قال خبراء بجمعية المهندسين الوراثيين الأردنية إن فيروس كورونا تبقى من عمره شهرين، اعتمادا على فرضية بأن هناك مؤشرات تقنية داخل الخلايا البشرية التي تسلل إليها فيروس كورونا في أجساد المصابين توضح ذلك، وفق معدل طفرات الحذف.
وأكدت الجمعية أن زوال الفيروس أمر واقعي، وحتى السلالات الجديدة منه سواء البريطانية أو الجنوب أفريقية هي أضعف وستزول كذلك، بحسب ما نشرت الجمعية عبر صفحتها على موقع «فيسبوك».
الباحثون الأردنيون اعتمدوا على معدلات الحذف التلقائي في الفيروس
واعتمد الباحثون الأردنيون على دراسة لمنطقة الـ ORF في فيروس «كورونا»، التي تعد أهم المناطق في RNA الفيروس فهي التي تحدد درجة خطورته وفتكه. وأوضحت الجمعية أنها تشفر بروتينات أهمها بروتين شبيه الهيستون، الذي يلعب دورا رئيسيا في تثبيط وتمويه جهاز المناعة من خلال إيقاف إنتاج الانتيرفيرون من النوع الأول والسايتوكاين التي تعمل على إيقاف نسخ الفيروس نفسه داخل الخلايا المجاورة.
ولخصت خبراء الجمعية الأمر بأنه إذا دخل الفيروس إلى خلية وكاثر نفسه فهناك آلية داخل هذه الخلية تكتشف أنها تعرضت لهجوم فتحفز منطقة في الـ DNA البشري الذي ينتج السايتوكاين الذي يعتبر كرسالة طوارئ للخلايا المجاورة للخلية التي تعرضت للهجوم لتخبر الخلايا المجاورة أنها قد تعرضت لهجوم فيروسي.
وأوضحت أن العملية الأخيرة من شأنها تحفيز الخلايا المجاورة من إنتاج الإنترفيرون وهو النوع الأول الذي يمنع الفيروسات من الدخول إليها والتكاثر فيها.
عملية تحذير الخلايا المجاورة لتلك التي أصابها الفيروس
وعاد خبراء جمعية المهندسين الوراثيين للحديث عن منطقة ORF8 في الفيروس إذ أن هذه المنطقة تنتج بروتينات وأهمها بروتين شبيه الهيستون الذي يدخل إلى داخل الجينوم البشري ويمنعه من إنتاج السايتوكاين، وبالتالي لا يتم تحذير الخلايا المجاورة فيقوم الفيروس باحتلال كل الخلايا المجاورة، ويقدر طول الـORF8 بـ121 حمضا أمينيا.
وأضافت: «لذلك عندما يحدث طفرات حذف في هذه المنطقة يجعل مهمة جهاز المناعة سهلة جدا للسيطرة على الفيروس فيفقد سلاح التمويه والتخفي من جهاز المناعة».
وأوضحت أنه في السلالات الجديدة المكتشفة في كل من بريطانيا والدنمارك والبرازيل وجنوب أفريقيا واليابان لوحظ أن منطقة الـORF8 أزيحت بالكامل في كل هذه السلالات وقد فقدت 382 نيوكليوتايد من مادتها الوراثية.
وذكر منشور الجمعية بأن عدد الأحماض الأمينية في منطقة الـORF8 هي 121 حمضا أمينيا، حيث لوحظ في جميع السلالات الجديدة وخاصة المكتشفة في بريطانيا أن الـstop codon أصبح في الحمض الأميني رقم 27 وهذا يدل على تلف هذه المنطقة كاملةً.
الإصابات بالسلالة الجديدة ليست بحاجة إلى تدخل تنفسي
وأرفقت الجمعية الأردنية دراسة من مجلة «لانسيت» من سنغافورة تحدثت أن من أصيب بالسلالة الجديدة كانت حالتهم بين الخفيفة والمتوسطة ولم يحتج أي منهم إلى تدخل تنفسي.
كما ذكر في دراسة مرفقة من مجلة biorxiv أن فقدان الفيروس لـ382 نيوكليوتايد في مادته الوراثية، تسبب في إتلاف منطقة الـORF8 كاملة وأثر على منطقة الـN التي تنتج بروتينات الغلاف.
ولفتت إلى أنه بحسب ما نشر سابقا عن فيروس السارس المكتشف في الصين عام 2003 فإن حذف 29 نيوكليوتايد من منطقة الـORF8 كان السبب في اختفاء الفيروس ونهايته.
وأشارت إلى أن معظم العلماء يركزون على طفرات البروتين التاجي وسرعة انتشار الفيروس ولكنهم يهملون أهم منطقة بالفيروس التي تعتبر سلاحه وهي منطقة الـORF.
وذكرت أن معدل طفرات الحذف هي 31 نيوكليوتايد شهريا وهذا كفيل بعد أقل من شهرين بتخريب منطقة الـN المسؤولة عن إنتاج الغلاف وبالتالي انتهاء واختفاء هذا الفيروس، حيث أن طفرات الحذف حاليا بدأت تؤثر على منطقة الـN بعد أن اتلفت منطقة الـORF8، لذلك فإن السلالات الجديدة ما هي إلا فيروس ضعيف ولقاح طبيعي.