفغانستان و تأكد إنتهاء السوفييت إكلينيكياً:
-1- العالم الاسلامي يشكل حزام (مؤمن) يطوق السوفييت (الملحدين) أي حزام سياسي  ثقافي مناقض لماركسية السوفييت و بالتالي يصلح لتطويق المد الشيوعي ثقافيا و اقتصاديا و سياسياً.
-2- جامعة الدول العربية منظمة إقليمية مغلقة لا تسمح بوجود الحلفاء (إيران الشاة و تركيا مندريس و باكستان العسكرية و إسرائيل) على عكس فكرة العالم الاسلامي التي تسمح بدخول أغلب الحلفاء و التأثير على القرار.
-3- الجامعة العربية منظمة خاضعة للصوت العروبي المتحالف عسكريا و اقتصاديا مع السوفييت و يمثل بؤرة خطر على المصلحة الامريكية/الغربية و باب للمد الشيوعي سياسياً لذا لا بد من تحجيم أو إزالة المنظمة لصالح منظمة جديدة مرتبطة بالفكرة الاسلامية التي هي تلقائياً مناهضة للشيوعية و الاهم خاضعة للقرار التركي الباكستاني الايراني السعودي و كلهم حلفاء عكس مصر المتحكمة بالجامعة العربية.
-4- كانت مصر رافضة للفكرة حيث أنها مقتنعة أن أي وحدة لا بد أن تكون مغلقة تجيب أسئلة سياسية و ثقافية و أمنية فالوحدة الاسلامية لا ثقافة لها و لا قواعد أمنية تجمع دولها و لا أنظمة اقتصادية قادرة على لم أطرافها فهي وحدة مائعة لا تصنع موقف واحد و ستقود لضجيج بلا طحن و على حد تعبير الاستاذ هيكل : وحدة لا تعطي إجابات و لا لون لها.
 
 
الولايات المتحدة تصنع الوحدة الإسلامية:
* في يناير 1953 طرحت الولايات المتحدة على مصر عن طريق الوفد الذي يترأسه علي صبري و الذي توجه لواشنطن طالبا قرض لمشروع السد العالي المرتقب و تسليح للجيش المصري طرحت فكرة وحدة العالم الاسلامي من خلال المشرف على برامج المساعدات الأمريكية ألفريد أولمستيد الذي إقترح فكرة تحديد العدو بالسوفييت ثم شراء السلاح ، كانت الفكرة المطروحة أن السوفييت هم الخطر الأكبر و ليست إسرائيل و لا بد من وحدة إسلامية تكون مصر في قلبها تحاصر المد الشيوعي الملحد -!- مشيرا لحلف الاطلنطي كحائط صد يحصر السوفييت بالشرق و حلف جنوب شرق اسيا يحصر الصين و السوفييت أما منطقة الشرق الاوسط الاهم لا يوجد بها حلف مركزي يصد السوفييت و قال أن الحلف طبيعته موجودة و هي الطبيعة الاسلامية المؤهلة للنفور من الشيوعية عبر مصر و تركيا و باكستان كثلاث ركائز لهذا الحلف مؤكدا استعداد بريطانيا و فرنسا للمساعدة بلا حدودو يمارس الحلف مهمة جذب المسلمين بالصين و الاتحاد السوفيتي لقلقلة الشيوعية ، رفض عبد الناصر الفكرة و كان له مسار آخر لكن الفكرة لم تمت.
* في فبراير 1954 وقعت تركيا حلف مع باكستان انضمت له العراق في فبراير 1955  و معها انجلترا  ليسمى حلف بغداد و هنا بدأ الصراع ، الجامعة العربية بقرار ناصري رفضت الحلف و شنت ضده حرب شعواء و أتى السلاح السوفيتي عن طريق تشيكوسلوفاكيا لتنفجر المنطقة و تبدأ حرب جديدة عام 1956 تنهيها الولايات المتحدة و الثلج السوفيتي كوارثين للمنطقة و مع هذا العام تصبح جامعة الدول العربية ممثلا لتيار القومية العربية المناهض للمصالح الغربية الموالي للسوفييت عملياً بينما دول حلف بغداد و منها أعضاء بالجامعة حلف اسلامي ضد الشيوعية يضم بريطانيا -!!- و يسعى للتسلل الى لبنان المحكومة بكميل شمعون لكنها تفشل و تظل الفكرة الاسلامية حاضرة بإنضمام ير رسمي للسعودية الموالية للمصالح الامريكية بحكم البترول و الملكية الوهابية و تأييد مطلق من الاردن و المغرب دون إنضمام رسمي.
 
* مع العام 1958 غادرت العراق الحلف بإنقلاب دموي أباد هاشميي العراق و كشف أوراق الحلف الكاملة التي أشارت لكل ما سبق من رؤية أمريكية إسلامية مناهضة للجامعة العربية بإعتبارها على حد تعبير السفير الامريكي بالعراق (بؤرة مد شيوعي) ، قام جون فوستر دلاس على الفور بإعادة هيكلة الحلف الى إسم الحلف المركزي الذي يضم باكستان و تركي و ايران و لعب عدنان مندريس دور كبير في إعادة التأسيس بصفته رئيس وزراء تركيا معتبرا الحلف إسلامي مناهض للشيوعية (العجيب أنه في نفس العام زار مندريس إسرائيل ووثق العلاقات و عقد إتفاقيات كبرى مع تل أبيب لم يصنع اكبر منها لاحقا الا على يد نجم الدين أربكان) و استمر الحلف كحلف مسلم يطوق المد الشيوعي بتأييد من ملكيات السعودية و المغرب و الاردن.
 
