ماجد الراهب
أنتشر فى الأونة الأخيرة موضوع إختفاء الفتيات والسيدات القبطيات وأصبح هناك شد وجذب بين هل هو فعلا خطف أم تغرير بالفتيات ولماذا أنتشر هذا الموضوع فى كل محافظات مصر وتم تخصيص صفحات على الميديا لنشر كل جديد فى هذا الموضوع ونشر صور البنات أو السيدات ومناشدة الدولة بإرجاعهم وخاصة القاصرات منهم .
ودعونا نفتح هذا الملف بهدوء لسبر أغواره ونتعرف على حقيقة هذا الملف واسبابه وكيف نواجهه .
أولا ومن خلال إحتكاكى بهذا الملف لعدة سنوات مضت أقر وبوضوح أنه لا يوجد خطف ولكن فى الغالب تغرير بالفتيات أو هروب من الأهل لأسباب كثيرة .
ثانيا يجب تحديد المسئول عن ذلك وهنا نلاحظ الأتى أن الاسرة ثم الكنيسة ثم المجتمع هذا الثلاثى هو الشريك الأساسى فى إشتعال هذا الملف .
ودعونا نتعرف على دور كل من أضلاع هذا المثلث ونبدأ مع الأسرة .
للاسف للاسرة نصيب كبير فى هذا الموضوع الشائك فطريقة معاملة الفتيات أو الزوجات وحصرهم فى نصفهم الاسفل هو سبب البلاء ، العنف والتفريق قى المعاملة والقهر وأعتبارهم حمل ثقيل يجب تكفينه بالنسبة للفتيات حتى يتخلصوا منه بالزواج من أول طارق بغض النظر عن توافقه مع ابنتهم أو مراعاة لمشاعرها ، وبعد الزواج يتحول الزوج إلى سى السيد ولا مانع من السب والقذف ومد الأيدى ، وعندما تشتعل رغبته يجب أن تتحول زوجته إلى فتاة ليل لإرضاء رغباته رغما عنها ولا يوجد أى أعتبار لمشاعرها .
والكنيسة هى الضلع الثانى فى هذا المثلث وللاسف ولن أعمم هناك أكليروس شركاء فى ذلك بترديد مقولة هذا صليبك لكل فتاة أو زوجة تسعى للكنيسة للشكوى من أهلها أو زوجها ، هذا بخلاف قصور تعليم أبناء الكنيسة مكانة المرأة فى المسيحية وكيفية إعداد الشباب لسر الزيجة ومفهوم الكنيسة التى فى بيتك ، وربما تداركت الكنيسة حاليا ذلك وبدأت فى تعميم كورس المشورة قبل الزواج ولكن ما زال هناك مفاهيم كثيرة تحتاج حلول .
أما الضلع الثالث فهو المجتمع وطبعا المجتمع شريك أساسى فى هذه الماساة وخاصة بعد إنتشار الفكر الوهابى الذى تأثرت به كل مصر للأسف واصبح الفكر الصحراوى الذى هب علينا ينافس حضارة امتدت لالاف السنين علمت العالم كله أصول الفكر ومبادىء الحياة وإحترام المرأة وتبجيلها .
واصبحت المرأة مجرد متاع للرجل ، وتدخل الدين طرف فى كل مناحى حياتنا وأصبح تغيير الدين وسيلة وملاذ لكثير من الفتيات والسيدات للتخلص من مشاكلهم .
طيب ما هو الحل وكيف نواجه هذه الظاهرة التى تفشت واصبحت بفعل الميديا تلح علينا بشكل مستمر. دعونا من خلال
ما سبق نطرح بعد الحلول ونبدأ بالاسرة
عدم التفريق فى المعاملة بين الطفل والطفلة منذ الصغر وجعل الاطفال الذكور يحترمون ويبجلون أخوتهم البنات .
إحتواء الفتيات وخاصة فى فترة المراهقة ومراعاة مشاعرها والتغيرات الفسيولوجية التى تحدث معها
الإستماع إلى مشاكلها وتصير الأم أذن مصغية لأبنتها ولا تضطرها للبحث عن آخر يستمع اليها
معرفة أصدقائها وظروفهم الاجتماعية وميولهم وافكارهم حتى يمكنهم التدخل فى الوقت المناسب
وبالنسبة للزوج لا تعيش دور سى السيد وينبغى أن تفهم معنى الاسرة ومعنى الكنيسة التى فى بيتك وكلما أحترمت زوجتك وخاصة أمام أطفالك تزداد غلاوتك واحترامك للاسرة كلها
وبالنسبة للكنيسة
يجب أن يكف الاكليروس عن مقولة ( هذا صليبك ) ومواجهة المشاكل بحيادية بعيدا عن النعرة الذكورية ،وإعداد أولدنا من صغرهم على إحترام الجنس الآخر وعدم تفريطهم فى الايمان مهما كانت المشاكل التى تقابلهم .
إعلاء من قيمة الأسرة ومراجعة كل نصوص الكنيسة التى تمجد فقط فى الرهبنة والحياة الرهبانية ومراجعة مجمع القديسين الذى يتلى فى القداس ولا يوجد فيه اسم زوجة واحدة أو زوج وكأنه لا يوجد قديسين متزوجين .
مطالبة الدولة بعودة جلسات النصح والارشاد للمرتدين وخاصة انه يوجد 31 عضو فى مجلس النواب مسيحيين يمكنهم المطالبة بذلك ، وإعداد كهنة مؤهلين لذلك .
ونأتى للضلع الثالث المجتمع
المجتمع هو شريك اساسى فى هذا الملف ولا نستطيع إغفال دوره الأساسى فى التغيرات التى تحدث وسوف تحدث ولكن نحتاج وقت كبير حتى نغيير مفاهيم المجتمع ، ولكن هذا لا يدعونا لليأس وفقد الامل ولكن هذا دورنا جميعا مزيدا من التنوير، مواجهة الفكر بالفكر .
يجب أن نواجه افكار المجتمع ولا نخضع لمعاييره المغلوطة ، وكل اسرة يكون لديها الجراءة لحماية بنتهم برغم أخطائها وإحتوائها وعدم الانصياع لفكر المجتمع .
أتمنى أن نعيد تصحيح مفاهيم كثيرة فى حياتنا حتى نغلق هذا الملف تماما .