الأقباط متحدون | ولم أعرف أسمه، لكن عنوانه مصر!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:١٢ | الاثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢ | ٩ أبيب ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٢٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ولم أعرف أسمه، لكن عنوانه مصر!!

الاثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢ - ٤٤: ١٠ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم: جون الفي

 
قابلته صدفه علي اثر مشاهدة مجموعة من السائقين يقطعوا طريق مصر -أسوان  الزراعي احتجاجا علي نقص الوقود ، رجل عمره يناهز الستين عاما ، يرتدي " قميص وبنطلون" من النوع العادي ، نظره من الأسي والأسف تعلو وجهه حين كان يشاهد قطع الطريق ، العرق يتصبب من جبينه ولا يطيق الانتظار للمشاهدة اكثر من ذلك ، فقرر بتلقائية المصري المعروفة ان يدخل معي في حديث مشيا علي الأقدام دون سابق معرفة . وكان الآتي : 
 
الرجل : عاجبك كده يا استاذ اللي بيحصل ده ؟ 
 
جون : أكيد مش عاجبني، دي همجيه وتعطيل لمصالح الناس
 
الرجل : انا كمان مش عاجبني ده لكن الناس معذوره برضه
 
جون : ازاي ؟؟ 
 
الرجل : المسؤولين الله لا يسامحهم مبيسمعوش صوت الناس دلوقتي اللا بالطريقة دي، ياما الناس دي أشتكت ووقفت علي أبواب مكاتب المحافظة ولا حد سأل فيهم . 
 
جون : ماهو الدنيا مش هتتعدل في ثانية الصبر حلو برضه ( أحاول تهدئته وانا غير مقتنع بما أقوله ) 
 
الرجل : يا بيه الناس دي سواقين غلابه واديلهم خمس شهور في الازمه دي ، عليهم أقساط عربياتهم ، بيقفوا يوم في الطابور للبنزين والانبوبه والعيش ، امال يشتغلوا أمتي ؟؟ 
 
جون : معلهش بكره تتعدّل
 
الرجل : يا بيه البهوات اللي بيقولوا كلام ورغي كتير في التليفزيون هم اللي واكلينها والعه ، هو يعني حضرة المشير بيقف ف طابور زي ده ؟ ولا حتي الرئيس بيطلع عينه عشان يجيب رغيف العيش زينا ؟ طبعا لا
 
جون : وانت إيه رأيك في الرئيس مرسي علي كده بالمناسبة ؟ "هنا أطلقت له العنان في الفضفضه " 
 
الرجل  : يا بيه الجيش هو الرئيس ، مش هم اللي مكتفينه ولاويين دراعه ومهددينه ؟ أقولك انا ، الجيش مبيحبش مرسي وولائه بس للعسكري اللي زيه ، واللا ليه كل شويه يهددوه هنعلن مكان الرئيس فاضي ؟ دي قعده اتفقوا فيها ان الجيش في أمان ومتصان وفلوسه ومشاريعه ووضعه زي ما هو ومرسي يبقي الرئيس 
 
جون : ازاي بس دي انتخابات الرئاسة مثال للنزاهه ؟ 
 
الرجل : يا بيه عيب هو انا مختوم علي قفايا ، الوليه حماتي في الريف كانت رايحه تنتخب ابن العمده محمد مرسي وتقوللي نزيهه ، انا انتخبت مرسي عن نفسي 
 
جون : ليه ؟ 
 
الرجل : قلت الناس دي بيراعوا ربنا وبيتكلموا بالقران ، فأكيد هيراعوا ربنا فينا ، بس حزنت لما الرئيس رجع مجلس الشعب 
 
جون : ليه ؟ ماهو أغلبيته الناس اللي بتحبهم ؟ 
 
الرجل : بس برضه يا بيه الناس اللي فيه كانوا بيزعقوا علي طول والدنيا زي ما هي ، واللا الشيخ اللي اذَّن ده ؟ كسفنا والله ، والشيخ التاني اللي عمل مناخيره ، لا لا دول كفايه عليهم كده . 
 
جون : بس رئيسك من ضمن تيار الاسلام السياسي برضه . 
 
