كتب – روماني صبري
استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، وفدا من أبناء الرعية الأرثوذكسية في القدس، وجاءت تصريحاته خلال اللقاء :
نتمنى ونسأل الله بأن يكون العام الجديد عام انتصار على الوباء ولكن مشكلتنا الحقيقية ليست مقصورة بوباء الكورونا فهنالك اوبئة العنصرية والكراهية والطائفية ولغة الإقصاء والتكفير والتي لا تقل سوء وخطورة وفداحة عن وباء الكورونا .
لقد اوجد العلماء لقاحا من اجل وباء الكورونا اما اللقاح المطلوب من اجل الاوبئة الاخرى فله علاقة بالتربية والتعليم وعندما يضعف الاهتمام بالتربية والتعليم يمكننا ان نتوقع الكثير من المظاهر السلبية في مجتمعنا ، ناهيك عن العملاء والمرتزقة واصحاب الاجندات المعروفة الذين يعملون على تمزيقنا وشرذمتنا من الداخل من خلال اثارة النعرات الطائفية والفتن والتشرذم والانقسامات فيما بيننا .
سنبقى ككنيسة وكمسيحيين في هذه الديار دعاة خير ومحبة ورحمة وانسانية واخوة وتلاق بين كافة مكونات شعبنا الفلسطيني ، والفلسطينيون بوعيهم ورصانتهم واستقامتهم هم قادرون على ان يحصنوا مجتمعهم من سموم الكراهية والتطرف التي يسعى البعض لادخالها الى مجتمعنا .
لا يجوز لنا ان نكره احدا ولا يجوز ان نناصب احدا العداء فهذا ليس من شيمنا ومن اخلاقنا ومبادئنا فالمخطئون نتمنى لهم التوبة لكي يعودوا الى رشدهم والى انسانيتهم.
لا تخافوا اذا ما نظرتم الى انفسكم انكم قلة في عددكم فهذه القلة مطالبة لكي تكون ملحا وخميرة لهذه الارض ومصدر خير وبركة لهذا الشعب .
سنبقى ندافع عن شعبنا الفلسطيني المظلوم وسنبقى ندافع عن القدس ومقدساتها واوقافها المستهدفة والمستباحة ولن نسمع لاحد بأن يحرف بوصلتنا وان ينال من عزيمتنا وارادتنا فنحن اقوياء بايماننا وبانتماءنا لاقدس بقعة في هذا العالم وهي ارض الميلاد والتجسد والفداء والقداسة والبركة والنور ، احبوا بعضكم بعضا فالله محبة وعندما تغيب المحبة من القلوب انما يفقد الانسان انسانيته .
القدس مدينة ايماننا وهي قبلتنا الاولى والوحيدة ولن نتخلى عن انتماءنا للقدس فالقدس في المسيحية لها مكانتها السامية ففيها القبر المقدس الذي منه انبلج نور الحياة لكي يبدد ظلمات هذا العالم .
نحن لسنا بضاعة مستوردة من هنا او من هناك كما اننا لسنا من مخلفات حملات مرت ببلادنا ، ولم يؤتى بنا من اي مكان في هذا العالم فهنا ابتدأ تاريخنا وهنا يستمر حضورنا وسيبقى اما اجراس كنائسنا فستبقى تصدح مبشرة بقيم المحبة والاخوة والسلام وستبقى شعلة الايمان متقدة في هذه الارض المقدسة ولن تتمكن اية قوة عاتية من اطفائها .
نرفض الظلم والاستبداد والقمع والاحتلال ونطالب بأن تتحقق العدالة في هذه الارض المقدسة فهذه القضية هي قضيتنا كمسيحيين كما هي قضية المسلمين والقدس مدينة تجمعنا وتوحدنا كعائلة مقدسية فلسطينية واحدة كما ان هذا الوطن وقضيته انما تجمعنا ايضا في بوتقة واحدة دفاعا عن الحق والعدالة والانسان المظلوم في بلادنا .