في إحدى ليالي شهر أكتوبر الماضي، كانت «حياة» صاحبة الـ69 عاما، تتهيأ للنوم، وقد أنهكتها متاعب الحياة، مثلما أخذت من عمرها، حتى بدا ذلك جليًا على ملامح وجهها، إذ تعيش وحيدة في منزلها لا تقوى على الحراك، بعد وفاة زوجها وزواج ابنتها الوحيدة.. تناولت دوائها، ثم تمتمت بكلماتٍ من الأذكار التي اعتادت عليها، وخلدت إلى النوم مطمئنة لا تتوقع، أن يحدث لها أي مكروه.
تعيش وحيدة
على الجانب الآخر، كان المتهم، عاطل، يتفق مع عاطل آخر، على الدلوف لمنزل «حياة»، لسرقة ما تملك من ذهب أو أموال، مستغلين وحدتها ووهنها وتقدم عمرها، وحين أسدل الليل ستائره على حي باب الشعرية الشعبي، دلف المتهمان يتبع كل منهما الآخر لشقة المجني عليها عبر النافذة، ثم إلى غرفة نومها، بينما هي مستغرقةه في النوم.
محاول استغاثة فاشلة
شعرت «حياة» بصوت أقدام تتجه نحو خزانة ملابسها، فاستيقظت على الفور، وقبل خروج صرختها، انقض عليها أحدهما، وكمم فاها وخنق عنقها، وقام المتهم الثاني بتكبيل يديها والتعدي عليها ضربا فوق رأسها، قاصدين قتلها، حتى يتمكنا من السرقة وحمل كل ما خف وزنه وغلا ثمنه.
فقد الوعي
فقدت «حياة» وعيها، فطرحها المتهمان أرضًا، ظنا منهما أنها فارقت الحياة، وقاما بالاستيلاء على أموالها وعقد من الذهب ولاذا بالفرار، إلا أنها استعادت وعيها، واكتشف الجيران ما حدث، ثم أبلغوا الشرطة، وكشفت تحريات الشرطة تفاصيل الحادث، بعد الانتقال إلى شقة العجوز المجني عليها، وكشفت التحريات هوية المتهمين.
ضبط المتهمين
التحريات التى باشرتها وحدة مباحث باب الشعرية، نجحت فى تحديد هوية المتهمين، وتم ضبط المتهم الأول، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأمرت النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيقات.
محاكمة جنائية
أمرت النيابة العامة بإحالة المتهم للمحاكمة الجنائية، أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالعباسية، التي نظرت القضية برئاسة المستشار صلاح محمد عبد الرحمن وعضوية المستشارين محمود منصور وعمرو عبد اللطيف، وبعد سماع مرافعات الدفاع والنيابة العامة، قضت المحكمة بمعاقبة المتهم بالسجن المشدد لمدة 15 سنة.