باحث: إثيوبيا قد تلجأ إلى الملء الثاني دون الاتفاق مع مصر والسودان
كتب – نعيم يوسف
بعد سنوات من مفاوضات لم تفلح في حل أزمة سد النهضة دعت مصر الإدارة الأمريكية الجديدة للعب دور مهم لإنهاء الخلافات بين دول حوض النيل الثلاث، وذلك من خلال إدراك احتياجات إثيوبيا الطاقية والاقتصادية من جهة والتهديد الذي تواجهه مصر والسودان لأمنهما المائي حال عدم التوصل لاتفاق من جهة أخرى، في وقت وضعت فيه الخرطوم شروطا جديدة لاستئناف المفاوضات وهو ما دفع أديس أبابا باتهامها إلى جانب القاهرة بتعطيل المفاوضات.
اتهامات إثيوبية كاذبة
قال أشرف العشري، مدير تحرير صحيفة الأهرام، إن الجانب الإثيوبي عليه النظر إلى تصرفاته قبل اتهامات مصر والسودان بأنهما يعطلان المفاوضات، حيث إنها تعمل بمبدأ "دعهم يتفاوضون إلى الأبد"، بينما تستكمل بناء السد على الأرض، وهي تسعى إلى استمرار البناء مهما كان الأمر.
وأضاف "العشري"، هناك تقارب مصري سوداني في مسألة سد النهضة، ولكنه ليس وليد اللحظة، وإنما منذ الإطاحة بحكم البشير الذي كان يقف ضد مصر، وبعد الإطاحة بالبشير لعبت السودان دورا في الوقوف إلى الجانب المصري، خاصة فيما يتعلق بسد النهضة، والقاهرة ترى أن ذلك إيجابي للغاية لأن البلدين لديهما نفس المشكلة ويتعرضان إلى نفس الأضرار، وموقف مشترك، ويجب أن يحافظا على حقوقهما المائية، وتنسق مع السودان لأن مسألة المياة بالنسبة للبلدين مسألة حياة أو موت، والقاهرة تريد الاستثمار في النجاحات التي حدثت بينهما.
إثيوبيا تضع المتاريس
وتابع: إثيوبيا وضعت المتاريس وخلقت الأعذار، وتجاهلت التوقيع على اتفاق بين الدول الثلاثة الذي رعته الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن إثيوبيا بدأت حربا في إقليم تيجراي على الحدود السودانية، وتحاول الهروب من مشاكلها الداخلية.
وأكد أن القاهرة قدمت الكثير من المواقف المرنة، ولكن إثيوبيا لجأت إلى التعجيز واختلقت الأكاذيب، وقالت إنها ستحول نهر النيل إلى بحيرة، ومسألة الملء الثاني لن تمر على خير، وستتخذ القاهرة مواقف أكثر صرامة، وأصبحت لا تعول على الاتحاد الأفريقي، واللجوء إلى التدويل أمر قائم، وكل الخيارات مطروحة على الطاولة.
خطوات حقيقية من السودان
أما مسؤول وحدة دراسات القرن الأفريقي في مركز التقدم للدراسات، علي هندي، فقال إن الأزمة الإثيوبية الحقيقية هي في الجانب السوداني الذي اتخذ خطوات حقيقية صبت في اتجاه انتقاد السلوك الإثيوبي، بينما كانت إثيوبيا تعول على موقف السودان، ولم ترى ما كانت تتوقعه من الجانب السوداني، وإثيوبيا بدأت ترى التكتل العربي في وجهها، وللأسف البعض في إثيوبيا يحاول تجييش الرأي العام الداخلي، بينما فقدوا دبلوماسيا موقف السودان الذي كان يساندها، وحاليا تسعى إلى الحصول على الدعم الأمريكي.
وتابع في لقاء مع قناة "روسيا اليوم"،أن إثيوبيا ترى أنه لا يجب اللجوء إلى الاتفاقيات القديمة، وكانت تأمل في عقد اتفاقيات جديدة لتقسيم مياه النيل، وهذا ما كان يرفضه الجانب المصري، رغم مرونة الجانب السوداني، ومناخ عدم الثقة بين البلدين موجود في السابق، وإثيوبيا تحاول التأكيد على أنها ليست مجبرة على الانصياع لأي اتفاقيات قديمة.
وأشار إلى أن إثيوبيا قد تلجأ إلى الملء الثاني دون الاتفاق مع مصر والسودان، وهذه المسألة من الناحية الفنية لن تؤثر على المياه ولكنها ستشكل مشكلة كبيرة في المسار القانوني، وأيضا مسار المفاوضات.