* بالعام 1960 إنفجر الجيش التركي بإنقلاب ضباط شبان أعدموا عدنان مندريس و خرجوا من الحلف المركزي موضحين حقائق الامور للمرة الثانية في 3 أعوام -!- لينتهي الحف المركزي الاسلامي و يبقى الحلف الاسلامي بباكستان و ايران فقط بدعم خلفي من الاردن و المغرب و السعودية ، كان المؤكد أن أوراق الحلف تساقطت و باتت الصيغة العسكرية لحلف اسلامي يضم أبرز بلدان العالم الاسلامي صيغة قديمة فضحتها أوراق انقرة المكشوفة و أوراق بغداد الاكثر انكشافاً لتخرج فكرة جديدة و صيغة عبقرية…منظمة للعالم الاسلامي كله سياسية و ليست عسكرية تتحكم فيها دول حليفة دون تأثير عسكري.
 
* في 20 يوليو 1966 و بناء على الحاح من ذو الفقار علي بوتو اللاجئ في جنيف تمت مقابله بين عبد الناصر و بوتو و قال بوتو نصاً:
(إن الولايات المتحدة الأمريكية طرحت على السعودية فكرة إقامة مؤتمر اسلامي عام و الملك فيصل و شاة ايران متحمسان و أعلن الأمر في مؤتمر وزراء خارجية الحلف المركزي و السيد دين راسك ( وزير خارجية أمركيا) متحمس و مؤيد و قال أن هذا هو العمل الوحيد الذي يمكن أن يحاصر نفوذ الجمهورية العربية المتحدة و يحجم جامعة الدول العربية و يكمل فكرة الحلف الاسلامي).
و هنا كانت الفكرة التي أنشأت لاحقاً منظمة المؤتمر الاسلامي ، تجميع كل العالم الاسلامي بشكل يدمر أي منظومة أمنية لإستحالة وجود منظومة واحدة تجمع إندونيسيا و المملكة المغربية مثلا و تمييع العلاقات الاقتصادية لاستحالة جمع اقتصاد موريتانيا بباكستان مثلا و استحالة وضع برنامج عمل سياسي خارجي يرضي تركيا و الجزائر مثلا ، الفكرة تدمير أي عمل عربي موالي للسوفييت و عدو للنفوذ الغربي و الاهم الغاء فكرة القوة المستندة لجامعة اقليمية قومية تخرج كل حلفاء الولايات المتحدة الامريكية و على رأسهم اسرائيل.
 
*جاءت هزيمة 1967 لتنهي نفوذ الجامعة العربية و تحيل كل شئ الى الاستيداع ، الناصرية تترنح و المد الشيوعي السياسي توقف و الكل مبهوت ، هنا جاءت الفرصة المثالية لتنشئ السعودية في 1969 منظمة المؤتمر الاسلامي و تعقد أولى جلساتها بالرباط (و تولى الملك الحسن الثاني الاشراف على وضع أجهزة التنصت الامريكية و الأفراد الذين سيتولون مهمة التجسس على الوفود لصالح إسرائيل كما بينت إسرائيل نفسها بعد وفاة الحسن !!) و بدأت جامعة الدول العربية بالاضمحلال لصالح المد الديني الجديد القادم سياسياً و تضخمت المنظمة طردياً ع تهاوي القومية و الناصرية بموت ناصر ثم تحول الجامعة العربية لمكان إجتماعي يضم موريتانيا و الصومال و جيبوتي و فسلطين التي ليست دولة أصلا و كان عبد الناصر يرفض انضمامها كدولة للجامعة ، توالت عمليات دعم المؤتمؤ الاسلامي الذي يدين و يشجب لكن لا يرسل السلاح للقتال كما فعلت الجامعة العربية ، كان المؤتمر الاسلامي يضم أكثر من 50 دولة يفترض أن يكون هناك شئ ما يجمعهم -!!!- لدرجة أنها اعطت لروسيا مقعد مراقب و شمال قبرص بطلب تركي -!!- كانت و لا تزال المنظمة وسيلة سياسية للنفع الامريكي و كان المثال الاوضح تعليق عضوية افغانستان السوفيتية بطلب مباشر من الادارة الامريكية ثم اعادتها بعد رحيل السوفييت و قبول بقاء افغانستان الارهابية الطالبانية -!!- ، مثلت المنظمة وسيلة لتمييع اي قضية فهي لا تقدر على ايجاد شئ مشترك بين أكثر من 50 دولة من 3 قارات تضم كوت دي فوار و سورينام و موزمبيق و سيراليون و بوركينا فاسو الخ الخ الخ-!!- ، المنظمة التي هي واجهة اسلامية لإرادات السعودية و تركيا و الحلف الاسلامي الغربي مكلمة المسلمين الكبرى..
..
بإختصار:
مثلت الجامعة العربية بالخط الناصري (شغب) ضد المصلحة الامريكية فتمت محاصرتها بأحلاف عسكرية سياسية فشلت فتم انشاء منظمة اسلامية كبرى تطيح بنفوذ الجامعة العربية و تضم دول لا علاقة لها ببعض و تذيب القضايا و تتخذ مواقف غربية بامتياز و لا تسلح مقاموة و لا تتخذ موقف بل تسير على النهج الاسلامي الديني في ضرب السوفييت و ضرب ميلوسوفيتش بتمويل من يقاتلهم  بطلب أمريكي بعد طول صمت و اتخاذ كل موقف يرضي الادارة الامريكية تحديداً ، الفكرة هي جهاد اسلامي ضد الشيوعية سياسياً بإرادة أمريكية تصل الى انشاء المنظمات و الاحلاف ، فالدين خير وسيلة لاقناع القطيع.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :