حمدي رزق
فى جلسة جمعتنا بالسيد «هشام توفيق»، وزير قطاع الأعمال العام، رجوته أن يمنح شركة الحديد والصلب فرصة أخيرة لعل وعسى، وأن يؤخر تصفيتها إلى أجل بعيد، فقلعة الحديد والصلب ليست شركة عادية بل تحتل جزءًا من التاريخ الوطنى، وهذا ليس من قبيل المزايدة على الوزير، ولكنها تعبير عن رأى عام عريض يرفض المساس برمزيات الصناعة الوطنية.
وعليه، أتمنى على الرئيس عبدالفتاح السيسى من موقعه الوطنى التدخل لوقف أعمال التصفية الجارية، وتكليف مؤتمنين لبحث إمكانية إعادة الشركة للحياة، فى مهمة إنقاذ عاجلة، ولن نعدم وسيلة تكنولوجية لإنقاذ الشركة (الرمزية) الوطنية.
الرئيس من موقعه أطلق برنامجًا لتحديث الصناعة الوطنية، وكما يجرى تطوير شركات الغزل والنسيج تكنولوجيًا بأحدث الآلات ووفرة الإمكانيات والاستثمارات، حفاظًا على الصروح الصناعية التى تتجسد كحلقات من نضالات المصريين، يستوجب نظرة مثيلة للحديد والصلب بعيدًا عن قرار التصفية الذى يحزن عموم المصريين.
ومع كل الاحترام لواقعية الوزير هشام توفيق الذى صدمنا بكارثة رقمية خلاصتها استحالة استمرار الشركة، وأن تأجيل قرار التصفية يترجم بمليارات من الخسائر، وأن استمرار الحال من المحال.
معلوم ومحزن، الشركة تخسر مليارًا ونصف المليار، و٩٠٠ مليون جنيه تواليًا فى العامين الأخيرين، وتقلص إنتاجها إلى ١٠٠ ألف طن سنويًا من إجمالى ٧ ملايين طن تنتج سنويًا فى مصر، وتعمل بفرن وحيد من أربعة أفران، واستحال تشغيل ثلاثة منها، رغم توفير الخامات والإمكانيات والخبرات البشرية.
ورغم انسحاب المستثمرين تباعًا، بعد دراسات جدوى اقتصادية لم تؤشر على إمكانية «عودة الروح» للشركة، صعب علينا هضم تصفية «قلعة صناعية» حجزت لنفسها مكانًا فى الضمير الوطنى.
معلوم كل الحلول التى انتهجتها الإدارة الحالية للشركة، (والسابقات عليها تواليًا) انتهت إلى حتمية التصفية، واستحالة تحمل خسارة مليارية جديدة تضاف إلى 6.5 مليار جنيه مجمع خسائر كانت وراء هروب المستثمرين تباعًا بعد اطلاعهم على حالة الشركة المهيضة.
عقلاً، ليس مطلوبًا الاستمرار فى الخسارة المليارية، وليس من الحكمة التغاضى عن واقع الشركة المؤلم دون توفير حلول ناجعة، للأسف الإدارة التى أخفقت فى تعويم الشركة هى التى قررت التصفية، ومتوالية سوء الإدارة فى سنوات قريبة أجهزت على مستقبل الشركة، وكل من تولى إدارة هذه الشركة وصمت عن التطوير المستوجب يستوجب مساءلته.
ننحى العاطفة جانبًا، القضية الماثلة أمامنا الآن تستوجب تدخلاً رئاسيًا، صحيح تمامًا، الصناعة أرقام، وإنتاج، ومكاسب، ولكن عجيب وغريب كل مصانع الحديد المتطورة تكسب، والخسارة كأنها مكتوبة على باب الحديد والصلب.. أكيد هناك حل، والرئيس دومًا يقدم الحلول التى ترفع منسوب الروح الوطنية.
نقلا عن المصرى اليوم