الرجل : والله ما بقت تفرق ، يا بيه انا وعيالي ومراتي ولا يهمنا ميدان ولا تيار ولا يحزنون ، انا عاوز الستر مش اكتر ، والشباب بيتابعونا كل شويه باللي ربنا يقدرهم عليه ( يقصد شباب الاخوان ) إحنا بلد الغلابه يا بيه والغلبان الزمن والفقر كسروا وسطه وميهمناش كل اللي بحري دول ( يقصد النخبة والسياسيين) مادام عمالين ثورة ومش ثورة ولسه بمشي مع بنتي اللي ف ثانوي للدروس خايف عليها ، ولسه مرتبي مش مكفيني من الإيجار ولا الأكل والشرب والمصاريف ، معاناش ناكل لحمه اللا يوم القبض بس ومفيش أمان لسه
 
جون : الصبر ، الرئيس لسه مشتغلش والأمن هيرجع أحسن من الاول . 
 
الرجل : بس يا باشا ( حولني من بيه لباشا ولا اعلم لماذا ؟ اعتقد انها مرتبطه بالأمن ) بلدك دي نقول فيها اللي ملهوش كبير يشتري كبير ، فلازم يكون ليك الاقوي اللي تتحامي فيه ، وفي بلدك يقولوا الكبير والقوي لما يقع ميرجعش أحسن واقوي اللا لما يرجع افظع من الاول ( لم استطيع ذكر اللفظ تحديدا فاستبدلته بافظع ولكن له علاقه بعكس النظافة ) والحكومة - يقصد الشرطه - مش راجعه اللا لما تكون كده ، وبعد الثورة محدش هيسيبهم يرجعوا أقوياء زي الاول تاني . 
 
جون : بس كده اكرم ليك وعلي الاقل محدش يضايقك تاني . 
 
الرجل : لا يا سيدي يرجعوا أوحش بس يلموا البلد ، ده شوية العيال ولاد ابو عبد القادر - لا اعلم من هم ولا من اين ولا اعلم من هو عبد القادر- الصيع يروحوا يتنططوا ف كل مظاهره شويه وبعدين يقولوا عليهم متظاهرين ، وهم اساسا حرامية مكن - يقصد من يستقلوا الموتوسيكلات الصيني ويسرقوا المارة - بالذمه دول متظاهرين 
 
جون : بس مش كله زي ولاد عبد القادر اللي انا مش عارفهم اصلا
 
الرجل : ( يضحك) لا يا بيه معروفين .. معروفين
 
اكتشفت انني تركت من لي وتعديته بحوالي خمسة شوارع من فرط اهتمامي بهذا اللقاء  ، هذا المواطن المصري البسيط الذي تكلم بالعاميه ابلغ وارقي من كل كلام النخبويون الذين يصرفوا علي مؤتمراتهم ما هو كفيل بحل جميع مشاكل هذا الرجل المادية. 
 
الساده ساسة مصر وقادتها ، السيد الرئيس ، السيد المشير ورفاقه في المؤسسة العسكريه ، الاحزاب والتيارات والائتلافات والقوي - الثوريه- والمفكرين والأدباء 
 
اقول لكم ان مصر لن تشهد ثورة فعليه حتي يشعر امثال هذا المواطن بالأمان والكرامة والعزة في بلاده ، اقول لكم ان ( الغلابه) لا يهنئوا اللا ايام الانتخابات ، اقول لكم وبكل ثقه اننا سنشعر بما فعلناه ان كان ثورة ام لا ثورة الا عندما يترك هذا المواطن ابنته تذهب لدروسها في أمان ، ولا يلاقي الأمرّين ليحصل علي لقمة العيش ، ولا يشعر انه مهمش حتي يكون أداة كسب سياسي فتتسلط عليه الأضواء ، فهو ما نتغني به في مقالاتنا وبرامجنا وبرامج وأسماء احزابنا بعد الثورة ونحن لا نعرفه ، فهو الوحيد الذي لا تتعدي أحلامه الّا الستر.
 
هو المواطن المصري ،،،، 
 
لن نشعر اننا في مصر الحديثة الّا حينما نجد كلٍ في مكانه ، الشرطه في مكان الأمن ، والجيش في مكان الحدود ، والساسة في برلمان منتخب ونزيه ومعبّر ، و ،،،،،،،، ( اولاد عبد القادر ) وأمثالهم في السجون ، وأخيرا وليس آخراً ،، المواطن المصري يجد مكانه في قلب وعلي رأس كل من يتولي مسئولية هذا الوطن .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :