الأب رفيق جريش
بينما يحتفل العالم يوم 4 فبراير وبقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة باليوم العالمى للأخوة الإنسانية تقدمت به كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين وأقرته الجمعية العامة، وذلك احتفاء بتوقيع وثيقة «الأخوة الإنسانية» يوم 4 فبراير 2019 فى أبوظبى بين الإمام الأكبر الشيخ محمد الطيب شيخ الجامع الأزهر والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية. والتى تؤكد الأخوة بين جميع البشر دون تفرقة على أساس الدين أو العرق أو الجنس وتضع أسس التعامل بين الأخوة، مؤكدةً حرية الضمير والاعتقاد.
يقترح علينا السيد النائب أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب بمقترح كما ورد فى جريدتنا الغراء عدد الثلاثاء الماضى تدريس مادتى الثقافة الإسلامية بالجامعات الحكومية والأهلية، واللغة العربية بالجامعات الأجنبية.
وقال النائب، فى بيان له، إن تدريس «الثقافة الإسلامية» بالجامعات الحكومية، والأهلية، هو المتبع فى أكثر الدول العربية، ما يحافظ على الأمن القومى للبلاد، ويقى الأسرة المصرية من كثير من المشاكل، ويساعد على تحقيق الاستقرار الاجتماعى، الذى هو سبيل التقدم والنهوض، لافتاً إلى أن الثقافة الإسلامية التى تعد العاصم من الانحرافات باتت قليلة عند الشباب.
وأضاف سيادة النائب «نقترح أن يكون محتوى هذا المقرر الدراسى موحدا، فى جميع الجامعات، وأن يشتمل على غرس المفاهيم الدينية الصحيحة، التى تسهم فى بناء شخصية الطالب بناء يجعله عضوا نافعا ومفيدا فى مجتمعه، وأن يتضمن فصولا من العقائد، والعبادات، وفصولا من الأخلاق، والتاريخ الإسلامى»، مقترحاً أن يتم وضع هذا المقرر الدراسى بأيدى خبراء من الأزهر وغيره من ذوى التخصصات المساعدة، ليخرج الكتاب فى شكل يحوز رضا الجميع، وطالب بأن يتم تدريس المقرر المقترح فى الفرقة الأولى فى جميع الهيئات التعليمية، بواقع ساعتين أسبوعيا لمدة فصل دراسى كامل، وأن يقوم بالتدريس أعضاء هيئة التدريس فى الجامعة الأزهرية، عن طريق الانتداب، ويجب أن يتم اختيارهم بعناية، وفقا لمعايير وضوابط السلامة الفكرية والقدرة على التأثير الإيجابى.
وأشار إلى أن مقترح تدريس «مادة اللغة العربية» لطلاب الجامعات الأجنبية التى توجد على الأراضى المصرية يأتى تعزيزا للهوية المصرية، وغرسا لمعانى الولاء والانتماء إلى الوطن العربى الكبير، وأسوة بالوضع العكسى، إذ يتم تدريسها باللغات الأجنبية فى البلاد الأجنبية.
بالنسبة للغة العربية أنا أؤيد السيد النائب على اقتراحه ولكن ليس فقط للجامعات الخاصة (الأجنبية) ولكن أيضاً لطلبة الجامعات المصرية لأن أغلب خريجى تلك الجامعات لغتهم العربية ركيكة جداً وذلك جنباً إلى جنب تعلم لغة أجنبية حيث ستساعد الطلبة على الانفتاح على الثقافات العالمية الأخرى، وفى مجال أبحاثهم الدراسية... إلى آخره.
وكنت أتمنى أن السيد النائب يقترح تدريس «وثيقة الأخوة الإنسانية» ومواد حول «المواطنة» والتى نحن فى أمس الحاجة إليها اليوم فى مواجهة خطاب الكراهية ضد الآخر والذى ينتج عنه الانغلاق والتعصب، بينما سمة العصر هى الانفتاح على الآخر ومعرفته ودراسته وليس أبعد من أمس القريب أن مسؤولى الديانة الإسلامية فى فرنسا أصدروا وثيقة تتماشى مع قيم الجمهورية الفرنسية وذلك لتجنب الإسلاموفوبيا من جهة والعمل على اندماج المسلمين خاصة المهاجرين منهم فى المجتمع الفرنسى والانثقاف فى ثقافتها، فالدين ـ وأنا رجل دين ـ هو أولاً وأخيراً علاقة بين الإنسان وربه ويترجمه فى تعامله مع الآخرين.
وإذا لى أن أتجرأ وأسال هل السيد النائب يقترح تدريس الثقافة الإسلامية لكل الطلبة؟ ماذا سيفعل فى 15% من تعداد الطلبة الذين هم مسيحيون هل سيجبرهم عليها أم هل سيجلب لهم معلمى تاريخ وحضارة مسيحية أيضاً؟ لتكن الاقتراحات موزونة ومدروسة وحكيمة.
لذا أقترح أن على مؤسساتنا التعليمية أن ترفع شعار وفكرة الأخوة الإنسانية والمواطنة حتى يشعر كل طالب بأنه مواطن له كل الحقوق وعليه كل الواجبات وكفانا انقساماً وتخندقاً.
نقلا عن المصرى اليوم