كتب – روماني صبري
وجه المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، رسالة لكافة القيادات والمرجعيات الدينية والروحية في العالم ، وجاء في الرسالة :
وجب تضافر الجهود من اجل بناء جسور المحبة والاخوة الانسانية بين سائر ابناء البشر الذين ينتمون الى عائلة بشرية واحدة خلقها الله تعالى والله في خلقه لم يميز بين انسان وانسان .
نتمنى ونطالب من كافة المقامات الروحية والمرجعيات الدينية بأن يكون خطابهم دوما خطاب محبة ورحمة وسلام وان يبتعدوا عن اي خطاب او مواقف اقصائية تثير الكراهية والعنصرية والتفرقة وخطاب من هذا النوع نحن نرفضه جملة وتفصيلا لانه يتناقض وقيمنا الانسانية والاخلاقية ومصلحتنا الوطنية .
ليس من المنطق ان نسمع بين الفينة والاخرى تصريحات استفزازية من شأنها صب الزيت على النار من قبل مرجعيات روحية من المفترض ان تكون رسالتها رسالة الايمان والمحبة في هذا العالم .
ليس مطلوبا من اي رجل دين او من اي مؤمن في هذا العالم ان يتخلى عن قواعد ايمانه وثوابته الروحية التي لا تتبدل ولا تتزعزع ولكن لا يجوز ان يستخدم الدين بطريقة وبأسلوب يتناقض والرسالة التي من المفترض ان ينادي بها ، ولا يجوز ان يتحول الدين الى سور يفصل الانسان عن اخيه الانسان ، بل نحن بحاجة الى بناء جسور المحبة والاخوة والتلاقي والرحمة .
في ظل وباء الكورونا المحيط بنا وفي ظل اوبئة العنصرية والكراهية التي يسعى اعداءنا لاغراقنا بها يجب علينا جميعا ان نقاوم هذه الشرور بالتوعية والكلمة الطيبة الصادقة والمحبة النابعة من القلب المؤمن والقلب المؤمن لا يعرف الا المحبة ولا يعرف الا ان ينادي بقيم الرحمة والاخوة الانسانية بعيدا عن ثقافة الكراهية والعنصرية المقيتة .
نرفض ما يصدر في بعض الاحيان عن مرجعيات روحية فيها اساءات وتكفير واقصاء للاخر لان رسالة رجل الدين في هذا العالم يجب ان تكون مختلفة وان يكون داعية للخير والمحبة والالفة والتسامح في مجتمعاتنا وفي العالم كله .
نعتقد بأن القيادات الروحية في عالمنا اليوم مطلوب منها ان تقوم بدور رائد في مواجهة اوبئة التطرف والكراهية والعنصرية والاقصاء والتكفير والتي نلحظ وجودها في اكثر من مكان في هذا العالم .
ندائي اوجهه الى كل المرجعيات الروحية ولا استثني احدا على الاطلاق فلنعمل معا وسويا من اجل وحدة وتضامن انساني دفاعا عن حقوق الانسان ودفاعا عن المظلومين والمتألمين والمعذبين في هذا العالم ودفاعا عن فلسطين وقضيتها العادلة .
خطاب الكراهية والاقصاء مرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا ايا كان مصدره وايا كانت الجهة التي تروج له .
ومن ينادون بخطاب من هذا النوع يجب ان يصححوا هذه الاعوجاجات والاخطاء وان يعودوا الى رشدهم فعالمنا اليوم يحتاج الى السلام والمحبة بين الانسان واخيه الانسان وليس الى الكراهية والضغينة التي كانت وما زالت سببا في كثير من الدمار والخراب الذي حل في اماكن متعددة ومختلفة في عالمنا .